* القاهرة - مكتب الجزيرة - عبد الله الحصري:
مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية بتكشف المزيد من أسرار الملف العراقي الذي أعدته الادارة الأمريكية وبررت به الحرب على العراق فقد اتهم وسلي كلارك المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية ادارة الرئيس بوش بالتلاعب بالمعلومات التي استن اليها لشن الحر ب على العراق ورغم ان فرص فوز كلارك في الانتخابات الرئاسية الأمريكية تبدو ضئيلة إلا انه وضع ادارة بوش في مأزق بسبب هذه الاتهامات الموجهة لها، فقد دعا كلارك الى بدء تحقيق مستقل في الطريقة التي استخدمت بها إدارة بوش المعلومات الاستخبارية لإقناع الشعب الامريكي بضرورة شن الحرب على العراق، مشيرا إلى ان إدارة بوش «تتعامل مع المسألة بشكل عكسي حيث تبدأ بالحل ثم توجد له مشكلة وتتلاعب بالحقائق لتناسب الوضع».
وأوضح أن جورج بوش برر شن الحرب على العراق بامتلاك الرئيس العراقي السابق صدام حسين أسلحة دمار شامل والتي لم يعثر على أي منها إلى الآن، وكانت النتيجة «تكاليف وعراقيل هائلة سنواجه المزيد منها في المستقبل».
وأشار إلى ان الإدارة الأمريكية تلجأ إلى حقائق محرفة والصمت والإسرار والتعتيم لتبرر قراراتها.
وطالب كلارك بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في التسريبات التي كشفت هوية عميل في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية نسبتها الصحافة إلى البيت الأبيض.
وفي الوقت ذاته وجه أعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ انتقاداتهم إلى إدارة بوش عقب نشر تقرير كاي الذي أكد عدم العثور على أي أثر لأسلحة الدمار الشامل في العراق، حيث قال السناتور الديموقراطي إدوارد كنيدي عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بعد الاستماع إلى تقرير ديفيد كاي إن العراق لم يشكل أبدا أي تهديد، وأنه كان من الخطأ تعريض حياة الأمريكيين للخطر بسبب قضية مشكوك في أمرها.
فيما قال السناتور كارل ليفين المسؤول الثاني في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ إن عدم العثور على أسلحة دمار شامل يستلزم تحديد ما إذا كانت المعلومات التي حصلت عليها أجهزتنا الاستخباراتية عرضة للتلاعب أو التضخيم.
تغيير العقول وكسب السلام
وقد أفاد تقرير رسمي أمريكي صدر مؤخرا بعنوان «تغيير العقول وكسب السلام» بأن درجة العداء للولايات المتحدة قد وصلت إلى معدلات تثير «الصدمة» في العالم الإسلامي.
وقال التقرير الذي أعدته لجنة اختارتها إدارة بوش لهذه المهمة إن حسن النية تجاه أمريكا قد تهاوى في العام الماضي بدءا من الأردن وحتى إندونيسيا.
وقد حذر التقرير الذي شارك 13 خبيرا في إعداده بينهم عدد من العرب والمسلمين حذر الولايات المتحدة من تبني وسائل دعائية. وكشف عن أن 15 % فقط من الأندونيسيين ينظرون إلى الولايات المتحدة نظرة إعجاب في الوقت الحاضر مقابل 61% في العام الماضي وأن نسبة الأردنيين الذين حملوا نظرة إيجابية للولايات المتحدة في ربيع العام الحالي لم تزد عن 1% مقابل 25 % العام الماضي.
ونصح التقرير بدعم المنح الدراسية للمسلمين وبزيادة الانفاق على محطات الإذاعة الموجهة إلى العالم العربي وترجمة النصوص الدراسية إلى اللغات المحلية في الدول الإسلامية.
واعترف التقرير بأن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وتطورات الموقف في العراق من العوائق التي تحول دون علاقات جيدة، مشيرا إلى أن معظم الغضب الموجه لأمريكا ناجم عن عدم الرضى عن سياساتها خاصة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني والوضع فى العراق.
خطة لغزو ست دول
وتعليقا على الغزو الأمريكي للعراق أكد الجنرال الأمريكي المتقاعد ويسلي كلارك الذي يسعى لخوض انتخابات الرئاسة القادمة عن الحزب الديمقراطي أنه علم في نوفمبر 2001، أن خطة إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لغزو العراق وإسقاط الرئيس العراقي السابق صدام حسين هي جزء من حملة عسكرية أوسع نطاقا مدتها خمسة أعوام تشمل خمس دول عربية إضافة إلى إيران بدعوى دعمها للإرهاب.
وقال كلارك إن الغزو الأمريكي للعراق واحتلال أراضيه يعد نموذجا مثاليا للهيمنة العسكرية مع الفشل في تحقيق النصر. ومضى كلارك يؤكد في كتاب يصدره الشهر القادم بعنوان «الانتصار في الحروب الحديثة، العراق والإرهاب والإمبراطورية الأمريكية» أن إستراتيجية الإدارة الأمريكية في هذا الصدد خاطئة.
وأوضح كلارك في كتابه الذي هو مزيج من التحليل العسكري والدبلوماسي والإستراتيجي أكثر من كونه سيرة ذاتية أن ضابطا كبيرا في القوات الأمريكية أبلغه أن الولايات المتحدة تخطط لشن حرب على العراق ودول أخرى، فبعد العراق تشير الخطة إلى استهداف سوريا ولبنان وليبيا وإيران والصومال والسودان.
وأضاف أن الحرب الأمريكية ضد الإرهاب تراجعت مع الحرب ضد العراق، وأن القوات الأمريكية خاضت مخاطر لا مبرر لها وأنه لم يكن هناك تخطيط لمرحلة ما بعد الحرب في العراق وكذلك لم يوضع الدعم الدولي الحيوي في الاعتبار، مؤكدا أن ذلك يعد نموذجا مثاليا للهيمنة على قوة عدو مع الفشل في تأمين انتصار.
وتجدر الإشارة إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية
CIA)) قد حذرت في تقرير سلمته إلى الكونجرس مؤخرا
أن ليبيا وسورية والسودان تحاول الحصول على أسلحة دمار شامل أو تملك القدرة على تطوير هذه الأسلحة. وزعمت الوكالة فى تقريرها أن سورية تحاول الحصول على عناصر تمهيدية وخبرات تسمح بتطوير برنامج للأسلحة الكيميائية، وأن السودان طور القدرة على إنتاج أسلحة كيميائية منذ عدة سنوات، وأنه قد يكون مهتما أيضا ببرنامج للأسلحة البيولوجية، مشيرة إلى أن التقنية النووية تطورت في العالم إلى درجة يمكن معها لهذه الدول أن تنتج مواد انشطارية كافية لتطوير الأسلحة.
وأوضح التقرير أن ليبيا تواصل تطوير أسلحة دمار شامل، موضحا أن ليبيا ودولا أخرى استخدمت في عام 2001 أجهزة استخباراتها للحصول على معلومات تقنية حول تطوير أسلحة للدمار الشامل بما في ذلك أسلحة نووية. وأضاف أن طرابلس حاولت التفاوض مع روسيا لشراء مفاعل نووي والحصول على مساعدة موسكو في تطوير مركز التاجورة للأبحاث النووية.
وزعم التقرير إن ليبيا قامت فور تعليق عقوبات الأمم المتحدة التي كانت مفروضة عليها بإجراء اتصالات مع شركات للمنتجات الكيميائية ومؤسسات للأبحاث في هذا المجال في أوروبا الغربية بشكل أساسي، بهدف تأمين تقنيات ومواد أولية لبرنامج للأسلحة الكيميائية يشتبه بأنها تملكه.
وقال التقرير إن سورية تملك أصلا غاز السارين المتلف للأعصاب لكنها تسعى إلى تطوير غازات سامة أخرى، مشيرا إلى وجود احتمال كبير بأن تكون في طور تطوير أسلحة بيولوجية.
وحول السودان، قال التقرير إنه قام بتطوير قدراته على إنتاج أسلحة كيميائية لسنوات عدة وقد يكون مهتما بالأسلحة البيولوجية أيضا.
الادعاءات الأمريكية الكاذبة
وضمن سلسلة الكشف عن الادعاءات الأمريكية الكاذبة بشأن وجود أسلحة دمار شامل فى العراق، فتحت وزارة العدل الأمريكية تحقيقا في قضية الكشف عن هوية عميلة سرية لوكالة الاستخبارات المركزية ال CIA وذلك على خلفية ما وصف بتلفيقات الإدارة الأمريكية لملف أسلحة العراق.
وثار الجدل بشأن هذه القضية بعد الكشف عن أن فاليري بالم زوجة جوزيف ويلسون السفير الأمريكي السابق لدى الجابون كانت تعمل سرا في CIA فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل.
استقالات بالجملة في الإدارة الأمريكية
وتعبيرا عن احتجاجهم على السياسة الأمريكية تجاه فلسطين والعراق استقال ثلاث شخصيات بارزة كان آخرهم ماري رايت نائبة رئيس البعثة الأمريكية في منغوليا التي استقالت بسبب السياسة الأمريكية إزاء العراق وكوريا الشمالية والانحياز إلى الجانب الإسرائيلي في القضية الفلسطينية، وتعد استقالة رايت الثالثة هذا العام في مسلسل الاستقالات الغاضبة على السياسة الأمريكية الدولية الذي بدأه جون براون الملحق الثقافي السابق في السفارة الأمريكية بموسكو الذي قال «لا يمكنني أن أساند خطط الرئيس بوش للحرب على العراق».
وأضاف أن «الولايات المتحدة أصبحت في مختلف أنحاء العالم قرينا للاستخدام غير المبرر للقوة، وعدم اكتراث الرئيس بالآراء في الدول الأخرى يولد جيلا معاديا لأمريكا».
وتبعه جون برادي كيسلينغ القنصل في السفارة الأمريكية في أثينا.
الديمقراطيون يتهمون بوش
ويتهم الديمقراطيون إدارة بوش بخلق انطباع زائف لدى قطاع عريض من الرأي العام الأمريكي جعلهم يعتقدون أن صدام حسين كان له دور شخصي في الهجمات على نيويورك وواشنطن في سياق مبررات غزو العراق.
وقد وجه مرشحان ديمقراطيان للانتخابات الرئاسية القادمة انتقادات حادة للرئيس بوش متهمين إياه بأنه لم يكن صريحا في خطابه الذي دافع فيه عن سياسته في الأزمة العراقية.
وقال هوارد دين الحاكم السابق لولاية فيرمونت «لنكن واضحين: إن خطابا من 15 دقيقة لا يعوض عن 15 شهرا مضت في تضليل الأمريكيين حول سبب الحرب في العراق ولا يعوض عن 15 أسبوعا من الإدارة السيئة لمجهود إعادة الإعمار».
|