* الرياض - سعيد الغامدي:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فهد بن خالد نائب رئيس مجلس ادارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية، بحضور معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور صالح بن عبدالرحمن العذل مساء امس حفل تدشين الاصدار الاول من سلسلة ترجمة كتب علم التعمية عند العرب والمسلمين باللغة الانجليزية، في مقر مؤسسة الملك فيصل الخيرية في الرياض.
وقد القيت خلال الحفل عدد من الكلمات حيث القى الدكتور يحيى محمود جنيد امين عام مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية كلمة اكد فيها وصول المسلمين الاوائل الى درجة من العلم تجعل المرء يحتار مما وصل اليه حال المسلمين اليوم معربا في ان يعود للامة مجدها وعزها ومتمنيا ان يكون هذا الاصدار من سلسلة ترجمة كتب علم التعمية عند العرب والمسلمين نبراسا لامتنا ليعود اهتمامنا بالقضايا التي تعود عليها وعلى ابنائها بالنفع.
بعد ذلك القى الدكتور محمد مراياتي كلمة قال فيها ان هذا العلم اكتشفه العرب والمسلمون الاوائل ووضعوا مناهجه وطرقه المستخدمة حتى يومنا هذا واشار في كلمته الى ان هذا العلم مكتشف عند العرب الا انه لا يوجد مايثبت ذلك.
ثم القى معالي الدكتور صالح بن عبدالرحمن العذل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كلمة قال فيها نجتمع هذا المساء بمناسبة اصدار المجلد الاول باللغة الانجليزية من سلسلة علمية من تسعة مجلدات تتناول اصول علم التعمية عند العرب وتأتي اهمية هذه السلسلة التي تتناول اصول علم التعمية واستخراج المعمى من كونها مساهمة بالغة الاهمية في تصحيح تاريخ هذا العلم الذي نسب للحضارة الغربية قبل ان ينفض الغبار عن مخطوطات العلماء العرب المسلمين التي اكدت ارتيادهم هذا الفن المعرفي قبل الغرب بستة قرون.
واضاف لقد اثمر تعاون مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية الى اصدار المجلد الاول من الترجمة الانجليزية لهذا العمل العلمي التاريخي المتميز كما اعدت للطباعة المجلدات الثلاثة اللاحقة له بعد ان تمت الترجمة والمراجعة لها، ونسأل الله ان ينتهي اصدار بقية السلسلة حتى يكتمل عقد هذا العمل العلمي التراثي الاصيل.
وفي ختام كلمته قال نشكر للباحثين الاجلاء الدكتور محمد مراياتي وزملائه جهدهم الطيب في الكشف عن المخطوطات التي تضمنها هذا العمل الكبير ونشكر لضيوفنا الاجلاء الذين لبوا دعوتنا وحضروا من بلدانهم الصديقة لالقاء بحوثهم العلمية في مجال التعمية، ونرجو لهم اقامة طيبة في مملكتنا الحبيبة.
كما نشكر صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل وصاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد على دعمهم اصدار هذه السلسلة التي جاءت ثمرة تعاوننا المشترك، ونأمل ان يستمر هذا التعاون لعطاءات جديدة نافعة لما فيه خير امتنا وتطورها.
ثم القيت كلمة راعي الحفل بعدها القى سمو الامير خالد بن فهد بن خالد كلمة قال فيها ان قيام مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية باصدار سلسلة كتب علم التعمية عند العرب والمسلمين باللغة الانجليزية يعد من الاعمال التي تستحق التقدير والثناء، لأنه يأتي في وقت نشهد فيه هجمة مغرضة على امتنا تركز على جوانب سلبية لا علاقة للاسلام ديناً وحضارة بها.
واضاف ان هذه السلسلة التي نحتفل بصدور الكتاب الاول منها تقدم للعالم شهادة ناصعة بان الاسلام دين حضارة وبناء، وتدحض اكاذيب تهدف الى جعل امة باكملها في دائرة العداء للآخرين وتسلبها اشراقات مهدت للانسانية سبل تقدمها ورقيها، والامل كبير في ان تتجه المؤسستان الى تعاون اكبر في مجال نشر التراث العلمي العربي الاسلامي ليستفاد من معطياته وليكون نبراساً للاجيال القادمة يحفزها على التعاطي مع العلوم البحتة والتطبيقية لما فيه خير الانسانية عامة، اقتداء بالاسلاف الذين اولوا العلوم جل اهتمامهم وفي ختام كلمته توجه بخالص الشكر والتقدير الى منظمي الحفل.
ثم سلمت الدروع بعدها افتتح الامير خالد بن فهد بن خالد المعرض المصاحب.
اللقاء العلمي
وبهذه المناسبة سيعقد لقاء علمي، صباح اليوم الاحد يلقي خلاله ابرز العلماء في مجال علم التعمية «التشفير»، عدداً من المحاضرات، تتحدث عن هذا العلم، والدور الريادي للعلماء العرب والمسلمين، وذلك في قاعة المحاضرات الرئيسية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
ويلقي الدكتور محمد مراياتي، من منظمة الامم المتحدة في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا «الاسكوا» محاضرة عن «المدرسة العربية في التشفير واصولها» ويقدم الدكتور جيمس مآسي من المعهد السويسري الاتحادي للتقنية محاضرة عن «الماضي علم التعمية والتطورات المستقبلية» اما الدكتور يحيى مير علم من جامعة الكويت فيتحدث عن «اسهامات علماء التعمية في اللسانيات العربية».
كما يلقي الدكتور بيتر لاندروك، من جامعة ارهوس في الدانمارك وجامعة كامبردج من المملكة المتحدة محاضرة عن «بروتوكولات تعمية في تمثيل الاطراف الاخرى»، وسيقدم الدكتور حسان الطيان، من جامعة الكويت محاضرة بعنوان «اكتشاف اقدم مخطوطات التعمية والجهود المبذولة فيه»، والدكتور لتوماس كابيتنيك، من جامعة «لدز» التقنية في بولندا، وسيتحدث عن «تزامن التشويش وتطبيقاته في الاتصالات».
يذكر ان علم التعمية واستخراج المعمى «الشفرة وكسرها من المجالات الحيوية للحضارة المعاصرة لاهميته البالغة في الجوانب الامنية وخاصة عند التعاطي مع المعلومات التي تستلزم درجة عالية من السرية في مجال الاتصالات وتوظيف شبكة الانترنت في التجارة والحكومة الالكترونية.
وشاع قديما بين مؤرخي العلوم في الغرب ان هذا العلم هو من نتاج الحضارة الغربية، ولكن الكشف حديثا عن مخطوطات للكندي وابن الدريهم، وغيرهما من العلماء العرب المسلمين اثبت ريادة المسلمين وتأسيسهم لهذا العلم، وانهم سبقوا الغرب بعدة قرون في طرائق التعمية الرئيسة ومنهجياتها، ولا يزال بعض هذه الطرائق والمنهجيات مستخدماً حتى الآن.وتهدف هذه المخطوطات التي ترجمت الى اللغة الانجليزية الى اطلاع العلماء الغربيين على جهود العلماء العرب الاوائل في علم التعمية وانصافهم تاريخياً بعد ان غاب عن المؤرخين دور العرب والمسلمين التأسيسي لهذا العلم الذي كانوا اول من اسسوا منهجياته.ولأهمية هذا الموضوع والبحث العلمي في تاريخه وتوثيقه، اصدرت مدينة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع مركز الملك فيصل للبحوث سلسلة عامية تتكون من تسعة مجلدات باللغة الانجليزية عن اصول التعمية عند العرب وصدور الجزء الاول منها وعنوانه «دراسة وتحليل رسالة الكندي في استخراج المعمى» لمؤلفها ابي يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي وقد قام بتحقيقها ودراستها كل من الدكتور محمد مراياتي والدكتور محمد حسن الطيان والدكتور يحيى مير علي وترجمها الى الانجليزية سعيد الاسعد وراجع الترجمة كل من الدكتور محمد بن ابراهيم السويل والدكتور ابراهيم بن عبدالرحمن القاضي والدكتور مروان البواب.
| 
