* الرياض عبدالرحمن المصيبيح - سعود الشيباني- واس:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية مساء أمس احتفال المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق بمناسبة مرور 25 عاما على صدور العدد الأول من جريدة (الشرق الاوسط) وذلك في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر المركز صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس ادارة المجموعة السعودية للابحاث والتسويق واعضاء مجلس الادارة ومديرو العموم في المجموعة.
وفور وصول سموه بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم القى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس ادارة المجموعة السعودية للابحاث والتسويق كلمة رحب فيها بسمو الأمير نايف بن عبد العزيز والحضور.
واوضح سموه أن العالم يشهد تغيرات كبرى في عالم السياسة والاقتصاد لكن الثورة الكبرى المتحكمة في كل هذا هي ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات التي تجعل من كل هذه المتغيرات الكبرى شأنا حياتيا في بيوتنا مبينا أن ما يصل من معلومات عن طريق الوسائط الاعلامية ليس نقلا مباشرا كما يتصوره البعض ولكنها صناعة ترسم لنا صورة هذا العالم فالحدث لا يكون حدثا الا اذا رأيناه مصورا أو مكتوبا أو مسموعا، حيث هناك الكثير من الأحداث التي لا يبثها الاعلام فلا نكاد نسمع بها وكأنها لم تحدث.
ولفت النظر إلى أن الاعلام يلعب دورا كبيرا في تشكيل العالم الجديد ورسم ملامحه فهو ليس وصفا للواقع، بل مساهم رئيسي في تشكيل هذا الواقع، حيث يمدنا بالمفاهيم المفسرة للأحداث ويقدم لنا المفاهيم المنظمة لحياتنا المعاصرة، حيث يعتبر الحديث عن الواقع والأحداث الكبرى هو صناعة اعلامية في المقام الاول. وقدم سموه ملخصا عن الشركة السعودية للابحاث والنشر وجرديتها الشرق الاوسط خلال خمسة وعشرين عاما مفيدا أن الشركة اصدرت عام 1395هـ صحيفة (عرب نيوز) تلتها صحيفة (الشرق الاوسط) عام 1398هـ ثم توالت الاصدارات اليومية والاسبوعية والشهرية لمطبوعات الشركة السعودية للابحاث والنشر، لافتا النظر إلى أن جريدة الشرق الاوسط اهتمت بالمحتوى من خلال تركيزها على الاخبار والرأي الذي يهم كل العرب اينما كانوا كما استقطبت الشركة السعودية للابحاث والنشر الكتاب والمحررين من كل ارجاء العالم العربي. واكد أن وسائل الاتصالات الحديثة منحت الجريدة مجالات اوسع وآفاقا ارحب في التوزيع باشكالها المختلفة الورقية والالكترونية.. مشيرا إلى أن اكتمال مجموعة الشركة الصحفية على هذا النحو لم يأت من فراغ فالمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق التي تأسست عام 1407 هـ هي ثمرة عمل جماعي تضافرت فيه جهود اناس لديهم الطموح الاعلامي وكذلك النظرة الثاقبة التي قدرت منذ فترة ان صناعة الاعلام هي صناعة المستقبل وقال سموه «حيث شارك في بناء هذا الصرح الاعلامي اخي صاحب السمو الملكي الأمير احمد بن سلمان بن عبدالعزيز - رحمه الله - مدعوما بجهود الاخوين هشام ومحمد حافظ اللذين استطاعا بحسهما الاعلامي تأسيس وتطوير المجموعة منذ تبنيهما فكرة اصدار الشرق الاوسط فلهم منا الشكر والعرفان جميعا».
وفي ختام كلمته شكر سموه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزيرالداخلية على تشريفه هذا الحفل مرحبا بالحضور من اصحاب السمو والمعالي والمثقفين ورجال الاعلام.
بعدها ألقيت كلمة كتاب الشرق الاوسط القاها نيابة عنهم الكاتب الصحفي سمير عطا الله عبر فيها عن سعادته وزملائه برعاية سمو الأمير نايف بن عبد العزيز لهذا الحفل.
وقال «الكاتب ما هو الا وسيط القارئ إلى نفسه وذاته يعتمده صائغا يعبر عن افكاره ورؤاه ويتكئ عليه في رحلة النهار مع الحدث والفكر وشذرات الحياة.. انه عقد تاريخي بين فرد معلوم وفرد مجهول.. الفريق الاول فيه هو القارئ الذي نعرفه ولا ندركه نلمحه في كل مكان ولا نراه يعيش فينا لكننا نظل مجرد زاوية على هامش يومه».
واضاف يقول: «فريقان يعتاد كل منهما حضور الآخر في المكان وفي الزمان ويتكئ كل منهما على كتف الآخر من دون التقاء ويتقبل الكاتب طوعا وفي نوع من البهجة هذه الشراكة الغامضة».
ولفت عطا الله النظر إلى أن الكاتب يستشعر أن ثمة من ينتظره في كل البيوت حاملا اليهم شيئا من بدايات النهار.
ووصف الكتابة بانها مشقة جميلة ماتعة في رحاب الخبر وعالم الروافد وهي مهنة جميلة. وعبر في ختام الكلمة عن شكره لسمو الأمير سلمان بن عبد العزيز على رعايته لصحيفة (الشرق الاوسط) حتى اصبحت قامة في الصحافة العربية ومرجعا في الصحافة الدولية.
إثر ذلك كرم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رؤساء تحرير الشرق الاوسط السابقين بمنحهم دروعا تذكارية بهذه المناسبة. بعدها تم الاعلان عن قرب طباعة جريدة الشرق الاوسط في فلسطين. ثم تسلم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز مجسما لقبة الصخرة من وكيل الشؤون الخارجية بوزارة الخارجية الفلسطينية الاستاذ عدلي صادق.
ثم القى راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الكلمة التالية.. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين.
ايها الاخوة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسرني في البدء أن ابارك لجريدة الشرق الاوسط احتفالها بمرور 25 عاما على صدورها ويطيب لي أن اشارككم فرحة الاحتفال بهذه المناسبة.. ولا شك انها مناسبة طيبة تجعلنا نستذكر من خلالها كيف كانت البدايات في مسيرتنا الاعلامية في بلادنا هذه المباركة.. لقد كانت بدايات بسيطة متواضعة.. كان معها يندر المتعلم كما يندر من يجيد التعامل مع القلم الذي اقسم به الله في كتابه الكريم {نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)} .. فالقلم وسيلة لدخول معترك العلم والمعرفة.. كما انه أداة للوقوع في الخطأ والزلل.. وبه تكتب الحسنات والسيئات. اذن فمسؤولية القلم عظيمة جدا.. لا يتصدى لها الا من أوتي العلم والحكمة والمعرفة.. وتعلمون أن البدايات في بلادكم هذه كانت متواضعة في كل شيء .. في المال.. وفي الرجال.. وفي المعرفة.. وفي الوسائل والامكانات.. وكان الاعلام السعودي في ظلها مجرد صفحات متناثرة تعكس صورة الواقع التعليمي والاجتماعي والاقتصادي.. وسارت مواكب البناء.. ومراكب النهضة. . وقوافل التنمية واندحرالجهل.. وعمت العافية.. وأشرق نور العلم يعم أرجاء المملكة.. فأصبح إعلامنا بحمد الله وتوفيقه ثم بفضل جهود المخلصين من ابناء هذه الأمة قادة.. وافرادا.. وجماعات.. نشاطا ملموسا في أثره وتأثيره.. أصبح اعلاما يمتلك القوة.. صناعة.. وتطورا.. ونشاطا.. وما هذا الاصدار (جريدة الشرق الاوسط).. الا انموذجا لاعلام سعودي المنشأ والارادة.. اسلامي الهوية عربي التطلع والاهتمام.. وهو اصدار كان له ما يبرره ويدعو لاستمراره وتألقه.. فلم يكن اصدارا لمجرد كسب الحضور في ساحة الكلمة.. ولكنه سباق لاخذ موقع افضل في ميادين المواجهة والدفاع عن الذات الاسلامية والعربية في ظل بروز طوفان اعلامي ومعلوماتي خارجي لم يعد بالامكان حجبه أو الاحتجاب عنه ..، بل باتت المواجهة بمثل ماهو عليه سلاح الخصم انجح الطرق في درء خطره ومخاطره.. وعلى اساس من المهنية والصناعة المتقنة لا للاجتهادات الخاطئة.. أو الرصاصات الطائشة.
ايها الاخوة..
إن الصحافة ليست كما يعتقدها البعض ميدان سباق للسيطرة على نقل الاخبار والمعلومات والترفيه.. بقدر ما هي رسالة الكلمة المسئولة في اطار الحرية المنضبطة بقيم الحق وواجب الخالق على الخلق.. فالصحافة لا بد أن تحمل نفس خصائص الإنسان الذي يقف وراءها قيماً.. وتعاملاً.. واخلاقاً.. وعلى اعتبار انه اذا كانت الرصاصة قادرة على قتل فرد.. فإن الكلمة قادرة على قتل افراد.. ولذلك.. وفي عصر اصبح الإعلام فيه قوة ضاربة.. من امتلك زمامه حقق اهدافه.. فإن القائمين عليه يتحملون امانة الكلمة.. والحفاظ على الهوية.. وشرف الدفاع عن الامة.. والاسهام في البناء والتنمية.. وإننا ونحن نشارك القائمين على هذا الاصدار فرحة مرور خمسة وعشرين عاما من الانجاز والتواصل مع القارئ العربي اينما حل أو ارتحل.. لندعو لهم ببلوغ مستوى أفضل لدى القارئ والمتابع.. الذي إليه يتجهون مضموناً.. ومنه يستمدون النجاح والاستمرار بعد توفيق الله.. وإلى المزيد من النجاح والتوفيق باذن الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعد ذلك تسلم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية درعاً تذكارياً بهذه المناسبة يشتمل على الصفحة الاولى من العدد الاول من جريدة الشرق الاوسط سلمه لسموه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس ادارة المجموعة السعودية للابحاث والتسويق.
ثم شرف سمو وزير الداخلية والحضور حفل العشاء المعد بهذه المناسبة، بعدها غادر سموه مقر الحفل مودعا بالحفاوة والتكريم. حضر الحفل وزير الاعلام والثقافة الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ووزير الاعلام البحريني نبيل الحمر ووكيل وزارة الاعلام الكويتي فيصل بن مالك الصباح ومدير عام الاعلام العماني علي زعبنوت واصحاب السمو الامراء والمعالي الوزراء وعدد من كبار المفكرين والادباء من الدول العربية ورجال الصحافة والإعلام.
|