* مدريد (أف ب) :
ينتظر مشاركة حوالى 78 دولة و19 منظمة دولية الخميس والجمعة المقبلين في مؤتمر في مدريد لاطلاق برنامج اعادة اعمار العراق الممزق بسبب عدة حروب وادارة سيئة وعشرة اعوام من الحظر الدولي.
وقدرت دراسة للبنك الدولي والامم المتحدة احتياجات اعمار العراق بحوالى 36 مليار دولار للفترة بين 2004 و2007 في 14 قطاعا تحتل الاولوية، وقدرت الاحتياجات للعام 2004 وحده بحوالي 2 ،9 مليارات دولار.
الى ذلك، قدرت السلطة المؤقتة للتحالف في العراق الاحتياجات في القطاعات الاساسية مثل الامن او الصناعة النفطية بعشرين مليار دولار اضافية مما يرفع اجمالي احتياجات العراق الى 56 مليار دولار حتى العام 2007.
وفي مواجهة الشكوك المتعلقة بحجم المساهمات المقبلة يتقدم المنظمون الاسبان للمؤتمر بحذر على غرار المسؤولين الأمريكيين.
وفي لقاء نقل عبر الاقمار الاصطناعية مع مجموعة من الصحافيين في مدريد الخميس قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الاقتصادية ايرل انتوني واين ان «اكبر نجاح لنا سيكون حين يغادر العراقيون مدريد وهم على قناعة بان المجموعة الدولية ستكون معهم في جهود اعادة الاعمار».
واعتبر نائب رئيس الحكومة الاسبانية رودريغو راتو الجمعة ان المؤتمر قد يجمع بين 15 وعشرين مليار دولار.
وما زالت المساهمات المالية التي اعلن عنها حتى الان من اجل اعادة اعمار العراق بعيدة عن مبلغ ال 56 مليار دولار المطلوب او حتى 36 مليارا، وبعضها يتعلق بهبات والاخر بقروض.
وستقدم الولايات المتحدة عشرين مليار دولار يمكن ان يكون نصفها بشكل قروض بينما ستقدم اليابان 5 ،1 مليار دولار في العام 2004 وبريطانيا 375 مليون يورو «على الاقل» واسبانيا 300 مليون دولار للفترة 2003- 2007 وكندا 220 مليون دولار والاتحاد الاوروبي مئتي مليون يورو (حوالى 230 مليون دولار).
من جهته اعلن البنك الدولي انه يمكن ان يقدم قروضا تتراوح بين ثلاثة واربعة مليارات دولار في السنوات الخمس المقبلة.
واعلنت المانيا وفرنسا وروسيا انها لن تقدم «مساهمات مالية اضافية غير تلك التي سبق ان التزمت بها»، وتساهم برلين وباريس في اعمار العراق عبر مشاركتها في مساهمة الاتحاد الاوروبي المالية.
واعلن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الخميس انه «اكثر تفاؤلا» حول قيمة المساهمات المقبلة بعد تبني مجلس الامن قرارا بالاجماع حول العراق.
والى جانب المساهمات المالية التي اعلنت عنها هذه الدول، يمكن ان تضاف المبالغ التي يمكن ان يؤمنها العراق وخصوصا بواسطة النفط اذا سمح الوضع الامني باعادة بناء البنى التحتية ووقف الاعتداءات على انابيب النفط.
ويفترض ان يقرر مؤتمر مدريد ايضا انشاء «صندوق ضمانات المانحين» الذي سيخضع لادارة البنك الدولي والامم المتحدة.
وسيبحث مؤتمر مدريد في اليوم الاول من اعماله الخميس الاحتياجات الانسانية والامنية والقضائية بينما سينظر في الاولويات الـ14 التي حددت في تقرير البنك الدولي والامم المتحدة.
وسيخصص اجتماع منفصل بمشاركة رجال اعمال للبحث في اهمية القطاع الخاص في اعادة اعمار العراق.
وسيشهد اليوم الثاني والاخير الجمعة محادثات على المستوى الوزاري لمختلف الدول لتحديد المساعدة التي تفكر كل منها في تقديمها لاعادة اعمار العراق في السنوات المقبلة.
ولن يتم بحث مشكلة الدين العراقي خلال مؤتمر مدريد.
وقال نادي باريس الذي يضم الدول الدائنة ان الديون العراقية التي يترتب على العراق تسديدها له تبلغ حوالى 21 مليار دولار، لكن هذه الديون تبلغ حسب تقديرات عديدة ما مجموعه 130 مليار دولار بينها 80 مليارا من الدين الاساسي و50 مليارا من الفوائد.
|