* الرياض أحمد القرني:
افتتح وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية د. منصور بن ناصر الحواسي صباح أمس الندوة الثانية للطب المبني على البراهين «خطوات على الطريق» بفندق ماريوت بالرياض بحضور وكيل وزارة الصحة المساعد للطب العلاجي د. عبدالله الشريف والمدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي د. توفيق خوجه والعديد من المسؤولين بوزارة الصحة.
هذا وقد بدأ برنامج حفل الافتتاح بتلاوة من القرآن الكريم بعدها ألقى د. توفيق بن أحمد خوجه مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول الخليج كلمة بهذه المناسبة أكد فيها ان الهدف الرئيسي للطب المبني على البراهين هو إمكانية اتخاذ قرار تقديم الرعاية الصحية على أفضل ما يتوفر من الأدلة العلمية عن فعالية وجدوى كافة التداخلات الطبية الممكنة.. ولقد ثبت يقينياً وجود فجوة ما بين البحث العلمي الطبي والممارسة الطبية اليومية.. ورغم ان أقوى البراهين تشتق من البحث العلمي الا أن تأثير نتائج البحث العلمي على الممارسة السريرية اليومية من توجيه البحث العلمي ضعيفاً.. وكأن البحث والممارسة فعاليتان طبيتان لا علاقة بينهما.
ومن هنا نبعت فلسفة هذا العلم الذي يعمل على ربط الممارسة السريرية اليومية بنتائج البحث الطبي.. وذلك بهدف مساعدة الفريق الطبي ومخططي السياسات الصحية على مواكبة مستجدات البحث العلمي الطبي.. والجدير بالذكر ان مفهوم الطب المبني على البراهين أصبح من أولويات العمل الخليجي المشترك وصدر بشأنه مؤخراً قراران من قبل مجلس وزراء الصحة لدول الخليج العربية وبحمد الله فان وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي بادرت ونفذت البرنامج قبل صدور هذين القرارين من قبل المجلس.
وأشار ان البرنامج العلمي للندوة الوطنية الثانية والتي تحمل شعار «الطب المبني على البراهين... خطوات على الطريق» حافل وثري في مضمونه، ولهذا لا أود الإطالة عليكم.. وأود أن أتقدم بالشكر والتقدير لسعادة الأساتذة الأفاضل الذين لم يتأخروا لحظة في تقديم الرأي والمشورة والمشاركة في هذا البرنامج تفانياً ووفاء وقناعة بدورهم الريادي في إرساء هذا المفهوم الجديد.
كما أود تقديم الشكر والتقدير لكل من ساهم وشارك وساعد في تنظيم هذه الندوة من الزملاء العاملين بالمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ولشركة MSD على دعمها المتواصل لهذا البرنامج العلمي الوطني.
بعدها ألقى مدير شركة «MSD» الإقليمي كبادياً كلمة رحّب فيها بالحضور مؤكداً الدور الحيوي الذي تقدمه شركات القطاع الخاص لدعم البرامج العلمية.
ثم ألقى وكيل الوزارة للشؤون التنفيذية د.منصور الحواسي كلمة بيّن فيها ان وزارة الصحة تضع نصب أعينها أهمية وضرورة العمل برؤية واضحة من أجل مجتمع صحي متكامل وسليم بدنياً ونفسياً وصحياً وبرسالة محددة وهي تجويد الخدمات الصحية والارتقاء بها إلى المستوى المنشود والمتميز.. ومن خلال تحقيق أهداف آنية ومستقبلية ضمن خطة استراتيجية شاملة ترتكز في مضمونها على الدور الفاعل والبناء للتطوير العلمي المستمر.
وان جميع العاملين في كافة المجالات الصحية يواجهون تحدياً من نوع جديد فان التطورات المعلوماتية المتلاحقة والتقنيات الحديثة وهذا الزخم الهائل من المقالات والإصدارات والمدونات الصحية، جعل الممارس للمهن الصحية بمختلف فئاتها في حيرة شديدة، ليس فقط في كيفية متابعة كل جديد، ولا طريقة وأسلوب الممارسة ولكن في كيفية التأكد من أن هذا الجديد هو مفيد فعلاً.. ومن هذا المنطلق بزغ علم جديد في مفهومه وعريق في فلسفته.. ألا وهو «الطب المبني على البراهين» والذي أضحى نبراساً هاماً لأعضاء الفريق الصحي والطبي المعالج، ومخططي السياسات ومتخذي القرار على مختلف مستويات الخدمة الصحية.
ان الدول تتفاوت في إمكانياتها الطبية والمعلوماتية وبالتالي فان ما ينطبق على دولة ما قد لا ينطبق على الدولة الأخرى.. وبالمثل فان المؤسسات الصحية في الدولة الواحدة تتفاوت من مكان لآخر في نفس القطاع.. والأمثلة على ذلك كثيرة، وليس هذا مجال سردها.
وعليه فقد أصدر معالي وزير الصحة قرار إعادة تشكيل اللجنة العلمية الوطنية للطب المبني على البراهين والتي ضمت عدداً من الكفاءات الوطنية المشهود لها بالعلم والخبرة في هذا المجال ومن مختلف قطاعات الخدمات الصحية بالمملكة.. ولتكمل مسيرة التقدم التي بدأها عدد آخر من الكفاءات العلمية أعضاء اللجنة الأولى، والتي وضعوا مشكورين الأسس المتينة لهذا العمل البناء، ولقد كلفت هذه اللجنة مجموعة من الأهداف الآنية والمستقبلية تشكل في فحواها معايير الأداء المطلوبة.. وأذكر منها بإيجاز الأهداف التالية:
1 العمل على زيادة ورفع الوعي والمعارف بين جميع العاملين بالخدمات الصحية.
2 البحث عن الوسائل والإمكانيات لتسهيل وتمكين الممارسة الفعلية لهذا المفهوم.
3 العمل على وضع أدلة إرشادية سريرية مبنية على أحدث المعلومات للحالات المرضية الشائعة مع تحديثها أولاً بأول.
أما الأهداف المستقبلية:
1 وضع وسائل المتابعة والتقويم لنتائج تطبيق هذا المفهوم.
2 تشجيع البحوث والدراسات الوطنية والتنسيق مع المراكز البحثية في هذا المجال.
أما قمة الطموحات التي تعمل عليها فهو: تأسيس مركز وطني للاستشارة والمشاورة عن الطب المبني على البراهين.. لكافة فئات ومنسوبي ومقدمي الخدمات الصحية.
إن الدعم المادي المعنوي لا يكفي وحده لنجاح هذه اللجنة الوطنية في أداء واجبها نحو تطبيق مفهوم الطب المبني على البراهين، ولكن لا بد من تضافر وتعاون جميع المؤسسات والقطاعات الطبية والتعليمية والإدارية ذات العلاقة لتطبيق هذا المبدأ على أسس قوية حتى تكون الانطلاقة متينة وذات مردود إيجابي صحياً واجتماعياً واقتصادياً بإذن الله.
بعدها قدم د. خوجة الدروع التذكارية للدكتور الحواسي والمحاضرين.
|