Saturday 18th october,2003 11342العدد السبت 22 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رحم الله بكر الشدي رحم الله بكر الشدي
د. شافي الدامر / أستاذ العلوم السياسية المساعد جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

لم نتقابل تحت أضواء الكاميرات أو في دهاليز المسرح.. بل التقينا في أروقة جامعة بريطانية عريقة؛ في جامعة درم عرفت بكر الشدي؛ بكر الطالب؛ بكر الزميل؛ بكر الصديق؛ بكر الانسان..
وكأنه كان هناك اتفاق ضمني بين بكر وزملائه على وجوب تغييب شخصية بكر الفنان عن شخصية بكر طالب الدكتوراه؛ أو هكذا توالت الأمور بكل عفوية. لم أحس يوما من الأيام ان بكر كان «أو هو بالفعل» ذلك الممثل المشهور، وفي حقيقة الأمر أنني «وكبقية زملائنا» لم أعرف «أو أحاول أن أتعرف على» الجانب الفني في شخصية بكر عن قرب، بل عرفت بكر كما هو؛ زميل دراسة وأحد الأصدقاء المحببين للنفوس.
كان نعم الزميل ونعم الصديق، كان صادقاً في كل شيء، قريباً من زملائه ومحبباً لديهم كافة. وكان رحمه الله بسيطا في كل شيء، في تصرفاته وفي معاملاته، حتى في انجاز معاملاته المعيشية كطالب. على سبيل المثال، أذكر أنه بعد ان واجهته مشكلة معينة تتعلق بمصدر بعثته الدراسية، ألح عليه بعض الزملاء ان يطلب الشفعة من بعض المسؤولين الذين «في اعتقاد زملائه انهم» لن يترددوا لحظة واحدة في مساندته. ولكن بكر حتى في مرحلة الأزمات الشخصية كان بالفعل بسيطاً، لقد كان رده على إلحاح زملائه:«سوف تتحسن بإذن الله الأمور: حالنا من حال غيرنا».
في فترة امتدت الى أكثر من أربع سنوات كان بكر يكافح بكل جدية كطالب محترف يسعى الى اكتساب المزيد من علوم المعرفة في مجال تخصصه. كان يبادل زملاءه كل الود والاحترام. بروح مميزة عرفنا بكر وبروح عالية أحزننا فقدان بكر: بكر الطالب، بكر الزميل، بكر الدكتور، بكر الانسان.
في جنة الخلد يا أبا فيصل.
{إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.
عزائي لوالدته ولإخوانه: ابراهيم وعبدالله وأحمد ومحمد وعبدالعزيز وخالد.
والى أبنائه: فيصل ومعتز ومها ووالدتهم.
والى كافة الشدي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved