صفات حميدة كثيرة يمنحها الله للبشر، فالكرم والشهامة والسرعة في قضاء حوائج الناس في موهن من الليل، صفات مقسومة من خالق عليم لمخلوقين مصطفين أخيار..
وسلمان بن عبدالعزيز آل سعود - ولا نزكيه على الله - إنسان مشمول بعناية الإله، إذ هو قريب من الناس كل الناس، من حاجاتهم المدفونة عميقاً تلك التي لا يمكن تلمسها.. إلا بباهظ الجهد، الترقب، والسير من دون زخم التشريفات وإبهار الكاميرات الكاشفة ساعة هبوط الليل ابتغاء وجه الله ورضاه.وهكذا اقترب سلمان شيئاً فشيئاً من الناس كل الناس، لامس شغاف قلوبهم وتلك مهمة عزيزة يستعصي تحصيلها لأنها من شغل القلوب التي يقلبها الرحمن كيف يشاء.
إن تكريم الأمير سلمان بن عبدالعزيز بوصفه رائداً للعمل الاجتماعي في المملكة أثناء فعاليات الأسبوع العربي الخليجي السادس للعمل، في دولة الكويت الشقيقة قبل عام ونيف، يأتي دلالة بارزة على استحقاق كبير تأهل له الرجل الكبير عبر سنوات عمره المديد بإذن الله، كيف لا وقد تربى سلمان في بيت الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بما عرف عنه من حلم وحكمة ومواقف جزلة مع مواطنيه مما هيأ بيئة صالحة لأبنائه وأحفاده، فكان سلمان بحق هو رجل الملمات والمهمات الصعبة، سفيراً للمملكة في العمل الخيري والإنساني الحميم.
وللرجل اهتمام خاص بالشأن العربي والإسلامي، بل والإنساني عموماً من خلال تصديه للعديد من لجان الدعم المادي والعيني للعديد من شعوب العالم التي تعرضت للكثير من المصاعب البيئية والحياتية عموماً في رقعة جغرافية ممتدة، كل ذلك في مسيرة قاصدة امتدت لنحو خمسة عقود. فيما هو مشغول الخاطر بالغ الاهتمام بشؤون الداخل السعودي، مواسياً ومعاوناً فذا، للكبير والصغير، جماعات ووحدانا، وكان سلمان في جميع أمره محل تقدير الألسن على اختلاف لغاتها وتباين مواقعها.
عرفت الرجل عن قرب وجمعني مع سموه الكريم العمل العام من خلال اشتغالي بالتجارة أو في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، ومجلس الغرف السعودية، ولمسنا منه النظر الثاقب والرؤية الحانية والحرص الدؤوب على وجوب الاهتمام بالشرائح الضعيفة في المجتمع، وكان لأجل تحقيق هذا الهدف النبيل يقف بنفسه على رأس العمل في كثير من الجمعيات الناشطة في مجال العمل التطوعي والخيري التي تهتم بالمسنين والأيتام وراغبي الزواج والمعوقين وغيرها الكثير.. الكثير.والأمير سلمان، الذي تتشرف عاصمتنا الحبيبة الرياض بقيادته لها على امتداد خمسة عقود، عامرة بالإنجاز الذي يكاد يلامس حدود الإعجاز، أظهر ملكات قيادية عميقة الدلالة في مساراتها وانعطافاتها، إدارياً وإنسانياً وسياسيا، فكانت أبوابه مشرعة دائماً لكل طالب حاجة أو صاحب مظلمة، مواطنا أو مقيما كريما، فهو القاضي الحكم، والإداري النزيه والمخطط الملم بتفاصيل عمله، المتشعب المتنامي، وقد كان لهذا النسيج البديع في تكوينه والنبيل حين الاقتراب منه، أثره الواضح في بلوغ هذه المدينة العملاقة المتجددة أعلى معدلات الاستقرار والتطور، لا يشوبها كدر بعض المارقين أو هوس المتنطعين ممن غرر بهم، لينعم سكانها وزائروها الذين هم من كل فج عميق بدفء حضنها الوافر الآمن، وبرغد العيش فيها، دون من أو إكراه. على النحو الذي نسمعه ونراه في كثير من العواصم والدول.وبتلك الثقة الهادئة التي لا ترافق إلا الشجاعة القصوى تقدم الرجل.. الأمير ليهب شبابه وجميع جهده للآخرين مقاوماً الشح والأنا.. وحينئذ فقط نجد أنفسنا في حضرة رجل آخر من طراز فريد جداً.
ليحم الله ولاة أمرنا وهذا الوطن وليمدهم بأسباب القوة والمنعة.. إنه نعم مسؤول.
(*) رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض
|