مواجهة الحقيقة مهما كانت قاسية أولى الخطوات الصائبة لتصويب الأخطاء التي قادت الأمة الى ما هي عليه الآن والتي تظهرها الحقيقة مبرزة الواقع المأسوي للأمة الاسلامية.
والمواجهة الحقة والفهم الصحيح الى ما تشير اليه الحقيقة للانطلاق الى اصلاح حال الأمة هي المواجهة الصادقة لأخطائنا ومعالجة الأفعال التي أوصلتنا الى الحالة الراهنة التي تعيشها أمتنا الاسلامية التي كان أبناؤها يأملون ويتوقعون أن يسهم قادتها من خلال مؤتمر القمة الاسلامي العاشر في وضع حلول ناجعة لمعالجة الحالة المأسوية التي تعيشها الأمة، ولأن الحلول لا يمكن أن تكون سحرية وعاجلة، فإن قادة الفكر والرأي والسياسة في العالم الاسلامي كانوا يأملون من قادتهم ان يضعوا البدايات العملية وأسس المعالجة العلمية لتصحيح الأوضاع الراهنة الى الأفضل.
ضمن هذا التوجه ووفق هاجس البحث عن بداية عملية لمعالجة تراكم الأخطاء، جاء خطاب الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أمام مؤتمر القمة الاسلامية، معبراً عما يشعر به المسلمون كافة، ففي شفافية تامة، وصراحة مطلقة شخَّص الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الأزمة التي تمر بها الأمة الاسلامية وأنها تكمن في خلل فكري وخلل اقتصادي وخلل سياسي يتطلب التعامل معها شجاعة وحكمة واستذكاراً دائماً لقوله تعالى: {إنَّ اللّهّ لا يٍغّيٌَرٍ مّا بٌقّوًمُ حّتَّى" يٍغّيٌَرٍوا مّا بٌأّنفٍسٌهٌمً}.
هذا التشخيص الصادق وبالذات المتعلق بالخلل الفكري النابع من أداء الغلو وما يؤدي اليه الغلو من تطرف، وما يقود اليه التطرف من ارهاب، فدين الله بريء من الكراهية.. بريء من الارهاب.. انه دين الرفق والرحمة والتسامح، ويجب ألا نسمح لشرذمة قليلة منحرفة من الارهابيين بالاساءة الى الاسلام وتشويه صورة المسلمين.
بمثل هذا الوضوح والتحديد يشخِّص الأمير عبدالله الداء الذي ينخر في جسم الأمة.. والذي أدى الى احاطة العالم الاسلامي بسياج من العداء والاستهداف وصل الى حد استباحة الأراضي الاسلامية، مما يستوجب أن نعالج أخطاءنا ونصلح أنفسنا.
نعالج الخلل الفكري بمواجهة الغلو ومحاربة الارهاب بالفكر النيّر والكلمة الصادقة.
ونعالج الخلل الاقتصادي بالعمل على دفع التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول العالم الاسلامي، واطلاق الاصلاحات والاستثمار الجيد للثروات التي يزخر بها العالم الاسلامي.
ونعالج الخلل السياسي باطلاق الاصلاحات وتطوير المؤسسات السياسية من خلال إتاحة المزيد للمشاركة الشعبية واللحاق بركب التطور الذي أصبح سمة العصر الحديث.
|