من الزمن المستتر علانية!! من شيء في نفس يعقوب.. أعود لما بدأته:
مدخل..
** انها زينة المدرجات.. نيشان الملاعب.. وصوت الإثارة..!!
** رقصة الفرح.. وبحة الوجع.. وورقة التوت الأخيرة..!!
** اهازيجها متعة الروح.. وغيابها وحشة الأمكنة.. الداخل إليها مفقود.. والخارج منها مولود..!!
** اكليلها من ورد!!.. وأساورها من شوك!!.. والهرب.. كل الهرب هو بالنسبة لها لغة المد والجزر التي تتقن به فن الاثارة والمتعة والحنين إلى ذكريات الابداع الكروي الاصيل..!!
ترقب
** كنت أجلس بقربه داخل غرفة الاجتماع..
** كانت الساعة تشير إلى الثامنة بالتوقيت المحلي..
** عيناه لا تكفان عن الحركة في كل اتجاه..
** ويداه لا تتوقفان برهة دون اشتباك..
** القلق يعتمر قلبه الصغير.. والترقب بات وسيلته الوحيدة لمحاولاته الفاشلة..!!
** أنفض الاجتماع ثم اقتربت منه وسألته بصوت خافت» ماذا دهاك يارجل؟
قال لي: قاتل الله جدول مباريات فريقي.. إننا في منتصف الاسبوع وفريقي يلعب مباراته المهمة الآن.. ما هذا التوقيت.. واين جدولة المباريات المهمة..!؟ ابتسمت انا واكترب هو.. ثم اقترفنا وانا أردد البيت الشهير
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي!!
** اجل ان آخر حلولنا في علاج هذا العزف الجماهيري الهارب عن المدرجات هو التوقيت المناسب للمباريات عموما حتى يستمتع الجمهور بسهرة كروية ممتعة لاتعكر صفو مشاغله الأخرى التي لا تتوقف ولا تهدأ ابداً حدث ذلك في لقاء قطبي القصيم وسيحدث لاحقا لأننا ادمنا الاتكالية واللحظات المؤجلة تماماً كما نفعل في بقية قراراتنا المؤجلة طواعية..
** نقول ذلك كل ذلك في زمن يخجل الآخرون فيه من الصراحة والوضوح.. يمقتون المواجهة الصاخبة ويقتلون الشفافية المطلقة.. لكنهم لا يخجلون من الاصرار على الرأي الاوحد.. أو المسير في ذلك الطريق الاسود.. أو حتى الاقتراب من العنف الاهوج..
** يفعلون ذلك لان الشفافية تجرح فيهم إباء العزة.. وتمقت فيهم روح الهنيئة.. انهم ينحرجون يستحون.. ثم يخورون..!!
** تجد واحدهم يتلعثم.. يتمتم.. يستهجن نفسه لمجرد انه أخطأ بعبارة صريحة أو تذكر موقفاً كان هو بطل تلقائيته وعفويته!؟؟
انه سباق غريب دائم نحو المزيد من حب الذات وروح الانا!!؟
** لكننا دون لحظة خوف ودون هنيهة شك نكتب اطروحاتنا في اعمدة الصحف.. ونقول آراءنا في منابر التلفاز.. ونملي حلولنا في «مقصلة» الاعلام الصامت طواعية..
نكتبها.. دون تردد أو تخاذل أو تحفظ..
نكتبها اعمدة تئن بعبارات الاستهجان والتواطؤ مع الذات..
لا لشيء الا لكي نجعل من اطروحاتنا طريقا مشرعا خصبا نحو المزيد من التقدم والازدهار لرياضة هذا الوطن الغالي..
نواف.. موهبة تنتظر الدفن!!
كنت قد كتبت قبل وقت من الآن وحين كان الهلال آنذاك يستعد لخوض مباريات التصفيات الآسيوية التي بدأها وانتهى منها «بجناح صقر مكسور وبمنقار طير مطمور».
** هناك حين كان «نواف التمياط» هدفاً لتلك الانياب القطرية المشاركة في تلك التصفيات رغم حداثة اصابته وشكوك عودته إلى حيثما كان..
** كتبت ان الهلال يمر آنذاك بفرصة ذهبية لايجوز التعامل معها بتوجس أو قلق.. ذلك لكون لاعبه يئن تحت وطأة الاصابة المزمنة و الاعداد الطويل ومقدم العقد الذي يوشك على الانتهاء..
وقلت: إن اعارة نواف ستكشف مدى الاستفادة منه اضافة إلى الاستفادة من تجديد عقده في حالة تنازل الهلال ولو لجزء يسير من حصته لاصطياد «عصفورين بحجر واحد» ولا اظن ان يضيع الهلال هذه الفرصة حتى لو اضطر إلى اغراء لاعبه طواعية.
** ولكن النجم اتكأ.. فتثاءب الهلال وخاض الجميع في معمعة النهايات الحزينة!!
** ويبدو ان الهلال بات يسير بنظرية «ماذا سيقال وكم سيدفع أولاً» اجل لقد بات رئيسه المحبوب يتقن فن الحسابات جيدا بعد ان أبدع في تجديد عقود الصفوة من المحاربين الزرق.. لكنه ينظر ثم ينظر ثم ينظر حتى تختلط نظرته بالغثاء من الغيم.. فتغيب تلك النظرة المستقبلية الصائبة.. التي لا تخفق ولا تتعثر ابداً»!!
** ان ما قاله «فرناندو» ما هو الا حقيقة لتلك الابدان التي تئن داخل غرفة العلاج السوداء.. التي كان سببها ذلك التشخيص الخاطئ لإخصائي العلاج .
** قابلت مدير الكرة الهلالي الخلوق رجل الأعمال المرموق ابراهيم اليوسف في احدى مباريات فريقه الودية الأخيرة وكان يحيطه جموع الجماهير والاعلاميين للاطمئنان على مشاركة نجمه الغارق في الاصابة والاحباط نواف التمياط فاجابهم بان نواف يعاني من تآكل في الركبة ولو عاد فلن يقدم اكثر من شوط واحد عقيم!! لجم الجميع.. وادرك القلة ان صفقة سعد الدوسري وتمركزه في الوسط الأيسر ما هو الا تأكيد لصحة ما ابداه وقاله مدير الكرة الزرقاء.
** انها حقيقة الهلال التي لا تحجب بغربال ولا تغطى بساتر الاتكالية والاهمال ولا تدارى بتلك الوعود طويلة الأجل..!!؟
أنادي
«قلة الوعي».. صوت الهزيئة والغوغاء..!!
«قلة الوعي».. عين الخطيئة والضوضاء..!!
لقد بات «اللاوعي» يجثم على كل امانينا وتطلعاتنا..
انها نبتة خبث.. ورائحة كره.. وداء مستفحل لن يجتث الا بتضافر الفرد والأسرة والمجتمع معاً انه مرض لن يقضى عليه الا بتلك النظرة المستقبلية الحالمة الموصودة بالعلم والاطلاع والمعرفة.. اذا «أحبوا عقولكم.. تتحقق احلامكم».
|