Sunday 19th october,2003 11343العدد الأحد 23 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

3-12-1390هـ الموافق 30-1-1971م العدد 329 3-12-1390هـ الموافق 30-1-1971م العدد 329
همس الأقلام
كلمة اللحيدان.. ورجعة العميد.
بقلم: علي ناصر أبو الخير(*)

لقد أثارت كلمة الاستاذ اللحيدان اهتماما كبيرا كما حملت الكثير من القراء والمثقفين على مراجعة الكتب التي درست حياة طه حسين دراسة وافية من جميع الوجوه التي يمكن عن طريقها ان يوقف على ما معرفة حياة عميد الادب معرفة تامة تجعل الحكم في محله لا يحيد، وانا لا احب ان اقول شيئا لا اعرفه ولا ان اذكر شيئا اجهله وانما احب ان اكون عونا للقراء والمثقفين على انفسهم ليصلوا الى الحقيقة عن اقرب طريق واسهل مسلك فنبدأ قائلين:
ذكر الاستاذ اللحيدان طه حسين في رده على العطار وانتقده من جهة وجهته الدينية والادبية وسرد كلاما طيبا وان كان يتسم بالشدة ثم لم يقتصر على ذلك بل دلنا على كتاب «الفكر الاسلامي المعاصر» لمؤلفه غارى التوبة ليجعلنا على حد تعبيره نقف على حقيقة غولط فيها بين اكثر المثقفين وذلك من حيث وجهة طه حسين ونظرته في الدين واللغة والادب وهذا الكتاب حسب الاجماع عليه اخيرا هو الكتاب الوحيد الذي وضح بجلاء حقيقة طه حسين وجعل القارئ يقف على شئ اكيد حسب الادلة والبراهين التي دلت بحق على ما لطه حسين وما عليه، ثم ان هذا الكتاب قد اثبت حقيقة طالما تمنى المثقفون وعشاق الادب معرفتها والدراية بها الا وهي رجعة العميد طه حسين إذ إن الكثير ممن يتجادلون بشأن طه حسين يحكمون برجوعه عما قال في الدين واللغة والادب، ولكن بدون دليل يستأنس به والكتاب الآنف الذكر قد وضع النقط على الحروف وجعل كل شيء في محله المناسب قارنا كل قول بدليل ظاهر ثم هو أعنى المؤلف لا يمهه بعد ذلك ما سيقال عنه اذ ان هدفه الاول تبيين الحق لطلابه دون مجاملة او نفاق، هذا ما احببت ان ادل القراء والمثقفين عليه لعلمي ان الكثير منهم لا يعرف هذا الكتاب لقرب صدوره وسرعة نفاده من المكتبة الاسلامية ولولا خشية ظن السوء بي لنقلت كلاما مما جاء في ذلك الكتاب لأقصر على طلاب المعرفة مشقة البحث والتدوير، وانا اهيب بالقراء في جميع البلاد الإسلامية ان يقبلوا على هذا الكتاب بعناية ويقبلوا كذلك على كتاب: حصوننا مهددة من داخلها وكتاب: الاتجاهات الوطنية في الادب المعاصر وكتاب: ظلام من الغرب، ولسوف يكون لهم من العلم والمعرفة بأحوال الادباء والثقافة الحديثة اكمل نصيب واوفر قسط ما هو الا نصيحة خبير درس الثقافتين معا الاسلامية والغربية وعرف من ثم ما يضر وما ينفع فنقول: ان من الواجب على القارئ ان يكون نزيه المدخل سليم القلب بعيدا عن التعصب والعاطفة وان يقول الحق لا يخشى في ذلك لومة لائم وان يجعل الاسلام نصب عينيه في كل شأن وعند كل امر وألا يهمل حساب المستقبل الذي يعرف «بضم الراء» وتشديدها، كل شخص بنفسه وان يكون مميزاً بين العدو والصديق وألا يقبل كل شيء يتردد في قبوله، ولنا معكم لقاء.
هذا ولعلنا نأتي بعد الذي قلناه على اخر ما يمكن ان يقال في ذيل كل كلمة تهدف اولا وقبل كل شيء الى تبيين الحق من الباطل لاسيما فيما يختص بالثقافة التي اختلت موازينها وتزعزع كيانها حتى انه لم يعد يعرف الصالح من الطالح وهذا القول الذي احببنا ذكره هنا.

* الرياض

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved