Monday 20th october,2003 11344العدد الأثنين 24 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

استراتيجية النقل بمدينة الرياض 4-12 استراتيجية النقل بمدينة الرياض 4-12
إستراتيجية وسياسات النقل
ظلت حافلات النقل المدرسي تعمل منذ بداية التعليم الرسمي بمدينة الرياض حيث تم وضع نظام جيد لنقل الطالبات

متابعة: تركي إبراهيم الماضي - عبدالله هزاع العتيبي
خدمات نقل عام خاصة
يلاحظ وجود خاصيتين مميزتين لنظام النقل بمدينة الرياض في نقل مجموعات طلاب المدارس والعمال، فهناك العديد من الشركات والمؤسسات تؤمن النقل الجماعي لموظفيها أو لقسم منهم على الأقل من وإلى مكان العمل أو أحياناً إلى مراكز التسويق وهذا بشكل خاص هو الحال بالنسبة للعمال والعاملات «مثل موظفي الصحة العامة الذين يعيشون في مجمعات سكنية».
لقد أظهرت دراسة في عام 1417هـ بأن حافلات نقل الطلاب والمجموعات أسهمت بنسبة أكثر من 8% من رحلات الأفراد بالمدينة خلال السنوات العشر الأخيرة، علاوة على ذلك أصبح الأطفال متعودين عن طريق نظام النقل المدرسي على استخدام النقل العام.
وعموماً يمكن تصنيف معظم المجموعات التي تعتمد على نقل المجموعات كمستخدمين مضطرين للنقل العام.
وربما يستلزم إجراء تحليل آخر لدراسة تلك التأثيرات الضمنية وتقويم الآراء المؤيدة والمعارضة لتلك الطريقة بالنسبة للمدينة ولسكانها.
ظلت حافلات النقل المدرسي تعمل منذ بداية التعليم الرسمي بمدينة الرياض حيث تم وضع نظام جيد لنقل الطالبات إلى المدارس، ولا يزال هذا النظام قيد التنفيذ ولكن لشريحة صغيرة فقط من الطلاب.
تتم خدمة الطالبات من كافة مراحل التعليم عن طريق شبكة حافلات تمتلكها إدارة شؤون الطالبات وتتعاقد مع شركات أخرى مثل «سابتكو» لتوفير حافلات إضافية لنقل طالباتها أما مدارس البنين فلا تطبق مثل هذا النظام ويتم تأمين هذه الخدمة من قبل المدارس الخاصة فقط.
وبالنسبة لمعاهد التعليم العالي والمعاهد الفنية والمهنية فانه يتم تأمين هذه الخدمة للطالبات. ولكل جهة حافلاتها الخاصة بها. فعلى سبيل المثال تعاقدت جامعة الملك سعود على تأمين أسطول من الحافلات مع «سابتكو» وشركات الحافلات الخاصة الأخرى لنقل طالباتها.
وتوجد ترتيبات مماثلة بالنسبة للمؤسسات التعليمية الأخرى بالرياض.
خصائص رحلات التنقل
تتم بالرياض حوالي 6 ملايين رحلة سيارة يومياً، كما يقدر بأن السيارات تقطع حوالي 75 مليون كيلومتر في المدينة كل يوم وما يزيد عن 5 ،1 مليون ساعة استخدام لمحركات السيارات كل يوم. ومع ان عدد الرحلات وعدد الكيلومترات التي تقطعها السيارات بالمدينة ربما تزداد بنسبة 30% إلى 40% خلال السنوات الخمس القادمة، إلا ان عدد ساعات تشغيل تلك السيارات ربما يتضاعف خلال الفترة ذاتها وقد يزداد بحوالي 4 إلى 5 أضعاف في غضون عشر سنوات بسبب زيادة الازدحام المتوقعة بالمدينة.
ان الزيادة المستمرة في الطلب على التنقل داخل المدينة وارتفاع تكاليف توسعة شبكة الطرق فيها وما يتبع ذلك من تأثيرات بيئية من جراء الاستهلاك الزائد للوقود وتلوث الهواء بسبب السيارات. تتطلب كل هذه الأسباب البحث عن طرق ووسائل لضبط الزيادة في استخدام السيارات الخاصة قدر الإمكان.
تفعيل الأنشطة
ومن ناحية أخرى تبين في العديد من مدن العالم التي تشابه مدينة الرياض من حيث عدد السكان ومساحة التطوير العمراني، بأن نظام النقل العام الجيد يلعب دوراً رئيسياً في تخفيف الآثار السلبية لحركة المرور على البيئة.
لقد تم استغلال أنظمة النقل في العديد من المدن الحديثة لتفعيل عدد الأنشطة التجارية والاجتماعية التي كانت تواجه تباطؤاً وتراجعاً نتيجة لازدحام حركة المرور وما يستتبع ذلك من تأثيرات بيئية سلبية.
سيطرة السيارة !!
نمت مدينة الرياض بسرعة على مدى فترة من السنين وتشير الدلائل إلى أن هذا النمو سوف يستمر طوال فترة تنفيذ مشروع المخطط الاستراتيجي الشامل والذي تقوم عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
ان تطوير نظام النقل الحالي يستند بشكل كبير إلى احتياجات السيارات الخاصة. وبناء عليه فان حصة وسائل النقل العام «الحافلات» منخفضة حيث لا تتعدى 2% وتعتبر سيطرة السيارة الخاصة نتيجة ليسر امتلاك السيارة الخاصة الذي يرتبط بدوره بالمناخ والثقافة والاعتبارات الشخصية والارتفاع النسبي لدخل الفرد والانخفاض النسبي لتكلفة امتلاك وتشغيل السيارة.
كذلك يرتبط انخفاض حصة وسائل النقل العام بالتصميم العمراني للمدينة وخصوصاً الكثافات العمرانية المنخفضة ومع ان نقل الطلاب ونقل المجموعات لا يعتبران من النقل العام بالمفهوم الدقيق إلا أنهما يلعبان دوراً مهماً في تخفيض عدد رحلات السيارات الخاصة ويسهمان بنسبة 8% تقريباً من حصص وسائل النقل.
يضاف إلى ذلك ان سيارات التاكسي/ الأجرة العامة تسهم بنسبة متزايدة في نظام النقل بالعاصمة.
فعالية وجاذبية
ومن المحتمل ان ينتج عن التطور المستقبلي للرياض تكثيف العمران خصوصاً ضمن المرحلة الأولى من النطاق العمراني وسوف يساعد هذا التكثيف العمراني، على جعل النقل العام أكثر جاذبية، ويستلزم أيضا تطوير نظام نقل عام فعال لتمكين المدينة من أداء وظائفها بشكل جيد.
إن فعالية وجاذبية النقل العام يحتاج إلى معالجة أمور تشغيلية وتنظيمية، وربما يكون هنالك حاجة إلى وضع استراتيجية تجمع بين عمل تحسينات للنقل العام وتطبيق إجراءات من شأنها ان تحد من استخدام السيارة الخاصة لما فيه من مصلحة المدينة بكاملها.
تحسين الحركة
وتشمل القضايا الرئيسة المتعلقة بنظام النقل العام ضرورة وضع استراتيجية نقل عام شاملة تأخذ في الحسبان النمو المستقبلي لمدينة الرياض وتهدف إلى تحقيق مستوى متزايد من استعمال النقل العام وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة.
انخفاض مستوى الخدمة الحالي للنقل العام بالمدينة «من حيث عدد الرحلات وكثافة شبكة الطرق والاعتماد عليه ونوعية وسائل التنقل والتكلفة المتعلقة بالنقل الخصوصي».
الطبيعة التنافسية للجهات التي تتولى تشغيل نظام النقل العام الحالي، وهي «سابتكو» والحافلات الصغيرة وسيارات الأجرة العامة قد لا تكون فعالة ولا مرغوبة بالنسبة للمدينة بالمقارنة مع نظام متكامل.
ربما يكون هنالك عرض زائد عن الحد اللازم لسيارات الأجرة في الوقت الحاضر مما يؤدي إلى حدوث ازدحام لا ضرورة له وانبعاث كميات كبيرة من الغازات من عوادم السيارات.
يحتاج تنظيم خدمات الحافلات الخاصة إلى مراجعة والى تحسين أدائها.
يقدم النقل المدرسي فرصة مهمة لتشجيع استخدام حافلات النقل العام، إلا أن توفير خدمات النقل المدرسي بحاجة إلى مراجعة، كما ان هنالك حاجة لدمج النقل المدرسي/ نقل المجموعات بصورة أفضل مع بقية نظم النقل العام.
ولمعالجة هذه القضايا وإعداد مدينة الرياض للمستقبل فان الأمر يستلزم وضع استراتيجية نقل عام شاملة تهدف إلى زيادة مستوى استعمال النقل العام وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة وتحسين الحركة الفردية بالنسبة لكافة مجموعات المجتمع.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved