بعد إعلان كوريا الشمالية عن رغبتها بالكشف عن رادعها النووي
المحادثات بين الكوريتين تتعرض إلى أزمة جديدة

  * سيول - الوكالات:
أفادت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية ان المحادثات بين الكوريتين التي عقدت في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانع انتهت من دون ان تتمكن سيول من اقناع كوريا الشمالية بالمشاركة في سلسلة جديدة من المفاوضات حول الملف النووي الكوري الشمالي.وكانت المحادثات التي تجري بين الطرفين على مستوى وزاري، وصلت الى الحائط المسدود منذ انطلاقها الاربعاء بعد ان رفضت بيونغ يانغ توضيح مشاركتها في مفاوضات محتملة جديدة حول الازمة الناتجة عن نيتها بامتلاك السلاح الذري.وكان الجانبان الكوريان عدلا عن الالتقاء الخميس.
وجرت مفاوضات اولى في نهاية آب/اغسطس في بكين بحضور الكوريتين والصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة، الا انها باءت بالفشل وتم الاعلان عن سلسلة جديدة من المحادثات في موعد لم يعلن عنه.
واضاف المصدر نفسه ان المسألة النووية لم يتم التطرق اليها في البيان الصحافي المقتضب الذي صدر في نهاية هذه اللقاءات.
وتابع البيان ان «كوريا الشمالية والجنوبية عرضتا مواقفهما من الملفات التي تم التطرق اليها خلال المحادثات التي كانت صريحة».
وأضاف البيان ان البلدين «اتفقا على مواصلة الجهود لتعزيز السلام في شبه الجزيرة الكورية وتعزيز المصالحة والتعاون بين الكوريتين».
ويأتي هذا الفشل الجديد للمحادثات الهادفة الى اعادة بيونغ يانغ الى طاولة المفاوضات، بعيد اعلان كوريا الشمالية عن رغبتها ب«الكشف ماديا» عن طاقتها النووية العسكرية.وكانت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية استخدمت مع الوفد الكوري الجنوبي الخطاب نفسه وبررت رغبة بيونغ يانغ بالحصول على سلاح نووي «رادع» بالتصرف الأمريكي «العدواني».وقالت كوريا الشمالية انها ستكشف النقاب في «الوقت المناسب» عن رادع نووي لوضع نهاية للجدال حول وضعها النووي اذا اخرت الولايات المتحدة ايجاد حل للازمة المتعلقة بطموحات بيونجيانج الذرية.وانتقد ايضا متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية في تعليقات اذاعتها وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية الدعوات لاجراء جولة جديدة من المحادثات السداسية قائلا ان تلك المناقشات لا جدوى لها ما لم تتخل واشنطن عن موقفها العدائي تجاه بيونجيانج.
وأضاف في بيان «عندما يحين الوقت المناسب ستتخذ جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية اجراء لعرض رادعها النووي على الجمهور كقوة مادية وبعدها لن تكون هناك حاجة لمزيد من الجدال» مشيرا الى ان البعض يتشككون في امتلاك كوريا الشمالية قدرات نووية.
ويبدو ان البيان جاء رداً على تصريحات ادلى بها وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الاسبوع الماضي وقال فيها ان واشنطن اعدت افكارا جديدة تتعلق بعرض ضمانات امنية على كوريا الشمالية.
وأردف باول قائلا ان الولايات المتحدة تقترح وضع وثيقة علنية مكتوبة يفضل توقيعها من جانب بعض الدول المجاورة لكوريا الشمالية ولكن ليس اتفاقية عدم اعتداء رسمية كما تطالب بيونجيانج.وقالت كوريا الشمالية انها لا تدري هل الفكرة الأمريكية هي مجرد «خدعة تهدف بها الى التنصل من مسؤوليتها تجاه تسوية هذه القضية بين بيوجيانج وواشنطن ام انها حيلة لكسب الوقت للفوز بانتخابات الرئاسة عام 2004».
وقال المتحدث اذا أجلت الولايات المتحدة التعامل مع هذه القضية «سيكون لدى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية خلال تلك الفترة وقت كاف لتحسين وتعزيز السبل الضرورية التي اصبحت بالفعل مكشوفة للعامة».وكانت الصين وروسيا والكوريتان واليابان والولايات المتحدة قد اجروا اول جولة غير حاسمة من المباحثات في بكين في اواخر اغسطس اب.وتعهدت كافة الاطراف بتفادي اي خطوات قد تفاقم النزاع الذي اندلع قبل عام، وفي اوائل الشهر الحالي قالت بيونجيانج انها اعادت توجيه البلوتونيوم المستخرج من آلاف قضبان الوقود النووي المنضب للمساعدة في تدعيم قوتها الرادعة.وقالت كوريا الشمالية انها تواجه منذ العام الماضي تهديدا وشيكا بشن الولايات المتحدة هجوما مسلحا عليها، وتريد بيونجيانج ان توقع وتصدق واشنطن على اتفاقية لعدم الاعتداء قبل تفكيك برامجها المحظورة للتسلح النووي.