* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع «أبو العلاء» أن الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية المقررة في شهر حزيران المقبل تعد من أولويات حكومته.
وحسب مصادر فلسطينية من رام الله فقد اعتبر قريع اثر اجتماعه مع رئيس لجنة الانتخابات الفلسطينية الدكتور حنا ناصر أن الانتخابات هي البند الأهم في أجندة حكومته وفي عملية الإصلاح التي تجريها السلطة الفلسطينية.
وأضافت المصادر أن قريع يأمل في إجرائها في الموعد المقرر متمنيا أن ينهي المجلس التشريعي قانون الانتخابات.
وأكد قريع في أكثر من لقاء على ثلاث قضايا محورية تستحوذ على اهتمام حكومته وهي: الاستيطان الذي يجب أن نعلن بكل وضوح وصراحة مقاومتنا له وألا نغمض العين عن التوسع الإسرائيلي فيه.وثانيا: جدار الفصل العنصري الذي لا يمثل جداراً أمنيا حسب الادعاءات الإسرائيلية وإنما هو شكل جديد لنهب الأرض الفلسطينية وللاستيطان، مضيفا: أن السكوت عليه يجعل من الصعب التعامل مع الوقائع التي يفرضها.. وأبدى قريع أسفه للموقف الذي اتخذته الحكومة الأمريكية باستخدام حق النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار في مجلس الأمن الذي يدين الجدار العنصري، مشيرا إلى أن استخدام الفيتو الأمريكي يشجع الحكومة الإسرائيلية على الاستمرار في سياستها العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني والاستمرار في سياسة الاستيطان وبناء الجدار الفاصل.
أما المحور الثالث لاهتمام الحكومة فقال أبو علاء: إنه يجب أن يحتل موضوع القدس أولى اهتماماتنا وأن يصل موقفنا الواضح من القدس إلى مقاعد جميع المسؤولين والرؤساء في العالم وتكون الرسالة واضحة بأن إسرائيل تريد أن تخرج موضوع القدس من المفاوضات النهائية.
وأوضح أن الاستيطان حول القدس وبناء الجدار العازل حولها ما هما إلا محاولة إسرائيلية لإخراج هذه المدينة من موضوع التفاوض.
وأشار إلى رد فعل الحكومة الإسرائيلية العنيف على وثيقة التفاهم والاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أنصار السلام من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لما يمثله من اعتراف بحق الفلسطينيين بالقدس وإدانة للعدوان والاحتلال للأراضي الفلسطينية وما تقوم به إسرائيل من عمليات قتل واعتقال وتجريف للأرض وحصار وإغلاق وهدم للبيوت.
وأكد أبو علاء أن ما يجري حاليا في رفح وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية يمثل جريمة إسرائيلية.
وشخص أبو علاء الموقف الأمريكي في ضوء ما يجري في رفح وفي مجلس الأمن بالقول: نحن نعرف الموقف الأمريكي جيداً وما زال هناك اتصال بيننا وبينهم، ونحن نرغب في الإبقاء على هذا الاتصال والحوار رغم انحياز الموقف الأمريكي للجانب الإسرائيلي، موضحا أن مواقف أمريكا في مجلس الأمن تؤلم الشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية، كما يؤلمنا تبريرها للعدوان الإسرائيلي على مدينة رفح.
وأضاف: نريدها أن تظل منخرطة في عملية السلام كونها الدولة الأعظم وصاحبة مصالح في هذه المنطقة، وعليها أن تدرك أن حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً هو أكبر ضمان لمصالحها.
وقال أبو علاء: إن الحكومة الحالية بحاجة إلى فترة تأمل جدية ليتحدث الفلسطينيون بلغة واحدة حول ما هي أولوياتنا، فالتحرير أولوية ولكن ما هو السبيل لذلك، والأمن أولوية ولكن كيف نصل إليه، والانتخابات أولوية ولكن كيف نعمل على إجرائها في اقرب فرصة.
وأضاف: إننا نمر بمرحلة صعبة ولدينا اجتهادات متعددة ولا بد من الوصول إلى قواسم مشتركة حولها لتحديد الحكومة الأنسب والأصلح.
وأوضح أن المشكلة ليست في الحكومة أو رئيس الوزراء كائنا من كان، ولا يجب أن نشغل أنفسنا بالحديث عن الحكومة.
وأكد أبو علاء: أن الاقتتال الفلسطيني من المحرمات والحرب الأهلية من المحرمات والدم الفلسطيني على الفلسطيني حرام، ويجب أن نعمق الحوار بيننا.
وتحدث أبو علاء عن الظروف الصعبة التي تلف عملية السلام رغم خبرته الطويلة في التفاوض مع الجانب الإسرائيلي وحكوماته المتعاقبة، مؤكداً ضرورة العمل على تشكيل الرأي العام الإسرائيلي والفلسطيني كي يساعد في إنضاج العملية السلمية، مشيرا إلى المبادرات التي تجري رغم أنها غير رسمية لكنها تساهم في توفير أجواء الحوار.
وأكد قريع تمسك السلطة الوطنية بخطة خريطة الطريق، مشيرا إلى أن قوتها تكمن في القوى التي تبنتها والتي تقف وراءها وليس فقط في محتواها.
وقال: إن خريطة الطريق تواجه عقبات شتى أساسها الجانب الإسرائيلي لكنها لم تمت وما زالت موجودة ويجب علينا أن ننشطها ولذلك يجب أن نتحاور جديا على وقف لإطلاق نار متبادل ونحن مستعدون لذلك وعليهم ألا يضعوا ويصنعوا العراقيل أمام هذا الهدف من خلال سياسة هدم البيوت واجتياح المدن والقرى والاغتيالات والاعتقالات والإغلاق والتشريد اليومي.
وأثنى رئيس الحكومة الفلسطينية على صمود أبناء الشعب الفلسطيني المناضل الذي أثبت منذ مطلع القرن الماضي، تمسكه بحقوقه الثابتة المشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية بما فيها إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف..
وأضاف أقول لشعبنا الصامد: إن نضالنا هذا سوف يتكلل بالنجاح نتيجة تضحيات أبطالنا الشهداء والأسرى.
وكان قريع تسلَّم مهام منصبه كوزير للإعلام بالإنابة خلال لقاء جمعه مع وزير الإعلام السابق نبيل عمرو في مقر الوزارة في رام الله بحضور عدد من كبار مسؤولي الوزارة.وأوضح رئيس الوزراء أهمية وزارة الإعلام ودورها، وقال: إن وزارة الإعلام هي وزارة مهمة ولها دور مهم في توعية الناس ونقل همومهم بشكل موضوعي ونقل الحقيقة كما هي.
واستغل قريع هذه المناسبة واصفا قرار اسرائيل إبعاد 18 معتقلا إداريا من الضفة الغربية إلى قطاع غزة بأنه مسعى يستهدف عرقلة أي جهود ترمي إلى إعادة الهدوء في إطار عملية السلام المتعثرة حاليا.
وحذَّر من أن عمليات الإبعاد تهدد بتدهور إضافي في الأوضاع الأمنية.
ودعا أبو علاء مجموعة الرباعية والمجتمع الدولي إلى رفض وإدانة الإجراءات القمعية الاسرائيلية والزام اسرائيل بالتراجع عن قرار الإبعاد.
|