** أيام.. ونستقبل الشهر العظيم.. شهر البر والخيرات.. موسم عظيم من مواسم الآخرة نتشوق له ونحسب الأيام قبل دخوله ضيف عزيز غالٍ.. والموفق.. هو من عرف كيف يستثمره ويستثمر هذه النفحات الطيبة المباركة.. والشقي.. من حُرم منها وظن أن رمضان شهر شهوات وعبث واستراحات ومحطات فضائية ولعب وتضييع وقت.
** رمضان.. شهر عمل.. شهر تسابق في الأعمال الصالحة.. شهر التزام.. شهر المسلمين.
** إننا نتذكر في كل عام.. أولئك الأشخاص الذين كانوا معنا في رمضان العام الماضي.. وقد غيبهم الموت عنا اليوم.. أين هؤلاء؟
** ألا نجزم أنهم يتمنون أن يكونوا معنا.. ليس من أجل متابعة المستجدات في الفضائيات ولا للسهرات في الاستراحات ولا للتسدح في النهار والسهر في الليل على العبث.. بل من أجل التزود بالأعمال الصالحة.. ومن أجل استثمار مواسم الآخرة.
** إن لدينا وأمامنا.. مئات الكتيبات الشرعية والكتب الشرعية.. مليئة بالمعلومات عن فضل شهر رمضان المبارك.. تمتلئ بها المساجد والمكتبات.. وهناك مئات الأشرطة الإسلامية.. وهناك عشرات الوسائل الأخرى.. والتي تنبهنا وتحذرنا من التفريط في مواسم الآخرة أو سوء العمل فيها.
** نحن نقرأ ونسمع يومياً فتاوى ونصائح هنا وهناك.. ولكن بعض القلوب مجبولة على التقصير والتفريط والعبث وسوء فهم ما حولها..
** وبعض البشر.. يظل يركض ويلهث ويعبث حتى يقع في لحظة.. ثم يعض أصابع الندم.
** وقد لا ينفع الندم.. لأنه ندم متأخر.
** إن استقبال رمضان أو الاستعداد لرمضان.. لا يتم من خلال الاستعداد لمتابعة برامج التلفاز أو برامج المحطات الفضائية.. واستهلاك كل ما يبث في هذا الشهر.. ولا شهر تسوق وأسواق وتخفيضات وبضائع.. ولا شهر جلب عشرات الأطعمة واللحوم للمنازل.. والتفنن في الوجبات..
** ولا شهر السهر والسهرات والنوم نهاراً.. ولا شهر الضجر والاكتئاب والضيق.. بل هو شهر التسابق للعمل الصالح.. شهر نسعى فيه لاستثمار كل دقيقة وثانية في العبادة.. ونحرص على ألا يصدر منا أي مخالفة أو معصية أو خطأ في هذا الموسم العظيم.
** إن علماءنا وفقهاءنا ودعاتنا وأئمة المساجد.. لم يقصروا.. فقد بلغوا وتحدثوا ونبهوا وحذروا.. ولكن البعض مشكلته أكبر من كل ذلك.
** إن هناك لحظة ندم في هذه الدنيا قبل الآخرة.. وهي عندما يكون الإنسان على فراش الموت ينتظر خروج روحه وتسجيل آخر لحظة له في هذه الدنيا الفانية.. وعندها.. لن يبقى معه سهراته ولا سفراته ولا ملذاته ولا أمواله ولا عبثه.. بل يبقى معه.. عمله الصالح وهو الذي سيتذكره تلك اللحظة الصعبة.. وسيكون أمامه لحظة بلحظة.
** إننا هنا.. مجرد مذكرين.. فلسنا علماء.. ولا دعاة.. ولا فقهاء.. ولا خطباء.. بل نحاول التحذير والتذكير ونقول.. إن رمضان شهر العمل الصالح.. موسم من مواسم الآخرة وليس شهر السهر والبرامج التلفازية.. ولا شهر لعب البلوت.. ولا شهر التسكع والضياع.. ولا شهر الكشتات والتسدح في الاستراحات.
|