Monday 20th october,2003 11344العدد الأثنين 24 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
حصاد اليوم
جاسر عبدالعزيز الجاسر

بعفوية سألني المراسل البنغالي الذي ينقل شرائح الأخبار بين أقسام التحرير، «كم واحد موت أمريكي اليوم...؟!».
رفعت رأسي مستغرباً ومتعجباً من السؤال.. ومن موجه السؤال، واهتمامه الظاهر بأحداث الساعة الراهنة!!
أردت الاستزادة والوصول الى هدف السائل والسبب الذي يدفعه الى هذا التساؤل، فأجبته بسؤال آخر «أين يموت الأمريكيون، وما علاقتك أنت بموتهم..؟!».
بسخرية من سؤالي، وبنبرة جادة تجاوزت ما كنت أعتقده من هامشيته وعدم اهتمامه بما يجري حوله، أجاب: كم مات من الأمريكيين اليوم في العراق..!!
أما لماذا أسأل، فأنا واحد من المسلمين الذين يتابعون ما يجري في العالم الإسلامي: في بلادي بنجلادش وفي باكستان وإندونيسيا والعراق وأفغانستان.. أتابع لأعرف ماذا يحدث للذين يريدون احتلال العالم الإسلامي.. ولأعرف متى يأتي دورنا..؟!!
زادت مساحة الدهشة والاستغراب لديَّ من هذه الاجابة التي تحمل رؤية لإنسان بسيط، فأحببت أن أستزيد من معرفته وعلمه.. تأكيداً لمفهوم التعلم، «الحكمة ضالة المؤمن».. وأن أخذ المعرفة والحكمة من أي إنسان أمر لا علاقة له بالشهادات والمراكز والمناصب.. ولذا فقد سألته: كيف يأتي دوركم.. وما علاقة عدد القتلى الأمريكيين بذلك..؟!!
فتبسم مجيباً: «أنتم ما يعرف».. الأمريكيون غزوا أفغانستان... وبعدها غزوا العراق واحتلوه، وإذا نجحوا في تثبيت احتلالهم وفرض ما يريدون فإنهم سيفرضون ذلك على كل الدول الإسلامية الأخرى، وسوف يجدون أسباباً ومبررات عديدة، وليس الارهاب فحسب، ولا انعدام الديمقراطية.. وغياب حقوق الإنسان.. وغيرها من المطالب التي لا وجود لها في مناطق أخرى في العالم بما فيها أمريكا.. وإذا واجه الأمريكيون الصعاب وسقط الكثيرون منهم قتلى في العراق فإنهم سيفكرون ألف مرة قبل أن يرسلوا قوات إلى بلد إسلامي آخر..!!
حتى الآن قتل لهم في العراق أكثر من مائة قتيل بعد توقف العمليات الحربية، والأرقام ترتفع يوماً بعد يوم، وأمس قتل جنديان وبذا يصل مجموع القتلى من الأمريكيين حسب المعلن مائة وخمسة قتلى حتى أمس.. وكلما زاد عدد قتلاهم في العراق.. ابتعدوا عن القدوم إلى بلادنا..!!
هل فهمت لماذا أسأل عن عدد قتلاهم...؟!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved