* بيروت - هناء دندن:
أكدت ردود الفعل الصادرة على اقرار مجلس النواب الأمريكي قانون محاسبة سوريا «ان هذا القانون استند إلى حيثيات واسباب موجبة واهية»، معتبرة «ان العدوان الاسرائيلي على سوريا واقرار القانون ليس من قبل الصدفة ابدا». وفي هذا المجال اكد رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ان اقرار هذا القانون يشكل ضوءاً أخضر كبيراً لعدوان صهيوني جديد على سوريا.
وقال الرئيس بري ان تزامن العدوان العسكري الصهيوني على سوريا مع اعتداء الكونغرس الأمريكي عليها ليس من قبيل الصدفة أبداً. واعتبر ان اقرار الكونغرس الامريكي لمشروع قانون محاسبة سوريا هو ترجمة قانونية للاعتداء الاسرائيلي على سوريا. ورأى ان الخطر الأكبر على سوريا هو في حال انتقل القرار إلى مجلس الشيوخ بعد اقراره بأكثرية الثلثين في مجلس النواب عندما يكون قد فرض هذا الأمر، مشيراً إلى ان خطورة هذا القرار تزداد أيضاً اذا عرض بعد ذلك على مجلس الأمن حيث ستمارس الولايات المتحدة ضغوطا على أوروبا في موقفها. وقال الرئيس بري: وبالتالي هذا ضوء اخضر كبير لاسرائيل بأن تضرب سوريا ساعة تشاء.
الرئيس الحص
وردا على سؤال ل«الجزيرة» قال الرئيس الحص: ان اقرار الكونغرس الامريكي قانونا لمحاسبة سوريا هو في منتهى الغرابة، فمن الذي خول أمريكا صلاحية محاسبة دولة ذات سيادة عضو في الامم المتحدة؟ انها غطرسة القوة، فأميركا تبيح لنفسها مثل هذا التجاوز بمنطق انها الاقوى في العالم وبالتالي تستطيع ان تملي ما تشاء وليس هناك من يحاسبها في العالم، وفي هذا ما فيه من امتهان للشرعية الدولية التي تتمثل بالامم المتحدة، فمنطق الشرعية الدولية عضو في الامم المتحدة ان تشكو دولة أخرى امام المنظمة الدولية، اما ان تنفرد دولة كبرى بمحاسبة دول اخرى لمجرد انها الأقوى فأمر خطير، لأنه يجر في نهاية المطاف إلى تغليب شريعة الغاب على العلاقات الدولية. إلى ذلك فان الخطوة الأمريكية هي دلالة جديدة على انحياز الدولة العظمى الاعمى إلى اسرائيل وتصميمها على معاداة العرب مجانا، ولو على حساب المصالح الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة كما على حساب القيم التي تزعم أمريكا انها تلتزمها دولياً بما فيها الحرية والديمقراطية والعدالة، أليس للديمقراطية قواعد على الصعيد الدولي. ثم ان أمريكا، في حربها على ما تسميه ارهابا تتجاهل ان اسرائيل هي دولة الارهاب بامتياز في العالم، فكيف تبرر الدولة العظمى دعمها سياسياً ودبلوماسياً ومالياً، ألا يجعل ذلك أمريكا في موقع الشريك لاسرائيل في ارهابها الغاشم.
الرئيس الصلح
وقال الرئيس الصلح: لقد قام مجلس النواب الأمريكي بحملة عدائية جديدة ضد العرب. وخصوصاً ضد البلد العربي المقاوم الشقيقة سوريا، ان هذا العدوان الذي لا مبرر له ولا شيء يشفع به أو يسانده هو تكريس للسياسة العدوانية التي تشن ضد العرب وضد سوريا بصورة خاصة، ناهيك عن ان ما قامت به هذه الدول ضد العراق وما قامت به بدعم وتأييد لاسرائيل ما هو الا جزء من سياسة عدوانية ضد العرب. ونحن نتوجه للاخوان في سوريا ونقول لهم اننا معهم، ندعهم ونؤيدهم ونقول لهم بصراحة ان العالم العربي كله معهم، لقد صمدوا وصبروا ووقفوا في وجه السياسات العدوانية التي نظمت على بلدهم القوي الصامد، ولكن العرب معهم. ونحن اذ نؤيدهم وندعمهم بكل ما لدينا من امكانات، نقول ان العرب في نهاية الامر سينتصرون على هذه السياسات العدوانية وسيتغلبون عليها.
المفتي قباني
وأدلى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني بالتصريح الآتي: لم يعد من المستغرب تمادي الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولة فرض سياستها بالقوة على دول العالم واستعلائها في الأرض وكأنه لم يكن قبلها ولا بعدها دولة أو قوة في العالم، وبدأت تخاطب الدول على طريقة الأستاذ والتلميذ، وعلى هذا المنطق الاحمق جاء قرار مجلس النواب الأمريكي بمحاسبة سورية والذي يستهدف لبنان وسورية وكل بلاد العرب بالتهويل والترهيب لفرض الاستسلام عليهم لاسرائيل التي أصبحت الذراع الأمريكية العدوانية في المنطقة العربية، ويكاد المرء لا يصدق كيف تنطلق الولايات المتحدة الأمريكية بنفسها إلى الهاوية بهذه السياسة، لكننا اذا قرأنا تاريخ الدول لا نستغرب كم من الدول العظمى سادت ثم بادت وطواها التاريخ نتيجة فسادها وطغيانها، وليست الولايات المتحدة الأمريكية ببعيدة عن هذا المصير اذا تمادت أكثر في استغلالها وطغيانها، واظهارها الفساد في الارض. ونحن ندرك جيدا ان الولايات المتحدة الأمريكية ما كانت لتقدم على اعتناق هذه السياسة الحمقاء لولا تحكم اليهود في قرارها.
الوزير العريضي
وأكد وزير الثقافة غازي العريضي ان مشروع ما يسمى بقانون محاسبة سوريا يعبر بوضوح عن أهداف السياسة الأمريكية الرامية إلى محاولة تطويع كل مواقع الممانعة الرافضة لمشاريع الهيمنة الاسرائيلية الأمريكية.
وقال الوزير العريضي: ان الادارة الأمريكية تحاول معاقبة سوريا في وقت تحمي اسرائيل من أي ادانة في مجلس الامن الدولي بعد عدوانها السافر على الاراضي السورية، وهذا يؤكد بكل وضوح ان السياسة الأمريكية تتمحور حول حماية وخدمة اهداف اسرائيل وضمان تفوقها بما يسقط كل الاقنعة والادعاءات الأمريكية القائلة بأن واشنطن تسعى إلى أمن وسلام واستقرار منطقة الشرق الاوسط.
وأضاف: ان كل الدلائل تشير إلى شراكة اميركية اسرائيلية قائمة في كل المجالات وعلى هذا الاساس يجب ان نقيم حساباتنا. الا انه لا يمكن لهذه التهديدات والضغوطات الأمريكية الاسرائيلية ان تدفعنا إلى الاستسلام، فنحن متمسكون بحقوقنا واهدافنا في اقرار السلام العادل والشامل.
النائب الخليل
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النائب الدكتور علي الخليل: هنالك تنسيق وتفاهم كامل بين الكونغرس الأمريكي والادارة الأمريكية بالنسبة لاقرار ما سمي بمشروع قانون محاسبة سوريا. والدليل على ذلك هو الاكثرية المرتفعة جدا التي اقر بها مجلس النواب الأمريكي هذا المشروع. وكذلك الاكثرية التي سيقر بها مجلس الشيوخ هذا المشروع. وهذه الاكثرية التي تتجاوز الثلثين بكثير تعني ان الرئيس الأمريكي ملزم بوضعه موضع التنفيذ.
وأكد ان مشروع القانون المذكور يدلل على ان اللوبي الصهيوني الذي يتوخى مصلحة اسرائيل في المنطقة في هذه المرحلة هو الذي فرضه على المؤسسات في الولايات المتحدة الأمريكية. على الرغم من ان هذا المشروع يشكل هرطقة قانونية وعلى الرغم من انه أيضاً يبنى على حيثيات واسباب موجبة واهية. عندما يتكلم مشروع القانون عن ضرورة التملص من اسلحة الدمار الشامل وتطويرها. هذا يعني ان هناك تجنيا على الواقع، خصوصاً ان سوريا هي التي تطرح على مجلس الأمن الدولي ازالة هذه الأسلحة من المنطقة، ونحن أكدنا اننا مع المقاومة المشروعة. وعندما يتكلم مشروع القانون أيضاً عن ضرورة تبديل وتغيير الموقف السوري بالنسبة للوضع القائم في العراق فهذا يعني ان هذه المطالبة أيضاً تصب في مصلحة الاحتلال الأمريكي - البريطاني. ونحن كما سوريا وكما معظم دول العالم نتمسك بضرورة استعادة العراق لسيادته واستقلاله ووحدة أراضيه وحق تقرير مصيره. وعندما يتكلم القانون أيضاً عن الانسحاب من لبنان ويكلف وزير الخارجية بالاطلاع على الخطوات التي تتم في هذا المشروع. أقل ما نقول فيه ان ذلك تدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية والسورية، لأن هذا الوجود الشرعي والمؤقت هو قائم استنادا إلى ارادة السلطات اللبنانية والسورية انطلاقا من اتفاق الطائف، اذ جميع هذه الاسباب الموجبة التي انطلق منها القانون هي واهية وهذا يدلل على النيات ويبين ان الاسباب التي حدت بالولايات المتحدة الأمريكية، من الادارة الأمريكية إلى الكونغرس الأمريكي للسير قدما بهذا الاسلوب تعود إلى التعثر الأمريكي في العراق والى التعثر الاسرائيلي في فلسطين المحتلة.
النائب بيضون
وأكد النائب محمد عبد الحميد بيضون ان الكونغرس الأمريكي يسيء إلى العلاقات العربية - الأمريكية. وتسيطر عليه حالات التحريض والغوغائية، انه عمل دون أي استعداد للحوار مع العالم العربي ودون أي اهتمام بمصالح بلدان ذات سيادة وكتلة بشرية هائلة كالعرب. ولم ير سوى المصالح الاسرائيلية وهي مصالح مفصلة اليوم على حجم حكومة شارون التي تغرق المنطقة بالدماء وتعارض أي سياسة عاقلة ترتكز إلى الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن. ورأى ان قانون محاسبة سوريا هو ادانة للكونغرس الأمريكي قبل أي شيء آخر وهو يعكس عقلية امبراطورية متعجرفة لا تعترف بحقوق الشعوب ولا بحقوق الانسان، وهي ابلغ تعبير عن ازدواجية اللغة والمعايير الأمريكية في المنطقة العربية وتجاهها، وشدد على ان الشقيقة سوريا تبقى في قلب الموقف العربي ولن تثنيها الضغوط والتهديدات وكل عمليات والابتزاز الصهيوني - الأمريكي عن الدفع بالموقف العربي إلى مزيد من التضامن وبالموقف الدولي إلى التزام الشرعية الدولية والعمل على التنفيذ الفوري للقرارات الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام وصولا للسلام الشامل والعادل في المنطقة.
يتيم
وأكد النائب السابق حسين يتيم ان العدوان الأمريكي الجديد على سوريا يعكس بشكل فاضح ان ادارة الرئيس بوش أصبحت اسيرة فكر انجيلي صهيوني يخطط له اللوبي اليهودي في واشنطن،وهي تحولت إلى اداة تنفذ الرغبات الاسرائيلية بشكل مطلق من دون العودة إلى المواثيق الدولية. ورأى يتيم ان السلوك الأمريكي يرمي إلى صرف انظار الرأي العام الأمريكي والدولي عن الممارسات اللا اخلاقية التي تمارسها واشنطن في العراق وفلسطين وأفغانستان، وهو ما يتطلب من قادة الدول الاسلامية اعلان موقف واضح حيال الهجمة الأمريكية - الصهيونية على العالمين العربي والاسلامي بشراسة غير مسبوقة.وحول ما تناوله المشروع الأمريكي حيال الوجود السوري في لبنان قال يتيم: ان هذا الامر يشكل تدخلا سافرا في شؤون دولة ذات سيادة بما يتعارض مع القرارات والمواثيق الدولية ومع الاتفاقيات المعقودة بين دولتين شقيقتين جارتين هما سوريا ولبنان.
|