أجمع المتحدثون في منبر القمة الإسلامية الأخيرة على أن المخاطر التي تواجهها الأمة الإسلامية ليست خارجية فقط وإنما من داخل الأمة أيضا.. وبينما تحدَّث رئيس الوزراء الماليزي عن ضرورة استعادة كرامة الأمة فقد اقترح سمو ولي العهد ثلاثة حلول للخروج من أزمات الدول الإسلامية التي تعاني من خلل فكري وخلل اقتصادي وخلل سياسي..
وما يميِّز هذه القمة هذه الروح الواقعية في التعاون ونقد الذات في محاولة لتشخيص الداء.. ومن ثم التوجه القوي نحو تنفيذ الحلول.
إن استصحاب مثل هذه الروح الواقعية، بما فيها من نقد للذات، في جميع مستويات العمل بالدول الإسلامية سيكون خير معين في مواجهة الأزمات القائمة، وإلا فإنَّ تجاوز المشاكل وكأنها لا تحدث من حولنا سيتركنا رهن الأوهام والأكاذيب.
لقد سادت قناعة شديدة بضرورة إضفاء نهج واقعي في التعامل مع المشاكل وأنَّ علينا أن نبدأ بأنفسنا، وأن ننظر حولنا لمعالجة مظاهر الغلو والتطرف التي تعكس صورة غير واقعية وغير حقيقية لسماحة ديننا الإسلامي القويم علاوة على أنَّ الغلو يجلب على الإسلام صفات ليست من طبيعته ولعل أبرزها قتل الأبرياء بينما ديننا القويم يحرم قتل النفس بغير حق.
إن الصورة التي يلصقها الغلو بالإسلام تقدِّم خدمة لأعداء هذا الدين القويم وهم يستغلون هذه الصورة المشوّهة ويعملون على ترسيخها وتعميقها في النفوس والعقول، وللأسف فإن هذه الخدمة، التي لا تقدَّر بثمن، يقدمها المسلمون أنفسهم لأعداء الإسلام!!
إن خروج المتطرفين عن وسطية الإسلام وسماحته يحدث انقساماً وشرخاً في مختلف المجتمعات الاسلامية ويقعد بجهودها للبناء والنماء وتكون النتيجة أن الكثير من العمل يتوقف وأن الكثير من الجهد ينصرف إلى معالجة التشوهات التي تلحق بالأوطان والمجتمعات بينما تتباطأ معدلات النماء ويحدث التراجع المريع في مختلف المجالات.
|