دقة التشخيص هي الباب الأول في تحديد نوع المرضى ورسم طريقة التعامل معه، وان قلة الدقة من شأنها أن تهدم حياة مريض لا قدر الله عن طريق رسم طرق مختلفة للعلاج قد بنيت على تشخيص خاطئ أو منقوص.
وفي هذا الإطار.. جاءت سيدة سعودية تعاني من آلام مبرحة بعظام الجسم وكذلك تعاني من جميع أعراض الهشاشة علاوة على أنها ذات تاريخ مرضي مع الفشل الكلوي وكانت إحدى المراجعات لدى قسم الغسيل الكلوي بإشراف من الدكتور كمال عكاشة رئيس وحدة الغسيل الكلوي ولما كانت المريضة تجري عملية الغسيل بصفة منتظمة بالمستشفى قد رأت ان تعرض نفسها بما تعاني منه وأصبح مؤرقاً لها لدرجة بات معها السكوت أمراً لا يحتمل وبعد ان عرضت متاعبها على مجموعة الاستشاريين قرروا إجراء الفحوص الدقيقة والمتخصصة التي تم تحديدها بناء على مجموعة من شكواها.
وبإجراء الفحوص اللازمة لها تبيَّن وجود انخفاض ملحوظ في مستوى الكالسيوم بالدم وكذلك ارتفاع في مستوى هرمون الغدة الجاردرقية إلى حوالي عشرين ضعف النسبة الطبيعية له. وباستكمال الفحوصات المتخصصة لها بما فيها المسح الذري للغدد الجاردرقية قد تبين وجود تضخم بالغدد الجاردرقية بالرقبة ومن ثم تم تشخيص الحالة على أنها تضخم ثانوي بالغدد الجاردرقية يؤدي إلى نقص الكالسيوم بالجسم وكذلك يؤدي إلى هشاشة العظام.. هذا وقد تم تجهيز المريضة لإجراء التدخل الجراحي الدقيق الذي أجراه الدكتور مسعد محمد البحري رئيس أقسام الجراحة بالمستشفى حيث قام باستئصال جميع الغدد جاردرقية المتضخمة بعد استكشاف أماكن وجودها بدقة بالرقبة وقد تبع ذلك فحص للغدد المستأصلة باثولوجياً وتم التأكد بصفة نهائية من وجود تضخم خلوي بالغدد الجاردرقية.. وبعد إتمام الجراحة شعرت المريضة بتاج الصحة الذي قد حرمت منه لأمد طويل وشعرت بدرجات التحسن الواضحة إلى ان اختفت تماماً ونهائياً حالات الشعور بالألم المبرح الذي كانت تعاني وتشعر به في عظامها يرجع هذا لعودة نسبة الكالسيوم ونسبة هرمون الغدة الجاردرقية إلى طبيعتها بالجسم.
| 
