* بكين - واس:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة أن حكومة المملكة تبنت تنمية صناعة السياحة وتطويرها باعتبارها خيارا استراتيجيا ضمن منظومة برنامج الهيكلة الاقتصادية الشامل لتنويع قاعدة الاقتصاد الوطني وتحقيق الاستثمار الامثل للموارد المتاحة ودعم التنمية الشاملة وتوفير فرص العمل للمواطنين والاسهام في تقوية الترابط بين المواطن ووطنه وتراثه وحضارته.
وقال سموه: «يعزز ذلك ما يتوافر في المملكة من مقومات وامكانات سياحية متنوعة وإرث اسلامي وحضاري عريق وبنية اساسية متكاملة مما جعل من النشاط السياحي فيها واحدا من اهم القطاعات الاقتصادية حيث بلغ اسهام السياحة في الاقتصاد الوطني خلال عام 2002م ما يقدر ب ( 8 ،8) بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي».
جاء ذلك خلال القاء سموه اليوم كلمة المملكة العربية السعودية في الدورة الخامسة عشرة لاجتماعات الجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية المنعقدة في عاصمة جمهورية الصين الشعبية (بكين)، حيث أشاد سموه باعتماد اللغة العربية لغة رسمية من لغات المنظمة.
واوضح سموه أن الدول العربية تعمل منفردة ومجتمعة على جعل السياحة احد القطاعات الاقتصادية الرئيسة فيها معبرا عن أمله بأن تسهم هذه المصادقة على اعتماد اللغة العربية لغة رسمية في المنظمة في تفعيل دور المملكة خاصة والدول العربية عامة بما يدعم انشطة المنظمة و يحقق اهدافها.
واوضح سمو الأمين العام للهيئة العليا للسياحة أن المملكة العربية السعودية عرفت السفر والسياحة منذ قرون عدة احتضنت خلالها زوارا من دول العالم أجمع، كما أن المملكة بوصفها مهد الاسلام وموطن الحرمين الشريفين تستضيف المسلمين من جميع الاقطار حيث بلغ اجمالي عدد الرحلات في المملكة في عام 2002م (1 ،65) مليون منها (5 ،7) ملايين رحلة لزوار دوليين فيما يتوقع أن يصل عدد الرحلات السياحية 141 مليون رحلة في عام 2020م تسهم في توفير ما بين (5 ،1) إلى (2 ،3) ملايين فرصة عمل في العام ذاته ان شاء الله.
وبيّن سموه أن الهيئة العليا للسياحة أنشئت من أجل مهمة تحفيز نمو السياحة الوطنية باعتبارها قطاعا واعدا ذا اهمية كبيرة وذلك من خلال تهيئة البيئة المناسبة لتحقيق التنمية المتوازنة والمستديمة وتحفيز الدعم المؤسسي للصناعة والقطاعات والنشاطات المساندة لها في المملكة مبينا أن الهيئة عملت على تحقيق هذه المهمة من خلال بناء مؤسسة حديثة تعمل بالكامل وفق اعتبارات الحكومة الالكترونية وثقافة مهنية تتوافق مع منظور القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية والشفافية واللا مركزية.
كما قامت الهيئة بإعداد مشروع تخطيطي متكامل وشامل لتنمية السياحة الوطنية على المدى الطويل تمت صياغته على أسس علمية رصينة مستصحبة في ذلك أفضل التجارب العالمية لأكثر من 45 دولة نامية ومتقدمة وقد تم انجاز المرحلة الاولى من هذا المشروع وبدأت المرحلة الثانية التي اطلقنا عليها مسمى (العنايةالمركزة) لتمثل مرحلة تنفيذية نسعى من خلالها إلى احداث نقلة عميقة في قطاعات السياحة من خلال اعادة هيكلة الصناعة جذريا وتنظيمها وتأسيس الشراكات ودعم الشركاء في القطاعين العام والخاص خلال السنوات الخمس القادمة».
وأفاد سموه انه سيتم خلال هذه المرحلة معالجة عدد من القضايا ذات التأثيرعمل السياحة ومنها إعادة هيكلة الاجازات المدرسية والتأشيرات السياحية وغيرها من الاجراءات الداعمة لنمو السياحة.
واضاف سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز قائلا: «ان المصالح الوطنيةالمحدودة لا يمكن أن تشكل وحدها الاساس للتنمية السياحية. اذ لابد من تبادل
الآراء والتطلع إلى ما يحقق المصالح المشتركة وقد عملت المملكة على الاطلاع والاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي سبقتنا في هذا المجال ومن بينها عدد كبير من الدول الأعضاء في المنظمة مما اتاح لنا فرصة تحديد الاسلوب الامثل لتحقيق تنمية سياحية واقعية ومنبثقة من اهتمامنا بالحفاظ على قيمنا وتراثنا وبيئتنا التي نعتز بها والتي تمثل أهم ركائز التنمية الوطنية في بلادنا».
وبيّن سموه أن المملكة العربية السعودية حرصت على الانضمام إلى المنظمة بعضوية كاملة ايمانا منها بان السياحة اسهمت (ولا تزال) في مد جسور التواصل وزيادة التفاهم بين الشعوب بما يحقق استقرار العالم. الجدير بالذكر أن كلمة سمو الأمير سلطان بن سلمان تعتبر هي الكلمة الاولى التي تلقي باللغة العربية في اجتماعات منظمة السياحة العالمية منذ انشائها.
وبعد اعتماد اللغة العربية لغة رسمية من لغات المنظمة حيث بذلت المملكة العربية السعودية جهودا كبيرة لاعتماد اللغة العربية كأحد اللغات الرئيسية في المنظمة.
|