* الرياض- أحمد الفهيد:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مساء أمس حفل التوأمة بين دار الحياة والفضائية اللبنانية ال بي سي بمناسبة انطلاق مشروع التوأمة بين دار الحياة والفضائية اللبنانية وذلك بفندق فور سيزون في برج المملكة بالرياض.
وقد كان في استقبال سموه بمقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية ورئيس مجلس إدارة دار الحياة عايض الجعيد ورئيس مجلس إدارة الفضائية اللبنانية ال بي سي بيار الظاهر وعدد من المسؤولين.
وقد اقيم حفل خطابي بدئ بآي من الذكر الحكيم.
ثم القى رئيس مجلس إدارة دارة الحياة الاستاذ عايض الجعيد كلمة جاء فيها:
إن هذه التوأمة هي أول تجربة في عالمنا العربي، لمشروع يرتبط فيه النشاطان المقروء والمرئي، لتحقيق إعلام مزدوج الأغراض، مستفيداً من ثورة المعلومات، حيث تتكامل فيها تقنية الإعلام المقروء والمرئي، ونأمل في المستقبل أن نوظف، كذلك، وسائط المعلومات الأخرى، من شبكة الانترنت وغيرها، لإيصال الخبر والمعلومة في سرعة ودقة وأمانة.
ولا يخفى عليكم أن عالمنا اليوم، العربي والإسلامي، غيرهما بالأمس، خاصة، بعد اصداء الحادي عشر من سبتمبر، وحرب العراق، فنحن، شئنا أم أبينا، موصومون ظلما بالارهاب والتخلف وزعزعة استقرار العالم المتحضر، ولذلك فإن استراتيجيتنا الاعلامية اقتضت ان نحارب على جبهتين، داخلية وخارجية، ومن ثم فإن «دار الحياة» ترصد في حيدة وشفافية واحترام للمتلقي، هذه المتغيرات، وتعمل على نفي السلبي منها، وتنمية الايجابي فيها، نقلاً للصورة وتحليلاً للأهداف، واستقراءً للنتائج، وهذا الموقف هو ما تدعمونه انتم، وهو ليس بالغريب على ولاة امر هذا البلد.
ولذلك، اصبح ميثاق العمل الصحفي، في ظل ثورة المعلومات هذه عنواناً للحق، وامانة الكلمة، وبعداً عن الترويج لمصلحة فرد او جماعة، على حساب وطن او امة، وعدم اثارة بلبلة او تجريح الاخرين أو التدخل في شؤونهم، اصبح اعلاماً شعاره: التزام مطلق بعفة القول، وامانة الرأي، غير منحاز لجهة أو منبر من المنابر، إلا بالحق والعدل.
عقب ذلك ألقى رئيس مجلس إدارة ال بي سي الفضائية بيار الظاهر كلمة جاء فيها:
الحياة ال بي سي هي تجربة رائدة في هذا المقلب من العالم وما كانت لتبصر النور، وتنمو، وتثمر لولا ثلاثة:
تلاحم أخوي خالد لا ينفصل، ولا ينفصم، بين أرض المملكة وجبل الارز، يتجلى في كل الحالات والمجالات وثيق العرى، دافئ الصلة، دافق العطاء.
دار صحافية عرفت بتوجيه راعيها، من عقد ونصف عقد، كيف تكون المقارعة بالفكر والرأي والموقف، تستمد، حبرها من منابع الحق والحقيقة والقيم.
محطة هي ال بي سي، ولن أذكر أياً من مزاياها كي لا أكون كمادح نفسه، ولدت كبيرة واستمرت كبيرة، وتكبر بكم. تجربة رائدة، هي بنت حلم لا ينتهي مع خيوط فجر أي صباح، حلم في منتهى التيقظ لتحديات المرحلة والعصر، سياسياً واقتصادياً، وتكنولوجياً.
واختتم الشيخ الطاهر كلمته بالتأكيد على دور الإعلام: «إننا، لعلى تنمية تجربتنا منكبون، وعلى عوربة إعلامية عاملون، وعلى اختراق العالم بصورة أمتنا وصوتها الحق بما هو عليه من ألق الحاضر وتألق الماضي.. مقبلون، شأننا شأن رعاة المملكة العربية السعودية من قمة هرمها إلى مواطنها العادي لمرضاة الله تعالى، وخدمة قضايا الأمة ونشر دعوتها السمحة ورسالتها الوسيطة في اتجاهات العالم الأربع. ونحن على يقين بأن ولاة أمرها، سياسة واقتصادا يدركون معنى انطلاق هذه التجربة من أرض المملكة وموقعها السياسي ووزنها الاقتصادي، ومن أراضي لبنان وخبراته الإعلامية والثقافية وهم معنا على طريق طويل نأمل من سمو الأمير سلمان ان يظل راعيه في الطريق القويم والصراط المستقيم».
وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض على مسؤولية الكلمة والأمانة الملقاة على عاتق الإعلاميين، مبينا سموه ان خلاف الرأي لا يفسد روابط الصداقة ولكن تزييف وجه الحقيقة هو الخطر بحد ذاته، متمثلا سموه بالماء الذي يروي ويسقي.. لكنه في نفس الوقت قد يكون مصدر موت وغرق.
جاء ذلك في الكلمة التي ارتجلها سموه بهذه المناسبة والتي قال فيها:
لقد لبيت هذه الدعوة سعيدا، لأشهد توأمة الحياة وال«ال بي سي»، ولا شك ان هذا الحضور الكبير يزيدني سعادة.
فعلاقتي «بالحياة» قديمة، ولذلك فأنا أتعاطف معها وأشعر انها رفيقة عمر. لقد عرفت الحياة مع صاحبها السياسي اللامع.
وقد استفدت من علاقته بي وعلاقته بالحياة عندما كنت أزوره في لبنان، وفي دار الحياة ببيروت، أو عند لقائي به في زياراته للمملكة.
قد كان ذلك في أوقات كانت تواجه المملكة فيها ظروفاً صعبة، وكانت «الحياة» منصفة في موقفها تجاه المملكة.
وأضاف سموه:
اشعر هذا اليوم وفي هذه المناسبة ونحن نرى هذه التوأمة، في وقت نسمع فيه كل يوم وآخر عن محاولات لفصل توائم هنا في المملكة أو في أي مكان آخر.
وقد قمتم بالعكس في هذه التوأمة التي أتمنى ان تكون سبيل خير للبنان والمملكة ولرجال الإعلام خاصة.
فأنا اعتبر نفسي شريكا للإعلاميين في متاعبهم.
أيها السادة، ان الكلمة سلاح خطير ككل شيء يمكن ان يكون خطيرا إذا اسيء استخدامه.
فهذا الماء الذي أمامي هو ماء يسقي ويروي وينبت الزرع لكن إذا اغرقت به الإنسان فإنه يقتله ويموت.
والكلمة أمانة، الكلمة مسؤولية، ويجب علينا ان نحترم الكلمة الصادقة، البناءة التي تدل على الخير وتدل على الحق وتحارب الباطل تلك الكلمة المسؤولة.
اني احترم صاحب الرأي وان خالفني، ولي كثير من الأصدقاء سواء في مجال الإعلام أو غيره ورغم الاختلاف إلا ان الصداقة تبقى.
ولكن الخطورة عندما تصبح الكلمة تباع وتشترى، هنا الخطر، وليس من العيب ان يتراجع الإعلامي أو الكاتب عن رأيه عندما يتبين له انه اخطأ فليس عيباً ان يخطئ الإنسان ولكن العيب في الاستمرار على الخطأ.
وسلاح الإعلام من اخطر الأسلحة، على انه قدم العالم لبعضه البعض وجعل منه قرية صغيرة.
وأقول انه إذا كان الشعر العربي سواء في الجاهلية أو في الإسلام هو الشاهد على عصره وهو المعبر عن زمانه، بل حتى كثير من أحداث الجزيرة العربية التي لم يدونها التاريخ وحفظها الشعر، فإن الإعلام كذلك.
وعندما نرى أحداثاً ثم نرى في التلفزيون والصحافة أشياء أخرى ليست حقيقية فنسأل أنفسنا حينها.. هل ما رصد في شعرنا العربي كان حقيقيا أيضاً؟!
وأنا كأي شخص احترم من يملك رأياً ومن يجتهد ولكن الجميع لايحترمون من يغير وجه الحقيقة ويزيفها عن علم وقصد.
سعيد بال«ال بي سي والحياة»، وسعيد ان يكون في المملكة فخير العرب بالمملكة وخير المملكة بالعرب وسنظل على منهجنا العربي الصادق السليم متعاونين مع كل العالم وكل الدول.
وفي ختام كلمته وجه سموه الشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز قائلاً:
أشكر الابن خالد على هذه الدعوة وأرجو لكم إقامة طيبة في الرياض.
هذا وقد كان في معية سموه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز.
|