في يوم الثلاثاء الموافق 25/8/1424هجرية يوافق هذا التاريخ تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بمنصب أمير الرياض منذ نصف قرن خلفاً لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي كان سموه الكريم نائبا لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لما كان سموه الكريم أميراً للرياض.
بعد أن استقال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان عيّن صاحب السمو الملكي الأمير نايف أميراً للرياض وكان الأمير نايف قد عمل من التنظيم ودعم النهضة في وقت كانت الرياض محدودة المساحة ولا يوجد امكانيات.
وكان الأمير نايف قد طلب من الملك سعود رحمه الله بعد وفاة الملك عبدالعزيز رحمه الله انه لابد من عمل توسعة لشوارع الرياض والنهضة بها وتوزيع الاراضي على المواطنين.
وقال سموه يجب ان يكون في الرياض رئيس بلدية له صلاحيات ويتحمل المسؤولية فوافق جلالته رحمه الله على ذلك وأمره أن يبحث عمن يراه مناسبا لرئاسة البلدية.. بعد ذلك وقع اختيار سموه على الأمير فهد بن فيصل بن فرحان آل سعود ان يكون رئيس بلدية الرياض كبداية حينذاك في مراحل التأسيس ولم تُسم امانة إلا فيما بعد، فاستدعاه سمو الأمير نايف وحضر الأمير فهد الفيصل آل فرحان إلى سمو الأمير نايف في مسكنه وتكلم معه وقال له لقد اخترناك لتكون رئيسا لبلدية الرياض، فقال انا موافق فيما يراه سموكم ولكن لي مطلب إذا تحقق فسيكون خدمة لهذه البلاد أرى انها شرف لي.
وسأله الأمير نايف عن طلبه فقال أريد صلاحيات، فقال الأمير نايف انا موافق على الصلاحيات التي فيها المصلحة العامة والنهوض بمدينة الرياض، وقال الأمير نايف لابد أنك ستقابل الملك سعود وتطلب منه ايضا ذلك.
وبالفعل وافق الملك سعود رحمه الله على الصلاحيات وعمل ابن فيصل بأمانة واخلاص فيما أوكل إليه من مهام شوهدت وكتب عنها.
لقد طلب الأمير نايف من جلالة الملك سعود رحمه الله السفر للعلاج في خارج البلد ووافق جلالة الملك على ذلك، وتم تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أميراً للرياض بالنيابة في يوم الثلاثاء 11373/7/1 هجرية، بعد ذلك تقلَّد سموه هذا المنصب فقام بجهود لمواصلة مسيرة اخوانه اصحاب السمو الملكي الذين تقلدوا منصب امارة الرياض قبله، مع أن الأمير سلمان يحمل من الطموح والقدرة والتخطيط للنهضة والتطوير التي أهلته لمواصلة هذه المسيرة.
عاد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز من السفر وباشر عمله في الامارة ولكن لم يستمر لظروف صحية حينذاك، وقد وافق جلالة الملك سعود رحمه الله على طلب سمو الأمير نايف باعفائه من منصبه أميراً للرياض.
وبعد ذلك صدر الامر الملكي الكريم في يوم الاثنين برقم 5/10/2/1424 وتاريخ 21374/8/5 هجرية بتعيين سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أميراً للرياض خلفا للأمير نايف.. بعد ذلك مارس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان أعماله في الامارة بجد وطموح وتخطيط للمستقبل حيث قام بتوزيع الاراضي البور مثلما عمل اصحاب السمو اخوانه من قبله ولكن لا يريد التوزيع في نطاق ضيق بل وزع مساحات شاسعة تحيط بالرياض وما يتبعها من أراضٍ سكنية ومزارع للمواطنين على مختلف طبقاتهم واعطي الصلاحيات بذلك.
وقد اهتم سموه بتطوير الاجهزة الادارية وكذلك المدن والقرى والهجر التابعة لامارة الرياض واختار من الرجال الاكفاء وعيّنهم في مناصب في تلك المدن والقرى وطلب وضع كادر لما يتعلق بتلك الوظائف التي تم التعيين عليها بما يراه سموه وتقتضية المصلحة العامة.
وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان رجل يقظ قوي الارادة ثاقب النظر حريص على العدالة ويقف بجانب الحق بقوة ويساند صاحب الحق في حقه وسموه هو من تبنى المشاريع الخيرية بما في ذلك صندوق البر الذي أسس منذ سنين طويلة وترأس المجلس البلدي ونهض بموجب ما يراه فيما يتعلق بشؤون الرياض وتوابعها، كذلك ترأس هيئة تطوير مدينة الرياض وكان سموه يقف بنفسه على المشاريع المتعلقة بجميع الجهات المعنية كوزارة المواصلات والبلديات والشؤون الصحية والتعليمية حيث انه له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فيما تحقق بجهوده الخيّرة.
ولو اردنا ان نكتب عن الأمير سلمان وعن الاعمال العملاقة والجسيمة والمهمة التي يقوم سموه بها ويتابعها لملأنا الصفحات ولكن نشاهد الواقع الذي يتحدث عن نفسه فالمشاريع الجبارة التي قامت ولاتزال كذلك ما يتعلق بمشاركة سموه السياسية والإدارية خلاف امارة منطقة الرياض وهذا المجال يطول الحديث عنه لو كتبنا لاسهبنا فيه.. فسموه يعد ممن له دور فعال ورأي سديد في داخل البلاد وخارجها دون هالة اعلامية.
وقد وفق الله سموه باتخاذ ما يراه بآراء سديدة في جميع المجالات وهذا مشهود له بذلك ولا يحتاج إلى تفصيل، فعرف عن سموه الرأي السديد فيما يحقق المصلحة. والأمير سلمان يعمل باصلاح ذات البين ويدفع من ماله الخاص المبالغ الطائلة لانهاء ما يراه في المصلحة دون اثارة للمشاكل، ولو قلت انه في بعض المواضيع ينهي كثيراً من المشاكل قبل احالتها للمحكمة وهذا مشهود وليس فيه مبالغة بل هو الصواب.
ونحن بعد مضي خمسين عاماً نرجو من الله العلي القدير ان يمد في عمر سموه وان يوفقه فيما يصبو إليه في دينه ودنياه وان يحفظ لنا قادة هذه البلاد في ظل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين والنائب الثاني حفظهم الله وان يديم علينا نعمة الامن والاستقرار لاننا في نعمة محسودين عليها بما تتمتع به هذه البلاد من استقرار وأمن، ودستورها شرع الله الذي يعطي كل ذي حق حقه، وهذا دستور قادة هذه البلاد فهو الذي يحقق العدل بحقوق الانسان وليس انظمة وضعية تخالف ما انزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، فقام قادة هذه البلاد بتنفيذ هذا الدستور العظيم الذي لا يميز بين صغير ولا كبير لانه حكم الله الذي انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وتحقق بتنفيذه في هذا الكيان العادل الامن ورغد العيش.. ونرجو من الله العلي القدير ان يحفظ سموه ويسدد خطاه لان اعماله شاهدة له فنسأله سبحانه أن يديم عليه الصحة والعافية. والله ولي التوفيق.
|