في هذا الزمن بالذّات ومع كثرة الضغوط النفسية وتغيّر مسار الحياة اليومية نحتاج إلى البسمة نزرعها على شفاهنا لأنها تشعل القناديل في ليالينا الحالكة.. وبما أننا بشر قد نرتمي أحياناً في أحضان الحزن فلا بد لنا من الابتسامة لكي تخفف وطأة الحزن وتحيله إلى أشلاء.
إنّ عالمنا اليوم شائك بالهموم ومحمّل بالغموم فضاعت البسمة بين الشفاه، بل تاهت تلك الابتسامة في صحراء جدباء قاحلة لذلك لا بد أن نعيدها إلى مرفئنا ونزرعها على شفاهنا ونداوي بها جراحنا لتكون رفيقنا الدائم في حياتنا.
إننا بحاجة إلى الابتسامة في زمن ابتزاز المشاعر واختطاف الأحلام وتدني مستوى الوفاء لأنها ببساطة طمأنينة للنفس وزوال للخوف وطبٌ للقلب.. آه منك أيها الزمن إنك تسافر خاطفاً معك كل ابتسامة نحن بحاجة ماسة لها فترمي بها عرضاً ونسيت أيها الزمن أن تلك الابتسامة فيضان بلا ميعاد ليسقي الأرض العطشى ويجعلها خصبة.
ألم تعلم أيها الزمن أن شريط الابتسامة يعزف على أوتار السعادة نغمات الفرح؟
ألم تدرك أن هذه الابتسامة تزيل غيوم الأسى من قلوبنا وقلوب الآخرين؟
إن للابتسامة مفعولها السحري في إزالة الخلافات وزرع المحبة بين الناس ويكفي قول الحبيب المصطفى - صلَّى اللَّه عليه وسلم - «تبسُّمك في وجه أخيك صدقة».. فهل هناك صدقة أفضل من تلك الابتسامة.
إن للابتسامة تأثيراً عميقاً على النفس وعلى الوجدان، بل لها ايقاع متناغم على وتر الضمير.. إنها صفة ملازمة للروح الشفافة، بل هي زهور تملأ القلب برياحين الحب فلا بد أن نبتسم ونزرع البسمة على شفاه من حولنا ونرسم بها شفقاً نورياً للغد المقبل.
كم آمل أن أرى تلك الابتسامة التي ما زلت أبحث عنها مرسومة على وجوه الجميع، لتكون انساً للنفس ومحضناً للحب وملمساً للحنان.. فما أروع الابتسامة فهل نزرعها على شفاهنا دائماً لنفوذ بالجولة ونكسر روتين الحياة وهمومها ونتغلب عليها؟ آمل ذلك «فابتسم تبتسم لك الحياة»!!
|