متابعة: تركي إبراهيم الماضي - عبدالله هزاع العتيبي
تستهدف استراتيجية نظام النقل في المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض والذي تقوم عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، تطوير خطط نقل حضرية ترتبط بالتوزيع المكاني لاستخدامات الأراضي وأنماط توزيع الكثافات السكانية وتوفير مستوى فعال وكفء من التنقل الآمن واليسير لجميع فئات المجتمع وتشجيع النمو والتطور للأنشطة الاقتصادية.
وتتمثل القضايا الرئيسة التي تواجهها الرياض في إمكانية وسهولة التنقل والوصول بين أجزاء المدينة المختلفة.
وتهدف السياسات المتعلقة بالنقل إلى توفير نظام نقل فاعل وشامل.. وشبكة طرق فاعلة وآمنة وتحقيق مستوى عال من السلامة المرورية..
تهدف السياسات المتعلقة بالنقل إلى توفير نظام نقل فاعل وشامل وشبكة طرق فاعلة وآمنة وتحقيق مستوى عال من السلامة المرورية
توزيع فريد !!
تتمتع مدينة الرياض بشبكة من الطرق الداخلية والخارجية الفعالة التي تربط بين أجزاء المدينة المتباعدة.
ويمكن اعتبار الرياض مدينة تعتمد على السيارة الخاصة مع محدودية تنقل أفراد المجتمع الذين لا يستطيعون استخدام السيارة، وعند مقارنتها بمدن العالم الأخرى نجد ان توزيع الرحلات بحسب الغرض المقصود منها فريد تقريباً خصوصاً النسبة العالية من الرحلات المرتبطة بالبيت.
تضاعف الرحلات !!
إلا أن النمو المطرد في المدينة والاعتماد على استخدام السيارات الخاصة كوسيلة النقل الرئيسة في المدينة والتي يشكل عدد الرحلات بها ما نسبته 90% من رحلات المركبات «2% النقل الجماعي، 8% نقل المجموعات طلاب عمال..» قد ساهم في العديد من القضايا والمشاكل المرورية.
فبحلول العام 1442هـ تشير التوقعات إلى تضاعف عدد الرحلات التي تقطعها المركبات يومياً على الطرق في مدينة الرياض بمقدار ثلاث مرات مقارنة بالعدد الحالي، بينما سينخفض متوسط سرعة المركبات إلى حوالي النصف. وفي ظل استمرار السياسات الحالية، سيؤدي تضاعف عدد الرحلات في المستقبل إلى تدني مستوى الخدمة على الطرق، والى انخفاض مستوى الوصول والقدرة على الحركة، وكذلك إلى ازدياد متوسط طول الرحلات وما يصاحبه من هدر اقتصادي وتلوث بيئي.
كما ان قضية النقل العام كغيرها من خيارات التنقل، تعد من القضايا الرئيسة التي ستواجه مدينة الرياض مستقبلاً. وتعتبر ندرة الكوادر البشرية المدربة لإدارة نظام النقل عقبة رئيسية في مواجهة قضايا نظام النقل بالمدينة.
تقليل الازدحام
كما تشير المستويات المرتفعة من الازدحام في منطقة وسط المدينة إلى ضرورة الاهتمام باللامركزية فيما يتعلق بتوزيع استعمالات الأراضي المختلفة والخدمات وذلك بهدف المساعدة في تقليل الازدحام في منطقة وسط المدينة، والعمل على توفير بدائل ناجحة للحركة وسط المدينة كتوفير وإدارة المواقف.
آمن ويسير
وتنطلق استراتيجية النقل في المدينة من مبدأ توفير سبل بدائل التنقل الآمن واليسير عن طريق تطوير نظام نقل يفي بمتطلبات التنقل القائمة والمتوقعة في ظل استمرار النمو السكاني الكبير في المدينة على ان يتكامل هذا النظام مع اتجاهات النمو الحضري للمدينة وبطريقة مستدامة.
وسيتم تحقيق ذلك عن طريق المحافظة على مستويات جيدة من امكانية التنقل ومستوى الوصول للسكان وذلك من خلال تطوير شبكة الطرق الرئيسة بشكل يراعي الطلب المتوقع ويحقق الكفاءة الاقتصادية، ويساهم في توجيه النمو الحضري، مع مراعاة الأولويات في تطوير الطرق، والتركيز على محاور التنمية التي تتوسطها أعصاب نشاط عالية الكثافة.
وعن طريق دعم النقل العام داخل المدينة بتوفير الإطار المؤسسي المناسب. بحيث يتزامن ذلك مع تشييد مشروع محدد لنظام نقل عام يستخدم تقنية متقدمة كمرحلة أولى ، ومع الأخذ في الاعتبار حماية مسارات النقل العام، وتخصيص الأراضي المناسبة لمراكز النقل مع التطوير العمراني، ويلي ذلك كله تقويم لمدى الجدوى على المدى البعيد للنقل العام ذي السعة العالية، ومن ثم وضع برنامج استثمار للنقل العام.
تطوير وتطبيق
وبتطبيق واسع لأساليب إدارة الحركة المرورية بهدف استخدام التجهيزات الأساسية للنقل بصورة أكثر فعالية، والاستخدام التدريجي لبعض عناصر إدارة الطلب، وذلك من خلال تطوير وتطبيق برنامج شامل لإدارة الحركة المرورية على الطرق الحرة والشريانية والمجمعة والمحلية لرفع كفاءة ومستوى سلامة شبكة الطرق بالمدينة، وتطبيق سبل تقويم وتحقيق الآثار المرورية للمنشآت الحضرية الكبرى، والعمل على إدخال إجراءات إدارة الطلب على التنقل تدريجياً بالتنسيق مع السياسات المرورية الأخرى..
أنظمة ذكية !!
وتطبيق أنظمة النقل الذكية التي تستخدم تقنيات اتصالات وتقنيات حسابية متقدمة، لتحسين أداء نظام النقل والمطبقة في عدد متزايد من المدن بالدول الصناعية، وذلك لتحسين حركة المركبات بتلك المدن بدون إنشاء أية طرق جديدة. ومن الأمور التي تشمل أنظمة النقل الذكية، استخدام أساليب متقدمة للإدارة المرورية والتي تعتمد على معلومات المسافرين، مما يساعد على تعزيز الطاقة الاستيعابية لشبكة الطرق.
وسيتم مراقبة تطورات نظام النقل الذكي لتحديد أي من التقنيات المتجددة بالسوق أكثر ملائمة لمدينة الرياض.
وتعزيز الموارد البشرية والهياكل الإدارية القادرة على تخطيط وتنفيذ وإدارة نظام النقل العام بالمدينة، ومن بينها تقوية الدور الذي تقوم به الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وأمانة مدينة الرياض لتخطيط النقل، وتطوير برنامج مستمر لتدريب القدرات البشرية القادرة على إدارة النقل والمرور بالمدينة.
إدارة الازدحام
تدفعنا المستويات الحالية للازدحام بوسط المدينة إلى النظر في تطبيق اللامركزية والتوزيع الأكثر توازناً لمختلف استعمالات الأراضي وذلك للمساهمة الغير مباشرة في إدارة الازدحام بوسط المدينة، حيث يسعى المخطط الهيكلي إلى تحقيق هذا الهدف المكاني بطريقة شمولية من خلال التطوير المنظم للمراكز الفرعية الحضرية الرئيسية بمواقع مختلفة بالمناطق المطورة. كما تشتمل تطبيقات تخفيف الازدحام على منطقة وسط المدينة على إنشاء مراكز نقل عام ضمن المراكز الحضرية الفرعية المقترحة.
وتستهدف الاستراتيجية العامة للنقل توفير بيئة ملائمة للمشي واستخدام الدراجات، وتشجيع بدائل واقعية لتلبية متطلبات التنقل لمن لا يستخدم السيارة الخاصة، عن طريق زيادة خيارات التنقل، والأخذ بالاعتبار احتياجات المعاقين في تصميم نظام النقل.
أمر جوهري !!
وسيكون إنشاء مركز معلومات النقل أمراً جوهرياً للتنفيذ الفعال لمختلف إجراءات إدارة نظام النقل المقترح وسيكون مسؤولاً عن جمع وتحليل المعلومات التي تقدمها مختلف الجهات المشاركة في إدارة نظام النقل بالمدينة، بالإضافة إلى توفير تلك المعلومات ونتائج تحليلها لكافة الأطراف ذات العلاقة بطريقة ميسرة وفعالة. كما سيكون التنسيق مع الجهات الوطنية المسؤولة عن إدارة النقل بين مدن المملكة أحد العناصر الجوهرية للاستراتيجية وذلك للوصول للروابط بين وسائل النقل ونظام النقل المحلي إلى مستوى عال من الكفاءة، ومن ذلك تعزيز الوصول إلى محطة سكة الحديد الحالية مع تحسين ورفع مستوى الطريق الرئيسي المحاذي لها، كما سيتم تقويم وصلات طرق النقل التي تربط مدينة الرياض بالمدن الأخرى بالمملكة وبالمراكز الإقليمية والدولية.
|