Tuesday 21st october,2003 11345العدد الثلاثاء 25 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حان الوقت لمساعدة العراق حان الوقت لمساعدة العراق
أياد علاوي

العراقيون يتطلعون بشغف كبير الى مؤتمر الدول المانحة الهادف لاعادة اعمار العراق المنعقد في مدريد، اسبانيا ليومي 23-24 تشرين الأول.
لا يوجد الكثير من الفرق فيمن اجبر على الهجرة أو من اضطر للعيش في ظل الخوف والحرمان أثناء حكم صدام حسين الذي امتد طويلا، فجميع العراقيين قد راقبوا بألم وسخط الواقع المر لتجريد بلدنا من ثرواته وعزله عن بقية العالم بسبب سياسات صدام المرعبة والمجنونة. مدريد تقدم لنا الفرصة المنشودة لنعيد التواصل مع العالم، لنعلن رغبتنا المكنونة لاستعادة التكامل مع المجتمع الدولي ولإصلاح تراثنا العراقي الاصيل.
إن سنوات التعسف والطغيان قد مزقت العراق وشعبه ونحن لن نحتاج لبناء البنية الأساسية المادية فحسب، ولكن علينا اعادة تشكيل النسيج الاجتماعي لبلدنا على العراقيين استعادة الانسجام فيما بينهم لينهوا التفرقة البغيضة الزائفة التي فرضها النظام البعثي البغيض، ولن نستطيع فعل ذلك بمفردنا، نحن نرحب بعون العالم وخبرته وهمته، من هنا في مدريد نحن نوجه نداءنا للمجتمع الدولي ليقف بجانبنا وليلتزم بما يمكننا من النهوض من جديد، إن تحقيق التقدم والرخاء في العراق سيضمن ترسيخ السلام والاستقرار والنماء في كافة أرجاء الشرق الأوسط.
هناك الكثير مما يمكن ان نتعلمه من دول العالم، فمن اليابان والمانيا نستطيع اقتباس تجربتهم الناجحة في إعادة البناء عقب سنوات الطغيان والحروب، ومن روسيا وبقية دول اوروبا الشرقية نستلهم خبرتهم في الاداء الاقتصادي الحر عقب سيطرة الدولة والنظام الشيوعي على السوق، ومن اسبانيا واليونان نستفيد من المنهج الذي اتبعوه عقب تخلصهم من سنوات الحكم العسكري.
ان بلادنا كانت تعرف باسم مهد الحضارة أرض خصبة تمتلك ارثا ثقافيا، لقد قام صدام بتحطيم هذه الامثولة في سعيه المحموم والمنظم للاستحواذ على القوة والثروة، فقد بنى قصرا ضخما بالغ الفخامة في آثار بابل ليس ببعيد عن مواقع القبور الجماعية التي خلفها نظامه في منطقة الحلة وفي غيرها من مناطق العراق، وجفف الاهوار الجنوبية في حملة همجية تهدف لإزالة نمط الحياة الاصيل والنبيل في سعيه للقضاء على المقاومة الشيعية، وشن حربا على الشعب الكردي في العراق قتلت آلاف الأشخاص وقضت بالغازات السامة على العديد من القرى المأهولة.
لقد تحررنا من هذا الجنون، ونعمل لنبني العراق الذي حلمنا ببنائه منذ وقت طويل، سيمنح العراق الجديد الاولوية لقطاعي التعليم والصحة لأن البناء الجديد لا يتم إلا بمجتمع منتج ومقتدر، العراق الجديد سيكون بلد التسامح حيث التنوع الديني والعرقي ينعم بالاحترام، العراق الجديد سيطلب من القطاع الخاص أن يلعب دوراً مركزيا في مهمة إعادة البناء والنهوض حيث تنعم الاستثمارات بالحماية والتقدير والتأمين.
تساءل بعض المانحين عن إمكانية تأخير المساهمات في إعادة الإعمار لحين استتباب الوضع الأمني في العراق والجواب هو كلا، إن العراق يحتاج إلى مساعدة العالم الآن وليس لاحقا، إن تمويل عملية إعادة البناء هو امر بالغ التأثير على الوضع الأمني، وكما يعرف العديد من الدول التي مرت بأزمات مماثلة، فان التمويل سيعني إيجاد فرص عمل جديدة للعراقيين العاطلين عن العمل وسينتج عنه تحسين نوعية الخدمات ومشاريع البنية التحتية وبما يمنح العراقيين املا وثقة بالمستقبل.
إن عملية التحول الى العراق الجديد لن تكون مهمة سهلة، حيث ان حقبة الاهمال قد تركت بلدنا بحالة يرثى لها، لكن العراقيين قد استعادوا حريتهم وهم على اتم استعداد لبناء بلدهم والتواصل مع العالم.

أياد علاوي - رئيس مجلس الحكم الانتقالي العراقي
كامل الكيلاني - وزير مالية العراق

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved