واستعرض هنا في هذه الوقفة، عن الانتساب في الجامعة، لاستكمال الحديث الذي بدأته في الحلقة الماضية، وأبدأ باستعراض المنهج المعجز الثقيل، الذي تطالب الطالبة استيعابه ودرسه، بينها وبين نفسها في فترة دراسية، لا تزيد على ثلاثة أشهر، كل شهر مدته بعد التصفية عشرون يوماً بالقسطاس.!
* إذاً الكتب المقررة على المنتسب هي:
1- مقدمة في علم المعلومات، كتاب صفحاته «370» صفحة.
2- المدخل إلى دراسة المجتمع السعودي .. «369» صفحة.
3- في الخدمة الاجتماعية، عدد الصفحات للمقرر «488».!
4- علم الاجتماع ريفي.. عدد الصفحات «438» صفحة.!
5- علم الاجتماع بدوي.. صفحاته «237» صفحة.
6- أسس علم النفس التربوي.. صفحاته «451».!
7- بناء المجتمع الإسلامي ونظمه، عدد الصفحات «344».!
8- تاريخ الفكر الاجتماعي، عدد صفحاته «464»..
* أما هذه المقررات، فهي في سوق تجارية، لا علاقة للجامعة بها، وليس ذلك فحسب، بل ما هو أسوأ، أنها مصورة مستوردة، وقيمة الكتاب لا تقل عن أربعين ريالاً، ورأيت في سمستر العام الدراسي الماضي، أن ثمة كتباً، لمؤلفين محليين من إخواننا الدكاترة، وضعت قيمة الكتاب ستين ريالاً للنسخة، وليس عند المضطر، لا خيار ولا فقوس.. ورأيت طمساً في صفحات كتاب: «تاريخ الفكر الاجتماعي»، وهو مصور ومستورد من الاسكندرية.! وأتساءل، وما أكثر تساؤلات صاحب الحاجة، لماذا لا يحمي الطالب والطالبة من قبل الجامعة التي ينتسبون إليها؟.. والجامعة التي تتقاضى ثلاثة آلاف ريال، لقاء انتساب لمدة «15» يوما، لماذا لا تفضل الجامعة، وتحنو على طلابها وطالباتها، فتوفر لهم الكتب المقررة، من الثلاثة آلاف ريال، الرسوم التي يدفعها كل فرد منتسب إلى الجامعة، وهل معقول، أن يكون دوام مسائي لمنتسب، يتنقل بين ردهات الجامعة العريضة وقاعات المحاضرات، فتيان وفتيات، ويكلفه، ويكلفها كل ليلة «200» ريال، ولا تتكلف الجامعة، لا نقلاً، ولا تأمين كتب ولا علاجا.. إلخ.!
* هذا هو التعليم المتاح اليوم.! ولعلي أعود إلى معالي الدكتور أسامة طيب، بعد انقضاء الصيف ونفاد اللبن، إن صح أننا حصلنا على شيء منه: أين يا سيدي الإصلاح والتحسن والمعالجة!؟
* إن هذه الكتب المتلتلة الثمانية، التي تبلغ صفحاتها، نحو ثلاثة آلاف، كيف يهضمها الطالب والطالبة في ثلاثة أشهر، أي بمعدل «33» صفحة كل يوم، بما في ذلك الليل وأيام الجمع، في علوم شتى!؟.. ولماذا: علم اجتماع ريفي، وعلم اجتماع بدوي، وعلم اجتماع سعودي!؟ أليس هذا التكديس المترف، فوق طاقة الطالبة والطالب.. الحق إنه منهج جزافي - عشوائي -، قرر كيفما اتفق.! فهلا يدرك ساداتنا في الجامعة إن الإنسان طاقة محدودة، وأننا إذا أردنا أن نطاع، نسأل أولاً ما يستطاع!؟
* أليس التعليم، الذي يشرف عليه دكاترة عالميون ومقتدرون ومسؤولون، يدركون مساحة وحجم ما يقررون ويختارون أليس من الأمانات؟، أم أن الأمر لا يعنيهم.! ونسأل الجامعة وقيادتها ورجالاتها ونقول لهم: اتقوا الله في أمانتكم، وأنكم محاسبون.. والله المستعان.!
|