سعادة الأستاذخالد المالك رئيس التحرير الموقر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
اطلعت على ما نشرته الجزيرة على صفحتها رقم 14 في عدد يوم الخميس الموافق 21 رجب 1424هـ بقلم المشرف التربوي بتعليم حائل الأستاذ ناصر بن عبدالعزيز الرابح تحت عنوان: «الى متى تستمر معاناة القبول والتسجيل؟»، وأود أن أورد بعض المداخلة من منطلق الأمانة التي تحتم ايضاح الحقيقة، لاسيما وان الكاتب أكثر من التعميم ولم يحدد جهة بعينها.
أولاً وقبل كل شيء لابد من ايضاح أمرين أشار اليهما الكاتب في العنوان: وهما: القبول «ويعني قبول الطالب أو الطالبة للدراسة بالمؤسسة التعليمية»، والتسجيل «ويندرج تحته مجموعة من الاجراءات والمهام التي تعنى بتسجيل جدول للطالب الملتحق بالمؤسسة التعليمية كل فصل دراسي حتى ينهي كل متطلبات التخرج ويمنح بعدها درجة التخرج، وهذه المهام تشمل الجداول وتطبيق الخطط الدراسية.. إلخ» وعادة ما تخصص لهذه الأمور عمادة مستقلة تسمى عمادة القبول والتسجيل.
ويتضح من المقال ان الكاتب لم يتطرق الى أي مشكلة تتعلق بالتسجيل وعلى ما يبدو ما كان يقصده هو القبول لأن التسجيل في معظم الكليات التابعة لوزارة التعليم العالي يتم تلقائياً عن طريق الحاسب الآلي واشكالاته معروفة ويمكن حلها بيسر وسهولة تبعا للوائح والأنظمة والخطط الدراسية.
الكاتب في الواقع، يشير بمقاله الى عدم نجاح الطالب أو الطالبة الحاصلين على شهادة الثانوية العامة في الالتحاق بالكلية التي يرغبانها، وهذا يعود لعدة أسباب أهمها عدم استيفاء المتقدم لشروط القبول «مثل انخفاض النسبة عن الحد الأدنى المطلوب للكلية التي تقدم لها»، أو استيفاء الكلية للعدد المطلوب من الطلبة المستجدين، أو ربما انتهاء الفترة المخصصة لاستقبال الطلبة المستجدين، حيث ان للقبول فترة محددة يوقف بعدها استقبال الطلبات للتفرغ لتنظيم الجداول والبدء الفعلي للدراسة.
ومع ان هناك بعض الصعوبات التي يواجهها بعض طلاب الدراسة الجامعية، إلا ان الكاتب لم يفهم تصريح معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري في سياقه الصحيح حيث ان تصريحه معالي الوزير يشير الى توفير مقاعد دراسية لكل طالب وطالبة من الذين تخرجوا هذا العام وهذا صحيح وحقيقي كما صرح معاليه، وما واجهنا من واقع تجربتنا المباشرة مع المتقدمين والمتقدمات لفرع جامعة الملك عبدالعزيز في تبوك ان حوالي 25% منهم هم من الذين تخرجوا في الأعوام السابقة وهؤلاء فوّتوا الفرصة على أنفسهم في الأعوام التي تخرجوا فيها وبهذا شكلوا أعداداً اضافية تستنفد الأماكن المخصصة لخريجي هذا العام والمعنيين فعلا في تصريح معالي وزير التعليم العالي في المؤتمر الصحفي المشار اليه في المقال، وبذلك يكون اتهام الكاتب للكليات بالعشوائية في التخطيط غير عادل والأفضل هو تحديد كلية بعينها حتى يمكن النظر في الأمر بموضوعية وانصاف،، وغالبا ما يتسبب الطلبة في خلق المشاكل لأنفسهم بتقديم أوراقهم الى أكثر من جهة وهذا يفوت الفرصة على الغير أو يشرعون بالانسحاب بعد فترة قصيرة من بدء الدراسة آملا في التقديم في العام القادم، وبذلك يضيع عدد من الأماكن لا يستهان بها في العام الحالي وترحيل عبئها الى العام التالي، وهذه الحالات حقيقية من واقع التجربة نواجهها يومياً.
والموضوع الثاني الذي تطرق له الكاتب هو أنه ذكر أن كل الكليات قد حددت نسبة القبول بـ80% فأكثر وهذا أيضا لا يمكن تعميمه حيث ان الكليات تتفاوت في تحديدها للنسبة المطلوبة، فمثلا فرع جامعة الملك عبدالعزيز في تبوك يقبل المتقدمين بنسبة 70% فما فوق وقد استوعب الفرع كل الطلاب والطالبات المتقدمين بهذه الشروط من خريجي هذا العام والأعداد الزائدة عن الطاقة الاستيعابية للفصل الأول تم قبولهم مبدئياً في الفصل الثاني وتم استلام ملفاتهم الأصلية ويعتبرون من طلبة الكلية في الفصل الثاني بشكل نهائي، والكلية ترحب بالمزيد من الطلاب من جميع مناطق المملكة للالتحاق في التخصصات المتاحة في أقسام الكلية «العلوم الادارية وعلوم الحاسب والعلوم الطبية التطبيقية» على ان يلتزم الطالب بالاجتهاد والمذاكرة والجدية ومواصلة الدراسة حتى التخرج وسوف ينتظرهم بإذن الله مستقبل وظيفي زاهر وقد أثبت طلبة الكلية جديتهم واستيعابهم لمهارات العمل في مقرر «التدريب العملي التعاوني» الذي يستمر 12 أسبوعا في احدى مؤسسات القطاع العام أو الخاص، مما شجع بعض الشركات الوطنية الرصينة على توظيف المتدربين لديها حال حصولهم على وثائق التخرج نظرا لتميزهم، وأما في القطاع العام فقد تم تصنيف الوظائف المخصصة للخريجين بالمرتبة الخامسة للقسم الأدبي والسادسة للعلمي، وتم فعلا نزول مسميات في وظائف الخدمة المدنية.
وأما موضوع قبول الطلبة ذوي النسب المتدنية، فأرى أنه من حق أي مؤسسة تعليمية المحافظة على المستوى القياسي الذي يناسبها، كما أن الطالب والطالبة عليه ان يتحمل جزءاً من المسؤولية بهذا الخصوص وألا يلقي باللوم على أي كلية تعتذر عن قبوله لهذا السبب وهذا بالطبع لا يعني عدم أحقية هذه الشريحة في الدراسة الجامعية فهذا شأن خاص، وعلى الراغب في طلب العلم البحث والمثابرة وطرق كل الأبواب وعدم اضاعة الوقت بالاصرار على خيار واحد الذي غالباً ما يعاني من التكدس.
وأخيرا نشكر جريدة الجزيرة على عرضها للمواضيع التي يهتم بها المواطن، كما أشكر المشرف التربوي بتعليم حائل الأستاذ/ ناصر بن عبدالعزيز الرابح على غيرته ووطنيته، ولعل فيما تطرقنا له شيئاً من الفائدة للقراء والمهتمين بالتعليم.
د. عبدالله بن حمد الحربي
عميد كلية المجتمع في تبوك
|