Saturday 18th october,2003 11342العدد السبت 22 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نهارات أخرى نهارات أخرى
وعن نشر ثقافة حقوق المرأة!
فاطمة فيصل العتيبي

** من ذا الذي يبتئس من انتشار ثقافة حقوق الإنسان.. ومن هو ذاك الذي يفتقد الوعي والمنطق ويرفض ما يبلغه الخير من أي جهة جاءت.. ومن هو الذي لا يفرح بأن يمنح حقوقه تحت أي منهجية وأي وسيلة فالغايات هي الأسمى وهي المنظور إليها في قيم حقوق الإنسان في مختلف الأديان والمواثيق..
** غير أننا مجتمع ارتضينا الإسلام دينا ولا نريد له تبديلا.. وعلى قناعة كاملة بثراء تشريعاته وقوانينه وقدرته على مسايرة العصر وتفهم روح الاختلاف عبر اجتهادات الثقات بين العلماء الذين يملكون القدرة والتأهيل الكافيين للاجتهاد حسبما المستجد الذي لا نص يدل عليه..
فإنه يستفزنا الارتكان إلى محاسبة المجتمع وتعاملاته وفق اتفاقيات عالمية لم نساهم كمسلمين في وضع بنودها.. ويتم تجاوز وتناسي الرجعية الشرعية البائنة جداً فيما يخص مكفوليتها لكافة حقوق الفرد ذكراً أو أنثى وكذلك حقوق المجتمع وتعاملاته مع المجتمعات الأخرى بمختلف وتنوع ثقافاتها ومذاهبها وتياراتها..
** إنني أدعو أساتذة الجامعات المهتمين بالموضوع وذوي التخصصات الشرعية لوضع أجندة للحقوق والواجبات المكفولة في الإسلام للفرد والمجتمع واستخلاصها وجدولتها وتبسيطها وربطها بواقع التعاملات اليومية بكافة أشكالها الاجتماعية والاقتصادي والثقافية والسياسية.. والإشارة إلى ما يتفق فيها مع مواثيق منظمات حقوق الإنسان..
لتستحيل إلى وثيقة تقترب وتمس الثقافة الشائعة للأفراد حسب اختلاف مستوياتهم التعليمية والاجتماعية. وفي ذلك نشر لإيجابيات الإسلام والقوانين الشرعية التي حفظت الكليات الخمس للإنسان وحمتها حماية كاملة وفرضت العقوبات على التعدي عليها..
** وفيما يخص المرأة تحديداً..
كمعول عليها في الجانب الاجتماعي.. حيث تبدأ وتنتهي إليها كل الشؤون الاجتماعية والأسرية فإنه لا ثمة رجل عاقل يسعد بأن تكون زوجته جاهلة بحقوقها الشرعية.
والمؤمن القوي خير من الضعيف.. والجهل ضعف.. والعلم والمعرفة قوة يستمد منها الفرد قدرته على أداء رسالته في الحياة كل وفق ما خلق إليه وما رسم له من دور يتناسب مع طبيعته..
ماذا لو كانت المرأة تجهل المسائل المتعلقة بالمواريث والولاية والوصاية. كيف ستأخذ حق أطفالها بعد رحيل والدهم عن الحياة الدنيا..
وماذا لو فهمت المرأة أن الأنوثة معادل للضعف والاستسلام والخنوع فكيف للنساء أن يعوضن غياب الرجل في بيوتهن لعمل أو مرابطة أو سفر.
** ما من رجل مسلم معتداً بدينه واثقاً من نفسه متفهماً لمقاصد الشريعة في القوامة والتميز عن المرأة بدرجة واحدة.. يقبل بأن تكون زوجته وأم أبنائه وشريكة حياته بكل احتمالات التقلب في مسارها.. أن تكون امرأة ضعيفة تنفر وتجهل وتكش من التعامل مع الرجال في الضرورات فقط لأنها امرأة حتى وطفلها يموت أمامها فتتعثر حتى في القدرة على وصف منزلها للإسعاف.
هي تفاصيل صغيرة.. لكنها تدل على أن بعض الأفراد لا يهيئون المرأة لكي تقوم بدور جدير ومأمون في الحياة حتى في أحلك الظروف..
وتشكيل قدرات المرأة ومهاراتها وثقتها بدينها وكرامتها فيه هي مناطة بقدر معرفة المرأة لحقوقها الشرعية.. التي تستند عليها في تربية أبنائها وسط حشد عظيم من التغيرات والتداخلات الثقافية واحتمالات تهدد الهوية بالتلاشي..
** إن الدعاة والمصلحين وأئمة المساجد وخطباء الجمعة مسؤولون مسؤولية كاملة عن نشر ثقافة حقوق المرأة الشرعية.. وتحويلها إلى ثقافة مشاعة لا تحتاج إلى إثارة لكن هذه التساؤلات التي يتداخل فيها الورد بالشوك.. وتتوه فيها النية الصالحة مع النية السيئة.. ويلزمهم في هذه المرحلة بالذات أن يؤازروا المرأة ويدعموها بتوعية الرجال بحقوق النساء عليهم أمهات وزوجات و أخوات وبنات وجزء من المجتمع والحياة.. فلقد أغرق كثير من الدعاة والمصلحين والخطباء عقول النساء بواجباتهن وما يفترض أن يؤدينه تجاه الرجل والمجمع.. وهذا جيد.
لكن بعضهم يتغافل عن التركيز على حقوقهن والتوعية بذلك بشكل جاد ودائم والأمر يتعلق بصلاح ثقافة المجتمع.. فالمجتمع بكل فئاته جبل على رفض ظلم المرأة أو ضيمها.. ولكن ممارسات بعض الأفراد تفتقر إلى هذه الجبلة وعدم وعي بعض النساء ذوات الظروف الخاصة بحقوقهن جعلهن يعانين من ظلم بعض الأفراد فيعممن صفة الظلم على المجتمع بل وعلى القوانين الشرعية والنظر إليها على أنها تقتصر عن معايشة مستجدات أوضاع المرأة.. وهذا الأخير ناتج عن ضعف آليات تطبيق الأحكام القضائية الخاصة بالمرأة وضعف متابعتها.
** وطالبت قبل عام المتخصصات بالعلم الشرعي أن يقتحمن ساحة الحديث عن حقوق المرأة ويجتهدن في تثقيف اخواتهن المسلمات بواجباتهن وحقوقهن عبر الصحف والمنتديات وفي الإذاعة.. وذلك لتنشأ فتياتنا وهن معتدات وفخورات بحجم المكانة وتلمس الهموم وحفظ الكرامة التي تميزت فيها حقوق المرأة في الشريعة.. فينظرن إلى أسلوب حياتهن الإسلامي نظرة الفخر والزهو..
** وفي إشاعة ثقافة حقوق المرأة الشرعية وجدولتها حسب مناحي الحياة.. سداً لمسارب المياه الملوثة.. واتخاذ هذا الجانب ذريعة للتطاول على المجتمع وثقافته..
** وليس ثمة ما يعين على إشاعة المفاهيم وجعلها تتخذ كصيغة واقعية قدر ارتكازها إلى المعطيات الدينية الصافية التي يطمئن إليها الناس ويأمنون على نتائجها.. فيقبلون بها وتتحول إلى جزئية يتعبدون عبرها ربهم أكثر..

فاكس: 4530922

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved