* صنعاء - رويترز:
استخدمت الولايات المتحدة قوتها الحربية في العراق وأفغانستان لسحق أعدائها ولكن في اليمن تفضل الدبلوماسية في بلد بات بؤرة ساخنة للتشدد، انه مسقط رأس والد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.
تحاول الولايات المتحدة المثقلة بصراعات في أفغانستان والعراق كسب تأييد اليمنيين بأساليب أقل دموية وأرخص من الحرب، تزود قوات الامن اليمنية بمعدات وتساعد في تدريبها على مكافحة الارهاب وتزودها بزوارق لحراسة السواحل. ومن جهة أخرى تقوم ببناء طرق وانشاء عيادات ومكافحة الامية.
تكلف هذه العمليات ومعونات مالية واشنطن نحو 100 مليون دولار سنويا مقارنة ب 87 مليار دولار رصدتها للعراق وأفغانستان قال ادموند هل السفير الامريكي في اليمن لرويترز: لا يمكن تحقيق استقرار بدون تنمية وتحقيق تنمية بدون استقرار.ويعتقد محللون ان الولايات المتحدة تتبع أسلوبا حكيما في التعامل مع الموقف في اليمن نظرا للصعوبات التي تواجهها حكومة صنعاء بسبب التعاون مع الولايات المتحدة.
يقولون ان السلطات في اليمن حيث يعيش عشرة ملايين أي نصف عدد السكان على دولارين يوميا ممزقة بين المعونات الامريكية وتنامي الشعور المعادي للولايات المتحدة بين قادة القبائل والزعماء الدينيين واليمنيين العاديين بسبب انحياز واشنطن لإسرائيل.
ويقول المحللون انه في افغانستان والعراق اقتحمت الولايات المتحدة الباب الخلفي ولكن في اليمن استخدمت الاسلوب الدبلوماسي. قال ايفان كولمان خبير شؤون الارهاب البارز الذي يمتلك أكبر قاعدة بيانات عن التشدد: اقتحام الابواب في اليمن مثل هدم خلية للدبابير بالتأكيد ستهتز الاشجار ونصاب بدهشة مما اقتحمناه، ويمكن ان يسبب سفكا للدماء.
وبعد حرب أفغانستان لمطاردة القاعدة تكهنت وسائل الاعلام ان الدور سيكون على اليمن والصومال والسودان في الحرب ضد الارهاب، ولكن في محاولة لتحسين سمعته بأنه ليس ملجأ آمنا للمتشددين شن اليمن حملة مداهمة كبرى في أول عملية حربية ضد القاعدة خارج أفغانستان.
شهد اليمن حادث هجوم بالقنابل على حاملة الطائرات الامريكية كول عام 2000 وحاملة نفط فرنسية في العام الماضي. وبعد سلسلة من خطف السياح الاجانب أغلبها قام بها رجال قبائل ساخطون يحتاج الغربيون حراسا للسفر في أغلب أنحاء البلاد.في الثمانينات سافر آلاف اليمنيين الى أفغانستان للقتال ضد الاحتلال السوفييتي ثم عادوا للقتال في حرب اليمن الأهلية في 1994. قال جيريمي بيني من جينز سنتينال في لندن: يبدو أن اليمن باق كبوابة خلفية للمتشددين في شبه الجزيرة العربية، وهكذا يدخل ويخرج أعضاء القاعدة.
وترى الولايات المتحدة ان هذه البقعة جزء من أكثر مناطق العالم القابلة للاشتعال بسبب موقعها الاستراتيجي وتقوم بدوريات في مياهها من قاعدة بحرية في جيبوتي على البحر الاحمر قبالة اليمن.
ويعتزم مكتب التحقيقات الاتحادي فتح مكتب في اليمن هذا العام كما أقيم على الحدود نظام مراقبة الكتروني ولكن كثيرا ما يعوقه انقطاع الكهرباء.
|