الكوليسترول وأمراض القلب والشرايين

لعل التطور الذي لحق بأنماط الحياة والتغيير الذي طرأ عليها مما أضفى عليها الكثير من الاختلافات في عادات وأنظمة الغذاء للفرد ومما لا شك فيه أيضاً أن التطور التكنولوجي والتقنيات الحديثة قد كان لها أعظم الأثر في الآونة الأخيرة لاضطراد وازدياد أمراض القلب والشرايين وكذلك ارتفاع ضغط الدم بما في ذلك من آثار ضارة على الجهاز الدوري للقلب وعلى الشرايين التاجية أيضاً والتي تقوم بتغذية عضلة القلب.
ومن أهم العوامل المسببة لأمراض شرايين القلب والتي تعرف بعوامل الخطورة والتي تشتمل على:
* سن المريض «عمره» * مدخن - غير مدخن * ارتفاع في ضغط الدم * الاصابة بالسكري. ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم * وجود تاريخ عائلي للاصابة المبكرة بأمراض الشريان التاجي للقلب أو الوفاة المبكرة.
ومن أعراض تصلب شرايين القلب الشعور أحياناً بالاجهاد وصعوبة بالتنفس مع أقل مجهود علاوة على آلام بالصدر وكذلك عدم انتظام ضربات القلب وكثير من الأمراض الأخرى وخصوصاً إذا وجدت احدى عوامل الخطورة والتي سبق الاشارة إليها.
هذا ويلعب الكوليسترول بالدم دوراً هاماً في تحديد احتمالات الاصابة بأمراض القلب ولعل هذا الموضوع يحملنا إلى محاولة معرفة بعض من المعلومات حول ما يعرف بالكوليسترول.. والكوليسترول في ظاهره يحمل تناقضاً فالكل يحتاجه ولكن كميات كبيرة منه قد تورط في مشاكل أكبر.. وهو مادة دهنية لها دور أساسي في بناء الخلايا الجديدة وفي انتاج هرمونات ضرورية للجسم ويمتص الدم مادة الكوليسترول والدهون من المعدة والأمعاء وتنتقل معظم كمية الدهون إلى الخلايا الدهنية وينقل الكوليسترول إلى حيث الحاجة له أما ما يفيض عن هذه الحاجات فيسحب إلى الكبد الذي يحوله بدوره إلى كوليسترول ويعيده إلى مجرى الدم ولا يجب أن يتعدى مستوى الكوليسترول في الدم نسبة محددة وإلا أصبح الشخص أكثر عرضة لأمراض القلب والشرايين.
ويعد الكوليسترول ذو البروتين المنخفض الكثافة والمعروف باسم (LDL) من أهم أنواعه حيث إن انحفاض مستواه بالدم يقلل من احتمالات الاصابة بأمراض الشريان التاجي مع العلم أن ارتفاع نسبته بالدم يعد النواة الأساسية لعملية تصلب الشرايين حتى في الأعمار الصغيرة ويعتبر تصلب شرايين القلب من أهم أمراض القلب التي يجب تناولها والتوعية بطرق وأسباب وكيفية الوقاية والعلاج منها. فالآن تتصدر أمراض القلب عموماً قائمة الأسباب الرئيسية للوفيات حيث إنها المسبب الرئيسي للوفيات لربع سكان العالم في الدول النامية والمتقدمة.. وفي المملكة العربية السعودية فإن أمراض القلب تأتي في المرتبة الثانية لأسباب الوفيات.. وللوقاية من أمراض تصلب شرايين القلب فيمكن تحقيق ذلك عن طريق عدم الإفراط في تناول الدهون في الطعام والتي من أهمها الدهون المشبعة والتي تزيد فيها نسبة الكوليسترول حيث إن تصلب الشرايين المغذية لعضلة القلب يحدث نتيجة لترسب وتراكم الكوليسترول في المقام الأول اضافة إلى عوامل الخطورة والتي سبق الاشارة إليها ولذلك وجب اتباع نظام غذائي سليم حتى نقي أنفسنا وقلوبنا.
ولا اختلاف أو جدال في أن ممارسة الرياضات بانتظام هي الخطوة الأولى اللازمة لخفض مستوى الكوليسترول وذلك عبر رياضة المشي مثلاً لمدة من 30 - 45 دقيقة يومياً ثلاث مرات أسبوعياً كذلك فإن تجنب العادات الضارة كالتدخين (الايجابي - السلبي) والتوتر العصبي إن أمكن مع التأكد في السيطرة على نسبة السكر بالدم عن طريق العلاج المناسب ( بالنسبة لمرضى السكري) وأدوية الضغط ( لذوي الضغط المرتفع) مع الالتزام بالأنظمة الغذائية الصحيحة، أما إذا ارتفعت نسبة الكوليسترول بالدم فيلزم ذلك الرجوع إلى الطبيب لمتابعة الحالة ووصف العلاجات والعقاقير الطبية التي تعمل على تقليل نسبته بالدم.