نهضة شاملة وانجازات متواصلة
المهندس خالد بن صالح المديفر (*)

عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود تميز بالإنجازات والعطاءات الكبيرة على كافة المستويات. وقد تكاملت واستكملت في عهده حفظه الله كافة مقومات البنية الأساسية لمتطلبات الحياة في جميع نواحيها ولأن الإنسان في هذا البلد محط اهتمامه الأول حفظه الله منذ توليه أول وزارة للتعليم في المملكة فقد تسارعت قفزات بناء وتطوير المؤسسات التعليمية في كافة المراحل للبنين والبنات وفق متطلبات خطط التنمية واحتياجات سوق العمل كما أصبح لبعض القطاعات الخدمية مرافق تعليمية متخصصة كما شهد قطاع الخدمات الصحية تطوراً كبيراً وتحقق للمملكة العديد من الإنجازات الطبية وأصبحت مستشفيات المملكة تضاهي أفضل المراكز الطبية العالمية كما تم ربط عدد من القطاعات العلاجية بالمملكة بأكبر المراكز العلاجية العالمية من خلال ما يعرف بالطب الاتصالي حيث أشرف حفظه الله على تدشين تلك القنوات بنفسه ومن خلال متابعة تعبر عن حرصه الأكيد للوقوف شخصياً على تنفيذ المشاريع والأفكار المتميزة لتطوير هذا المرفق الهام وفي قطاع الكهرباء استكملت على خارطة المملكة شبكة طويلة من خطوط الكهرباء لتصل إلى أبعد قرية وهجرة حيث أسهمت هذه الشبكة في توفير وسائل الراحة والرفاهية للمواطن والمقيم كما في مجال الاتصالات الذي شهد توفير الخدمات الهاتفية الثابتة والمتنقلة لكل راغب الحصول عليها في جميع أرجاء المملكة. يساند ذلك شبكة حديثة وطويلة من الطرق البرية ربطت أرجاء الوطن فكان لها إسهام كبير في التواصل الاجتماعي وخدمة الأهداف الصناعية والتجارية. كما شهدت مناطق المشاعر أضخم إنجاز في توفير الطرق والجسور والأنفاق التي اخترقت الجبال لتسهيل التنقل للحجاج والمعتمرين. كما شهد عهد خادم الحرمين الشريفين تطوير المواني البحرية وتشغيل خطوط مباشرة مع بعض الدول المجاورة لتسهيل حركة التنقل والبضائع وتخفيف الضغط على المواني الأخرى الرئيسية. كما جرى تطوير عدد من المطارات ورفع قدرتها الاستيعابية لتتماشى مع حركة النقل المتزايدة كما بدئ في عهده حفظ الله التفكير الجدي ووضع الأهداف لتطوير وتعميم سكك الحديد لربط شرق المملكة بغربها وجنوبها بشمالها وبين المشاعر المقدسة.. كما كان للصناعة والصناعيين نصيب وافر من هذا الاهتمام تجلى من خلال إنشاء المدن الصناعية وتطويرها وقيام صناعة ضخمة متعددة ساهم في تطويرها قيام الدولة بإنشاء صناديق الإقراض والتسهيلات والإعفاءات والامتيازات التعدينية ومنح الأراضي لإنشاء المصانع وتطوير الخدمات المساندة لهذه القطاعات .. وحظيت الزراعة أيضاً بالقروض والمنح والرعاية حتى غطت المساحات الخضراء مساحات شاسعة من المناطق الصحراوية وتعددت المحاصيل الزراعية وتنامت الثروة الحيوانية والسمكية. وتحقق لبلادنا الاكتفاء الذاتي لكثير من المحاصيل والمنتجات الزراعية والحيوانية بل تعدى ذلك إلى التصدير .. ومن خلال صناديق الإقراض العقارية تحقق لجميع مدن وقرى بلادنا توسع عمراني تجاوز الخطط والتوقعات المرسومة فأضاف ذلك نمطاً معيشياً مميزاً للأسرة السعودية .. ولعلنا في هذا السياق الذي لن نتمكن من خلاله على تسليط الضوء لكل إنجازات الفهد أن نؤكد أن من أبرز الجهود التي سجلها التاريخ بأحرف من نور لخادم الحرمين الشريفين تنفيذ مشروع توسعة الحرمين الشريفين وتطوير المناطق المحيطة بهما حيث تعتبر هذه التوسعة أكبر توسعة شهدها الحرمان الشريفان على مر العصور وهو إنجاز تاريخي مشهود أضاف له خادم الحرمين الشريفين تطويراً لمصنع كسوة الكعبة المشرفة وإنشاء مطابع ضخمة لطباعة القرآن الكريم.فجزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الذي اتخذ من خدمة الحرمين الشريفين لقباً يتشرف به خير الجزاء على جهوده وإنجازاته وعطاءاته التي أخلص فيها لخدمة دينه ووطنه ومجتمعه وأمته الإسلامية العربية.