** حتماً..
ستفاجئك دموعك وأنت تنظر وتستمع إلى طفلة تتلو سورة الفاتحة بصعوبة ولكنها تنجح في النهاية أمام جمع غفير من الحاضرات..
طفلة استطاعت عبر التدريب والتأهيل أن تملك القدرة على الثبات والمواجهة والجرأة الأدبية لكي تقرأ ومئات الأعين ترقبها..
كانت تلك نبتة من نبتات الجمعية السعودية للتربية والتأهيل والتي تختص بتدريب أطفال متلازمة داون وتعليمهم وتأهيلهم للاعتماد على ذواتهم..
** وستفاجئك أيضاً كفاك وهي تصفق بحرارة لكل هذه الجهود المتميزة التي تبذلها بكل حب نساء سعوديات يعملن ويتطوعن ويبذلن المال والوقت والتفكير ابتغاء وجه الله تعالى وخدمة لهؤلاء الأطفال وتطبيقاً لمبدأ التكافل والتعاضد..
كان العرض الذي قدمته الجمعية عن تفاصيل يوم دراسي.. هو غاية في إسعادك.. حيث يتملكك شعور باهظ بالفخر والزهو بوجود مثل هؤلاء السيدات في مجتمعك..
نساء يعملن.. يجتهدن.. يبذلن.. ينجحن.. يعتورهن الفشل أحياناً.. تنمو حولهن العوائق أحياناً.. لكنهن يعدن بكل حب ليكررن المحاولة ويبحثن عن المخارج التي تؤدي إلى النجاح مجدداً.. يشعلن الشموع ويضأن الدروب المطفأة..
لا يكتفين بالتذمر والقدح وقذف المجتمع بالسلبيات.. بل يملؤهن الإحساس بخيرية الناس وقدرتهم على فعل الخير..
وكانت الجزيرة.. كعادتها مؤخراً حاضرة في كل محافل العطاء.. ليس الحضور الإعلامي فقط.. بل الحضور الداعم مالياً.. لكل أنشطة الخير والعطاء.. مستشعرة دورها الوطني العظيم في دعم مثل هذه المناشط...
ولقد كان حضور الجزيرة كراعٍ رسمي لفعاليات السوق الخيري.. حضوراً يدعو للفخر والاعتزاز.. ولقد شرفت بأن نبت عن الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير بإلقاء كلمة الجزيرة بهذه المناسبة..
واستلام درع التكريم لرعايتها الرسمية..
** وأجدني اليوم وعبر هذه المساحة التي أتمنى أن تكون اليوم محظية بقراء كثر اليوم على الأقل من أجل هؤلاء الأطفال الذين تغص بهم قوائم الانتظار وتقصر أنشطة الجمعية عن استيعابهم في برامجها لقلة الدعم المالي..
وهي فرصة لا تعوض في هذه الأيام المباركات لإدخال الفرحة لقلب طفل كتب الله عليه وقدر له ان يولد بمتلازمة داون وللتخفيف من حرقة قلوب الأهالي المبتلين والذين يحلمون بأن ينخرط أطفالهم بمثل هذه البرامج لكي يتدربوا على الاعتماد على أنفسهم ولكي يملكوا حداً أدنى من القدرة على الأهلية والتعايش مع حياتهم ومع الآخرين.
والتبرع للجمعية يساند برامجها ويقوي عزيمة العاملات فيها ويرسم مزيداً من الابتسامة على ملامح الأطفال وأهاليهم..
** شكراً من القلب لكل العطاءات الجميلة التي تبذل وتجتهد وتبتسم وتحب.. وتملك القدرة على صنع الجمال والسعادة لمن حولها.
شكراً لكل عضوات الجمعية ورئيستها ومجلس إدارتها ولكل الأسماء التي تطوعت وساندت..
وشكراً للجزيرة إذ جعلتني ذاك المساء.. ازداد زهوا بها.. وازداد تقديرا لتاريخي معها فقد كانت مؤسسة حاضرة.. حضور الوطن البهي الذي يليق بنا ونليق به!!
|