من أهم المعضلات التي نعاني منها على المستوى الرسمي والاجتماعي اختفاء أو تمترس بعض ممن نتحدث إليهم خلف عبارات هلامية وطقوس وإجراءات إدارية مضللة.
يحدثك صاحبك فتجده يستميت ليحيط نفسه بهالة تجعل من المستحيل عليك أن تحدد ملامحه الحقيقية أو حجمه الطبيعي، سيحاول اشعارك انك امام «جبل أشم» سيبهرك الشكل المبالغ فيه، فكل ما حولك من اكسسورات ستحجب عنك رؤية صاحبك على حقيقته وستدخل في متاهة أخرى عندما يبدأ صاحبك في الحديث عن أعماله المميزة وإنجازاته الراقية (الوهمية).
لماذا نصر على أن نبدو أمام بعضنا خلاف حقيقتنا؟ لماذا نصر على تضخيم ذواتنا؟ بل لماذا ندعي تحقيقنا لإنجازات لم تتحقق؟ لماذا لا نكون انفسنا (Be your self)؟.
إن تضخيمنا لذواتنا وإنجازاتنا مرض يكاد يكون استوطن بيوتنا ومؤسساتنا، دعونا نخلع الأقنعة ليرى كل واحد منا الآخر على حقيقته، دعونا نتحدث عن واقعنا الحقيقي دون تزييف.
وهنا لابد أن أؤكد أن حديثي هذا لا يعني على الاطلاق أن نقزم ونقلل من شأن إنجازاتنا.
فقط دعونا ننظر إلى أنفسنا ومنجزاتنا نظرة واقعية عقلانية مجردة.
(*) كلية المعلمين بالرياض
|