Sunday 19th october,2003 11343العدد الأحد 23 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
روسيا تفلت من شرك التأليب على المسلمين
جاسر عبدالعزيز الجاسر

في أول إطلالة له في محفل إسلامي، كأول رئيس روسي يشارك في أكبر تجمع لقادة الدول الإسلامية، ممثلاً لبلاده التي تسعى للحصول على صفة مراقب في منظمة المؤتمر الإسلامي، كان الرئيس فلاديمير بوتين منصفاً وهو يبرئ الدين الإسلامي والمسلمين من تهمة الإرهاب التي يحاول الغربيون والأمريكيون بصفة خاصة إلصاقها بالإسلام وأتباعه.
الرئيس الروسي كان واضحاً وصادقاً إلى أبعد حدود الشفافية حينما ذكر في كلمته أمام قادة الدول الإسلامية في مؤتمر القمة الإسلامي العاشر التي ألقاها في اليوم الأول لانعقاده، بقوله إن العديد من الجهات حاولت تأليب روسيا على الإسلام، إلا أن تلك المحاولات قد فشلت.
والواقع أن بوتين تحدث عن حقيقة يعرفها كل من عمل في روسيا من الدبلوماسيين وممثلي الدول الإسلامية في الاتحاد الروسي، فبالإضافة إلى الجماعات الصهيونية التي تعاظم نفوذها في عهد الرئيس الروسي السابق يلتسن والتي مكَّنتها سيطرتها على عدد من الوسائل الإعلامية، وهذه الجماعات التي حصلت على دعم الجهات الغربية الأجنبية وبالذات الإسرائيلية التي وضعت «الجنسية الإسرائيلية» تحت تصرف «أباطرة المافيا والتجارة المشبوهة» لتكون الوسيلة التي يهرب بواستطها هؤلاء من عدالة القضاء الروسي الذي يطارد العديد منهم لانتهاكم القوانين والأنظمة الروسية لكسب مزيد من أموال الحرام كدأب اليهود في كل مكان.
وللأسف الشديد فقد وجدت هذه الجماعات لجهودهم في تأليب الرأي الروسي على الإسلام والمسلمين، ما كان يحدث في الشيشان من محاولات للانفصال من الاتحاد الروسي وتسلل عناصر إسلامية متطرفة إلى الشيشان، والتي خدمت سواء بعلمها أو بدون علم منها المخططات الغربية التي جعلت من الورقة الشيشانية أداة ضغط على روسيا لتغيير سياستيها الخارجية والداخلية وجعلهما تسيران في ركاب السياسة الأمريكية والغربية التي بدورها مرتهنة للتوجهات الصهيونية.
والآن وبعد أن تم معالجة الشأن الشيشاني بإجراء انتخابات الرئاسة التي فاز بها المفتي السابق أحمد قاديروف والتي شارك فيها 82% وترجمت بوضوح «رغم كل محاولات التشويش التي أثارتها الجهات المعادية لروسيا»، ترجمت الرغبة الحقيقية لدى الشياشنيين في إحلال السلام في بلادهم، وهو ما أكده ممثلو جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي الذين راقبوا الانتخابات.
نجاح الانتخابات في الشيشان والحضور القوي للرئيس بوتن في القمة الإسلامية يظهر بوضوح الفشل الذي مُنيت به كل محاولات الجهات المعادية للمسلمين وروسيا على حد سواء والتي كانت تحاول دكَّ إسفين بين العالم الإسلامي وروسيا.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved