Saturday 18th october,2003 11342العدد السبت 22 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مؤتمر القمة الاسلامي العاشر مؤتمر القمة الاسلامي العاشر
ولي العهد في كلمته أمام المؤتمر الإسلامي:
أزمة أمتنا الإسلامية تكمن في خلل فكري واقتصادي وسياسي يتطلب التعامل معها بشجاعة وحكمة
المملكة تقدم صيغة معدلة لتوسيع اختصاصات مجمع الفقه الإسلامي للتصدي لفكر الغلو والإرهاب

  * بوتراجايا - الجزيرة - واس:
استأنف مؤتمر القمة الإسلامي العاشر المنعقد حاليا في بوتراجايا جلساته صباح أمس برئاسة دولة رئيس وزراء ماليزيا محاضير محمدرئيس المؤتمر.
وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني ورئيس وفد المملكة العربية السعودية إلى المؤتمر الكلمة التالية..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين.
دولة الأخ الدكتور محاضير محمد رئيس وزراء ماليزيا رئيس المؤتمر..
أيها الاخوة قادة العالم الإسلامي..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يطيب لي أن أنقل إليكم تحيات أخيكم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وتحيات الشعب السعودي كما يسرني أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى ماليزيا الشقيقة ملكا وحكومة وشعبا على ما لقيناه من كرم الضيافة وحسن الوفادة وما لمسناه من إعداد محكم لهذا المؤتمر.
أيها الاخوة.. إنني أرى أن الأزمة التي تمر بها أمتنا الإسلامية تكمن في خلل فكري وخلل اقتصادي وخلل سياسي يتطلب التعامل معها بشجاعة وحكمة واستذكار دائم لقوله تعالى : {إنَّ اللَّهّ لا يٍغّيٌَرٍ مّا بٌقّوًمُ حّتَّى" يٍغّيٌَرٍوا مّا بٌأّنفٍسٌهٌمً} واسمح لنفسى أن أطرح أمامكم تصوري للحلول المطلوبة انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة».
إن الخلل الفكري نابع من داء الغلو وما يؤدي إليه الغلو من تطرف وما يقود إليه التطرف من إرهاب فدين الله بريء من الكراهية بريء من الإرهاب إنه دين الرفق والرحمة والتسامح ويجب ألا نسمح لشرذمة قليلة منحرفة من الإرهابيين بالإساءة إلى الإسلام وتشويه صورة المسلمين.
إن الرصاصات التي تقتل النساء والأطفال وتروع الآمنين وتخرب المجتمعات لا تنطلق من البنادق بقدر ما تنطلق من فكر منحرف أساء فهم ديننا العظيم ومقاصده النبيلة.
إن الفكر لا يحارب إلا بالفكر والكلمة لا تقاومها سوى الكلمة ومن هنا فإنني أدعو إلى إعطاء المؤتمر الأدوات الفكرية اللازمة للتصدي لفكر الغلو والإرهاب ولتصحيح المفاهيم الخاطئة ولإيضاح الطريق أمام شباب الإسلام وذلك عن طريق توسيع اختصاصات مجمع الفقه الإسلامي الذي أنشىء بقرار تاريخي من هذا المؤتمر وقد تقدم وفد المملكة بصيغة محددة للتعديل المطلوب أرجو أن تحظى بموافقتكم.
أيها الاخوة..
يكمن الخلل الاقتصادي في عجز دولنا عن مواكبة المتغيرات الاقتصادية السريعة التي يشهدها العالم وفشلها في تحرير الاقتصاد بحيث يتمكن من النمو السريع وإيجاد فرص عمل جديدة للملايين من الشباب الإسلامي الذي يدخل سوق العمل كل سنة.
ليس من شأن مؤتمرنا وضع الخطط الاقتصادية لأعضائه ولكنه يستطيع أن يدفع عجلة التنمية إلى الأمام بتشجيع التبادل التجاري بين الدول الإسلامية ورفعه من مستواه المتواضع الحالي إلى المستوى الذي نتطلع إليه جميعا.
وفي هذا المجال يسرني أن أقترح تعزيز الموارد المالية للبنك الإسلامي والمخصصة لتمويل الصادرات بين الدول الأعضاء وضمانها كما يسرني أن أعلن أن المملكة يسعدها أن تكون أول دولة تقدم الدعم المالي لتشجيع التبادل التجاري بين الدول الأعضاء وسوف تبادر إلى الاتصال بمجلس محافظي البنك لبحث تفاصيل هذا الدعم.
أيها الاخوة الأعزاء..
أما الخلل السياسي فيتضح لي في ظاهرتين أساسيتين الأولى هي فشلنا في حل قضايانا السياسية فيما بين دولنا الإسلامية والقضايا السياسية بين الدول الإسلامية وغير الإسلامية والثانية هي فشلنا في التعامل مع الآخر على أساس سليم.
إننا أمة بالسلام لا العنف والتعاون لا المواجهة والصداقة لا الصدام ومع ذلك فالصورة الشائعة عنا لدى الآخرين بعيدة كل البعد عن الواقع.
إننى أقترح على مؤتمركم الموقر تشكيل لجنة مصغرة لا يزيد عدد أعضائها على خمسة من بين رؤساء الوفود تسمى «لجنة السلام الإسلامية» وأقترح أن يوكل إليها بحث القضايا المعلقة بين المسلمين أنفسهم وبين المسلمين والآخرين.
أيها الاخوة..لا بد في ختام حديثي أن أشير إلى قضيتين أساسيتين هما قضية أشقائنا في فلسطين وقضية أشقائنا في العراق.
لا يزال إخواننا في فلسطين يعانون أبشع أنواع الاحتلال المصحوب بالقمع والعنف رغم التزامهم بالسلام خيارا لا رجعة فيه وبخارطة الطريق التي أقرها المجتمع الدولي ولا يراودني أدنى شك أن مؤتمرنا لن يقصر في تقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني حتى يتمكن من الحصول على حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولة الفلسطينيين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كما أننا ندعو المجتمع الدولي للوقوف بحزم مع الشعبين السوري واللبناني في مواجهة أي عدوان إسرائيلي عليهما.
أما أشقاؤنا في العراق فيمرون بمرحلة انتقالية مؤلمة بين نظام سقط وانتهى ونظام لم يبدأ بعد.
إن الواجب يقتضي أن نمد يد العون والمساعدة في ظل مجهود دولي جماعي يمكن العراق من الخروج من محنته ويعود دولة عربية مسلمة حرة مستقلة تضمن لكل أبنائها العيش في سلام ومحبة وتعيش في ظل التعاون والوئام مع جيرانها.
أيها الاخوة.. أشكركم وأتمنى للمؤتمر النجاح والوصول إلى القرارات المطلوبة وما التوفيق إلا من عند الله عليه توكلنا وإليه ننيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved