اطلعت على ما كتبه الكاتب المعروف عبدالرحمن السماري حفظه الله
في جريدة الجزيرة في عددها 11331 في زاويته مستعجل بعنوان «عنيزة تشبه باريس بالفعل» لكم يعجبني اسلوبك ايها الكاتب الفذ.. فمنذ حقبة من الزمن وانت تسخر قلمك لطرح القضايا الاجتماعية.. وتشكر على هذه الجهود الجبارة.. ففي كل يوم ومع اطلالة كل صباح نستفتح بزاويتك الجميلة كما اني افتقدها يومي الخميس والجمعة.. فأصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتي اليومية.. ولا ابالغ ان قلت ان زاويتك هي نسيج وحدها.. واني اقدر هذا الجهد والعمل المتواصل المتدفق بالحماس.. لقد استطعت بزاويتك ان تأسرني وان تجذبني بمجرد رؤية العنوان.. اتمنى من الله العلي القدير أن يمد في عمرك ويعطيك الصحة والعافية حتى نرى المزيد من عطائك المتميز وعقلك المستنير بطرح مؤصل واسلوب رائع على الرغم من عتبي عليك في استخدام بعض الكلمات غير اللائقة في بعض كتاباتك.. لكن نقول لكل جواد كبوة.. اقول لك ان كانت عنيزة تشبه باريس فانا عندما اكون بين احضان عنيزة يتملكني احساس غريب اهل عنيزة يتصفون بالطيبة والكرم وحسن الخلق والسماحة ولين الجانب.. لقد خرجت لنا عنيزة جهابذه من رجالات العلم والمعرفة امثال الوالد الدكتور عبدالعزيز الخويطر امد الله في عمره ومن الادباء امثال الوالد عبدالله القرعاوي شفاه الله وعافاه ومن العلماء امثال شيخنا رحمه الله واسكنه دار القرار الوالد الشيخ عبدالرحمن بن سعدي والوالد الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة والمجال لا يتسع لذكر ادباء عنيزة ومثقفيها ومفكريها وفنانيها ولو كان ذلك لتتطلب مني صفحات وصفحات لذكرهم.. اما شياكة اهل عنيزة فأقول هم اهل الشياكة واهل الابتكار والتجديد فهم منبع الجمال والذوق.. على الرغم انني لا انتمي الى عنيزة ولا الى منطقة القصيم.. لكن محبة عنيزة ومحبة اهلها وضعها الله في قلبي منذ أن فتحت عيني على الدنيا وسمعت بذكرها.
مهما تكلمت عن عنيزة لن اوفيها حقها ولكن يكفي ان اقول.. احب عنيزة واهل عنيزة وتراب عنيزة وليالي عنيزة وضباء عنيزة.. اسعد حين اعيد شريط الذكريات الى الخلف فأتذكر الاحبة الذين رسموا على لوحة الايام بقاياهم ثم رحلوا والاحباب الذين مازلنا نرصدهم بمناظر الايام.. ثم نتفاجأ بريح تعصف بحياتنا.. حينها.. نرى اوراق عمرنا تتطاير في سماء الوداع تتطاير كما لو كانت طيوراً انها اوراق عمرنا التي نعيشها اللحظة تلو الاخرى.. في ثرائها دفنت اغلى احبابي وتحت سمائها عاشوا اعز أهلي وناسي.. ومن مائها ارتويت حتى طفا لهيب الشوق من وجدي عليها.. صفحات الايام تقلب صفحة تتلوها صفحة اخرى ويشعر ذلك القلب المودع بمرارة الفراق ولكن امل اللقاء يطرق باب قلبي لارتمي بين احضان عنيزة في اقرب وقت وعلى احسن حال نعم انها دعوة لكل سائح ولكل عاشق لوطنه ولكل من يعاني من «كتمه» او طفش او ضيقة صدر.. ان يزور عنيزة.. ويستمتع بأفضل الاجواء العامة.
سعد بن عبدالله بن عبدالعزيز / الرياض
|