تركيز الخطاب الإسلامي على ضرورة ترتيب البيت الداخلي كخطوة لا بد منها لضمان تواصل فعال مع الآخرين أمر تهتم به المملكة، وقد دعا إليه سمو ولي العهد خلال القمة الإسلامية كما شاركه في ذلك معظم المتحدثين في القمة.
الهمُّ الأول للدول الإسلامية في اعادة ترتيب البيت يتمثل في الإرهاب الذي يشوه صورة الإسلام باعتبار أن البعض ممن ينتمون لجماعات الإرهاب محسوبون على الإسلام ويتحدثون باسم الإسلام ويزعمون تحركهم من منطلقات إسلامية.
والنتيجة هي التي نشاهدها الآن من إلحاق الكثير من الأذى بالصورة المشرقة للإسلام.
ومن المهمِّ التأكيد بصورة عملية، بل والعمل على إظهار الوجه الحقيقي للإسلام، فالإسلام ينطوي على كل التطور وهو قد جاء لاخراج البشرية من عهود الظلام إلى حيث النور والعلم.
وكما قال سمو ولي العهد فإن الدولة الإسلامية تستطيع أن تتعايش مع متطلبات العصر دون أن تفقد شيئاً من ثوابتها وأصالتها..
إن المشكلة ليست في الإسلام وإنما في هؤلاء الذين يدَّعون أنهم مسلمون ومن ثم يسلكون بطريقة بعيدة كل البعد عن الإسلام، فالغلو والتطرف لا يمتّان إلى الإسلام بصلة.
ولهذا فقد بات من المهمِّ للدول الإسلامية أن تعمل على تنقية الدين القويم مما علق به من شوائب ليست من أصل هذا الدين وليست من أهدافه ومراميه.
إن التجربة الإسلامية برهنت أن المشروع الإسلامي هو مشروع حضاري وأن المتمعن في أمر هذا الدين وفي تجارب عدة دول اتخذت من الإسلام منهجاً في الحكم، يستطيع أن يدرك المقاصد الرفيعة التي يرمي إليها الدين القويم وأنه صنو للتطور وأنه يشتمل على كل القيم السمحة والمبادئ الإنسانية الرفيعة التي تُعلي من شأن الإنسان وتجعله جديراً بأن يكون خليفة الله على الأرض.
|