* ساراييفو - الوكالات:
توفي أمس الاحد عن 87 عاما بطل حصار ساراييفو الرئيس البوسني السابق علي عزت بيغوفيتش الذي قاد مسلمي البوسنة كمسؤول قومي معتدل اكد مرارا تمكسه ببناء بوسنة متعددة الاتنيات.
وقد أعلن أطباء وفاته بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز الثامنة والسبعين.
وقاد بيجوفيتش البوسنة خلال الحرب التي استمرت بين عامي 1992 و1995 مع صربيا ولعب دوراً في المفاوضات التي تمخضت عن السلام في المنطقة، وتنحى عن رئاسة جمهورية البوسنة عام 2000 بعد أن حكم عقداً من الزمان.
وتوفي بيجوفيتش مساء أمس في مستشفى سراييفو المركزي، حيث كان يعالج منذ العاشر من أيلول/سبتمبر حسبما أكد فريق الأطباء المشرف على علاجه.
ووفقا لما ورد في التقرير فإن بيجوفيتش توفي نتيجة لقصور في وظائف القلب وضعف عام.
وقال طبيب القلب الخاص به أميلا أرسلان جيتش إن وفاة بيجوفيتش نجمت عن جراح أصيب بها يوم العاشر من أيلول/سبتمبر عندما سقط أرضاً في مسكنه، مما تسبب في كسر عدد من ضلوعه الذي تسبب بدوره في نزيف في صدره وزيادة المشاكل القلبية الحادة التي كان يعاني منها. وقال أطباؤه في وقت سابق هذا الاسبوع إن كليتيه توقفتا عن العمل مما أدى إلى تدهور حالة القلب. وأضاف أطباؤه إنه لم يفقد الوعي حتى الثواني الأخيرة من عمره.
يذكر أن بيجوفيتش تعرض لازمتي قلب خلال السنوات العشر الاخيرة، وكان بيجوفيتش هو أول رئيس للبوسنة والهرسك بعد انفصالها عن يوغسلافيا.
السيرة الذاتية لمفكر ومجاهد
ولد عزت بيغوفيتش في الثامن من ايلول/سبتمبر 1925 في بوسانسكي ساماتش (شمال) واختار خلال الحرب (1992- 1995) البقاء في ساراييفو حيث استمر في قيادة البلاد تحت قصف قوات صرب البوسنة التي ضربت حصارا استمر ثلاث سنوات ونصف السنة على العاصمة البوسنية.
وادخل مرتين الى السجون اليوغوسلافية من 1946 الى 1948 لمشاركته في حركة قومية للشبيبة المسلمة ومن 1983 الى 1988 لوضعه كتابا بعنوان «البيان الاسلامي» الذي اعتبرته محكمة شيوعية بأنه متطرف.
اصبح رئيسا للبوسنة العام 1990 بنتيجة اول انتخابات تعددية.
وعلي عزت بيغوفيتش من الموقعين في العام 1995 على اتفاقات دايتون للسلام التي انهت الحرب ووضعت اسس تشكيل رئاسة وحكومة ثلاثية الاطراف تضم المسلمين والصرب والكروات في البوسنة.
وفاز في انتخابات العام 1996 والعام 1998 بمنصب ممثل المسلمين في الرئاسة البوسنية الجماعية.
وحصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام في عام 1413هـ.
لكن بسبب مشاكله الصحية وخصوصا في القلب اعلن علي عزت بيغوفيتش في حزيران/يونيو 2000 انسحابه من الرئاسة الجماعية في تشرين الاول/اكتوبر قبل سنتين من انتهاء ولايته.
وكان يعتبر قوميا معتدلا رغم تصريحاته الملتبسة احيانا لكن المجتمع الدولي غالبا ما كان يتهم حزب التحرك الديموقراطي الذي اسسه العام 1989 بعرقلة تطبيق اتفاقات دايتون ومنع عودة السكان غير المسلمين الى ساراييفو.
الحزن يخيم على البوسنة
وفي شوارع ساراييفو اعرب السكان عن حزنهم لوفاة عزت بيغوفيتش الذي يعتبر «اب استقلال» البوسنة.
وقال عثمان ابريتش وهو متقاعد انها خسارة كبيرة للبوسنة كان رجلا عظيما.
اما هاجر كافكيتش فقالت تبلغت النبأ للتو مضيفة وهي تبكي «انا حزينة للغاية».
لكن بعض صرب البوسنة اعربوا صراحة عن عدم مبالاة لا بل عن سعادتهم لوفاة بيغوفيتش.
وقال ميركو سافيتش وهو من سكان بالي المقر العام للقوات الصربية البوسنية خلال الحرب لوكالة فرانس برس لا يمكن لوفاته ان تثير الحزن في نفوس الصرب.
واضاف دراغوليوب ايليتش من بالي ايضا انا اسف لانه توفي لان بذلك لن توجه اليه التهمة من قبل محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة.
وادخل بيغوفيتش الى المستشفى في العاشر من ايلول/سبتمبر بعدما اغمي عليه في منزله.
وخلال سقوطه بعد الاغماء كسر اربعة من اضلعه على الجانب الايسر.
وقد شهد وضعه الصحي منذ ذلك الحين تدهورا متواصلا وأصيب خصوصا بنزيف داخلي على مستوى الصدر وبمشاكل في الدورة الدموية في رجله اليسرى.
وعادته في المستشفى عدة شخصيات منها الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون ومهندس اتفاقات دايتون للسلام والدبلوماسي الامريكي السابق ريتشارد هولبروك ورئيس الوزراء التركي طيب رجب ادروغان.
|