Monday 20th october,2003 11344العدد الأثنين 24 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أهالي إسلام أباد يحتفون بالأميرعبدالله باحتفال شعبي كبير أهالي إسلام أباد يحتفون بالأميرعبدالله باحتفال شعبي كبير
ولي العهد: لا نستطيع إقامة نهضة حقيقية في مجتمع إسلامي تمزقه الخلافات والفتن
برويز مشرف :عاشت باكستان.. عاشت السعودية.. عاشت الصداقة الباكستانية السعودية

* اسلام اباد - واس:
قام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني بزيارة لمعرض الأسلحة المصنعة في باكستان.
وكان في استقبال سموه عند وصوله إلى مقر المعرض فخامة الرئيس برويز مشرف رئيس جمهورية باكستان الإسلامية ودولة رئيس الوزراء مير ظفر الله جمالي وعدد من المسؤولين.
بعد ذلك تجول سمو ولي العهد في أرجاء المعرض الذي اشتمل على عدد من الأسلحة والتجهيزات الالكترونية ومجسمات للطائرات والغواصات المصنعة في باكستان.
إثر ذلك توجه سمو ولي العهد وفخامة الرئيس الباكستاني إلى المعرض الخارجي حيث شاهد سموه الأسلحة والطائرات والمعدات الثقيلة واستمع إلى شرح عنها.
ثم شاهد سموه عرضا لعدد من ناقلات الجنود والدبابات شملت ناقلة الجنود طلحة وناقلة الجنود سعد والدبابة الخالد والدبابة الحمزة.
بعدها تسلم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز هدية تذكارية من فخامة الرئيس برويز مشرف ومن دولة رئيس الوزراء مير ظفر الله جمالي.
إثر ذلك استقل سمو ولي العهد وفخامة الرئيس الباكستاني ودولة رئيس الوزراء عربة تجرها الخيول في طريقهم إلى الحفل الترحيبي الذي أقيم في مركز المؤتمرات بمناسبة زيارة سمو ولي العهد لجمهورية باكستان الاسلامية.
وبعدان أخذ سمو ولي العهد وفخامة الرئيس الباكستاني ودولة رئيس الوزراء أماكنهم في منصة الحفل الرئيسية بدأ الحفل الخطابي بالقرآن الكريم.
ثم القى فخامة الرئيس برويز مشرف رئيس جمهورية باكستان الإسلامية الكلمة التالية:
صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد أصحاب السمو الكرام أعضاء الوفد المرافق أصحاب المعالي سيداتي سادتي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إنه لمن دواعي سروري واعتزازي البالغين ان أرحب بصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد وأصحاب السمو المرافقين له في هذا الحفل الكريم.
إن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود هو من أبرز قادة الأمة الإسلامية ولا يحتاج لأي تعريف في باكستان فما تشريفه الميمون هنا اليوم الا دليل واضح لمشاعره الأخوية ومودته الخالصة تجاه باكستان وشعبها.
لقد قام صاحب السمو بفضل ما يتحلى به من الحكمة والحصافة الأصلية بخدمة المملكة وشعبها الشقيق وساهم في جعلها دولة حديثة ذات التقاليد الراسخة والهيئات القوية ومما لا شك فيه ان ما حققته المملكة العربية السعودية من الازدهار والتطور الاقتصادي الباهرين خلال العقود الأخيرة يعكسان تماما مزايا المستوى العظيم للقيادة التي يتحلى بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد حفظهما الله ورعاهما.
انهما لم يلعبا دورا بارزا في بناء صرح الأمة فحسب بل ساهما اسهاما بارزا في ترسيخ دعائم السلام والأمن والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط والعالم الإسلامي وأود ان أخص بالذكر الدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة في تعزيز اللحمة والوحدة في صفوف الأمة الإسلامية الأمر الذي منح المملكة العربية السعودية مكانة مرموقة في العالم الإسلامي حيث يصغى إلى صوتها بكل اهتمام وتقدير.
إن باكستان حكومة وشعبا تكن فائق التقدير والاحترام لمواقف المملكة العربية السعودية حيث انها تنسجم مع مبادئ الإسلام وطموحات الأمة الإسلامية هذه المواقف تقوم على مبادئ السلام والعدالة والتسامح التي نحتاج اليها اليوم أكثر من أي وقت مضى لإبراز الروح الحقيقية السمحاء للاسلام.
ان علاقات باكستان مع المملكة دائمة انها تقوم على أساس الأواصر الثابتة للقيم المشتركة لعقيدتنا وتراثنا كما اننا نشترك في تصوراتنا ومفاهيمنا ونداوم التشاور فيما بيننا حول جميع القضايا التي تهم بلدينا الشقيقين.
اسمحوا لي ان أضيف اننا نتمتع بتطابق كامل في وجهات نظرنا بشأن القضايا والتحديات الماثلة أمام الأمة الإسلامية حاليا نظرا لما نحن بأمس الحاجة إليه من الوحدة والمنطلق المشترك وهذا يدفعنا الى ان ندرس مواطن ضعفنا وإخفاقاتنا كي نتوصل إلى سبيل يرشدنا إلى الخروج من المأزق الذي تجد شعوبنا نفسها فيه.
ان باكستان والمملكة العربية السعودية تمثلان دعامتين قويتين يقوم عليهما صرح الأمة الإسلامية الأمر الذي يحملنا مسؤولية خاصة لنعمل لتعزيز تفاهم أكبر بين الأديان والحضارات وهذا يتطلب منا أن نعمل لمناهضة التعصب وان نعطي رؤية تنبثق من قيم خالدة وأعراف ديناميكية تتمثل في الإجماع والاجتهاد و الأمر بالمعروف.
وختاما يشرفني ان أتقدم بخالص الشكر لسموكم الملكي لتكرمكم بقبول دعوتي لتشريف هذا الحفل خلال زيارتكم لباكستان ويسرني الآن ان أوجه الدعوة لسموكم الكريم ان تتفضلوا بمخاطبة الشعب الباكستاني.
بعد ذلك القى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني كلمته جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله القائل في محكم كتابه: )وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) } والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد القائل: (المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولايخذله).
أيها الأخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
من بلاد الحرمين الشريفين مهد الرسالة ومهبط الوحي وقبلة المسلمين جئتكم حاملا معي من اشقائكم في المملكة العربية السعودية مشاعر الحب الصادقة فالعلاقة التي تربط بيننا ليست علاقة عابرة ولا علاقة مصالح مادية بل رابطة روحية عميقة زادها مرور السنين رسوخا وقوة.
لقد ولدت المملكة كما ولدت الباكستان الشقيقة في أحضان رؤية إسلامية عظيمة قادت خطى القائد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله- كما قادت خطى قائدكم التاريخي محمد علي جناح -رحمه الله-.
اننا لا ندعي الكمال فالكمال لله وحده ولا ندعي العصمة فالعصمة للأنبياء عليهم السلام ولكننا نقول انكم ونحن برهنا على ان الإسلام يصلح أساسا متينا للدولة في هذا الزمان والمكان كما كان عبر القرون الطويلة اساسا متينا قامت عليه الحضارة الزاهرة التي نتشرف جميعا بالانتماء اليها.
ان شعوري بان تاريخنا واحد وان مصيرنا واحد هو الذي يدفعني في هذا اللقاء المبارك إلى ان أحدثكم حديث الأخ لاخوانه مستلهما قوله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة).
أيها الأخوة الأعزاء: إنني أرى ان المهمة العاجلة التي تنتظر المسلمين في كل قطر من أقطارهم هي مهة ذات شقين الشق الأول تعميق الوحدة الوطنية وترسيخها داخل كل دولة إسلامية والشق الثاني إقامة علاقات المسلمين مع الآخر على قاعدة دينية وفكرية صحيحة واسمحوا لي أن أتطرق بشيء من التفصيل لهذين الوجهين من هذا التحدي الخطير.
إننا لا نستطيع إقامة نهضة حقيقية في مجتمع إسلامي تمزقه الخلافات وتعصف به الفتن وأعتقد اننا بقليل من التأمل نستطيع ان نتبين ان سبب الخلاف والفتن في كل قطر إسلامي هو داء الغلو الذي ذمه القرآن الكريم ذلك ان الغلو يولد الإرهاب والإرهاب يهدد كل مقومات المجتمع وأركانه.
إن ديينا دين الحنيفية السمحة دين الوسطية دين الاعتدال ولا مكان فيه لمروجي الكراهية ومثيري الأحقاد لقد ضرب لنا سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في الرفق والرحمة والعفو والخلق.
كان يعيش معه في المدينة من كان يظهر الإيمان ويبطن خلافه فلم يشق عن صدورهم بل قبل منهم الظاهر من سلوكهم وغض النظر عن الباطن وقد هادن عليه الصلاة والسلام أعداءه المشركين في الحديبية هدنة سماها القرآن الكريم فتحا مبينا وعندما أظفره الله بأعدائه سنة الفتح ما كان منه إلا قال لهم «اذهبوا فانتم الطلقاء».
هذه هي سيرة نبينا واسوتنا الحسنة سيرة عاطرة بالحب مضيئة بالحنان مشرقة بالرفق متوشحة بالخلق وهذه هي تعاليمه وضل المجرمون المفسدون في الأرض الذين يسفكون الدم الحرام ويقتلون الأنفس المعصومة ويدعون انهم يفعلون ذلك إرضاء لله ولرسوله {(كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) }.
إن المحبة بين أبناء الدول الإسلامية هي الضمانة الوحيدة - بعد الله - لاستقرار الوطن وتقدمه ان الوطن الإسلامي ملك لكل أبنائه لا فرق بين طائفة وطائفة وفئة وفئة ومذهب ومذهب واذا كنا نسلم بحق الواحد منا في ان يعتنق ما يراه حقيقة وصوابا فلا بد اذا ان نعطي غيرنا الحق نفسه.
ان الحوار لا يمكن ان يكون بالرصاص والدعوة إلى الله لا تأتي بالعنف والجهاد لا يمكن ان يقترن بالعدوان فالحوار الحقيقي هو حوار الحكمة والموعظة الحسنة قال عز وجل: {(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) } والدعوة الحقيقية هي التي تعتمد على الكلمة الطيبة والجهاد الحقيقي هو الجهاد ضد المعتدين.
لقد آن الأوان لكي ننزع من مجتمعاتنا بذور الغلو والكراهية ونزرع مكانها بذور الوحدة والتسامح ليقوي المجتمع ويصبح جسدا واحدا اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
أيها الأخوة الأعزاء لقد تمكنت شرذمة قليلة من الإرهابيين المجرمين ان تفسد علاقتنا بالآخر وان تشوه صورة الإسلام والمسلمين ان علينا ان نتصدى لهذه الشرذمة ولأباطيلها الفاسدة وان نقيم علاقاتنا مع الغير على قاعدة صحيحة من الفهم الصحيح ولقد اقتضت إرادة الله عز وجل ان نكون شعوبا وقبائل لا لكي يقتل بعضنا بعضا ولكن لنتعارف ولنشترك في مشروع إنساني كبير هو عمارة هذه الأرض قال عز وجل {(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) } وقال تعالى {(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ) }.
ان علاقتنا بالآخر يجب ان لا تقوم على التأويلات الباطلة والشعارات الزائفة ولكن على التوجيه الرباني الخالد: {(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) }. ان الذين يحرضوننا على معاداة العالم إنما يدعوننا إلى الخسران والتهلكة والذين يريدون ان ننعزل عن العالم انما يريدون لنا الضعف والتخلف.
إن مكان المسلم الطبيعي ليس في الكهوف المظلمة ولا في الخلايا الإرهابية السرية بل في مقدمة الصفوف يشارك في صنع الحضارة في وضح النهار كما فعل آباؤه وأجداده في العهود الذهبية.
ان على هذه الأمة التي قال عنها عز وجل : {كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ} مسؤولية كبرى وهي ان تقدم بسلوكها ومنهجها وأسلوب حياتها المثل المشرق في التعامل الأخلاقي الفاضل متأسية برسولها الكريم الذي قال رب العزة والجلال عنه: {وّإنَّكّ لّعّلّى" خٍلٍقُ عّظٌيمُ }.
إن التجارب علمتنا ان الحروب لا تجلب سوى الدمار والخراب ومن هذا المنطلق رأينا ان نطلب حقوقنا المشروعة بالسلام وان نطرق كل الأبواب بحثا عن الحلول السلمية وقد جاءت المبادرة العربية التي تبنتها قمة بيروت العربية باقتراح من المملكة تجسيدا لخيار السلام الذي نأمل ان يحقق لإخوتنا في فلسطين حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها حقهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ومن المنطلق نفسه فإنني أشيد بجهد اخي العزيز فخامة الرئيس برويز مشرف ومبادرته إلى اعلان «خطة عمل» لانهاء مشكلة كشمير عن طريق الحوار البناء وآمل ان يوفقه الله في جهوده للوصول إلى حل سلمي يحمي الحقوق المشروعة في كشمير ويجنب الباكستان ويلات الحرب. إن الطريق لا يخلو من أشواك والأفق لا يخلو من السحب السوداء الا ان المؤمن لا يعرف القنوط أو الخيبة المؤمن صابر في الأزمة متفائل عند المصيبة حسن الظن بربه في كل الأحوال ان كل مشاكلنا قابلة للحل اذا واجهناها بشجاعة مستعينين بالله مستضيئين بهدى القرآن متبعين سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم .
إن الله لا يخلف وعده وقد وعدنا ان ينصرنا ويثبت اقدامنا اذا نصرناه ونحن - ان شاء الله - فاعلون. ولا أجد ما أختم به حديثي هذا خيرا من قوله سبحانه: {(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) }. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك القى فخامة الرئيس الباكستاني كلمة شكر قال فيها:
أيها الأخوة إنني أقدم شكري وامتناني العميق من صميم قلبي وسويداء فؤادي لتفضل صاحب السمو الملكي الأمير الأخ عبدالله بن عبدالعزيز بهذه المناسبة وتشريف أعضاء الوفد المكرمين هذه الصبيحة.
أود ان أقول ان ما تفضل به في كلمته كان نابعا من سويداء قلبه.
ونحن ندعو الله سبحانه وتعالى ان تستمر صداقتنا الأخوية وتتطور وتتقوى في مستقبل الايام ان شاء الله تعالى.
عاشت باكستان.. عاشت السعودية.. عاشت الصداقة الباكستانية السعودية.
إثر ذلك غادر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مقر الحفل مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
حضر الحفل الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة الباكستانية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved