أتعلمون ماذا تعني تلك الارقام والحروف، انها تعني رقماً مميزاً للوحة سيارة انها تعني قمة المزايدات المالية الطائلة التي قد تصل الى دفع عشرات او مئات الآلاف من الريالات للحصول على تلك الارقام المميزة.
انها تعني منتهى السطحية في تفكير البعض منا عندما لا يتردد هذا البعض بدفع المبالغ الطائلة لكي يتميز من خلال ذلك الرقم المميز.
انني اتساءل لماذا يوجد في مجتمعنا شريحة ليست بالقليلة تريد ان تظهر امام الآخرين على انها شريحة مهمة «VIP» من خلال اقتنائها لاي من تلك الارقام المميزة، نعم هناك فئة في مجتمعنا تتسابق وتستميت ولا تتردد في دفع الاموال الطائلة لكي تميز نفسها من خلال اقتناء تلك الارقام المميزة.
فهل نعتب على تلك الفئة واغلبهم من المراهقين إما سناً أو فكراً أم نعتب على الادارات المرورية التي جعلت من تلك القضية ومن البداية محل منافسة ومزايدة على تلك الارقام المميزة، وكأنني بادارات المرور ترسل رسالة للمجتمع فحواها ان من أراد ان يتميز فعليه دفع تلك المبالغ الطائلة.
وبدلا من ان تتاح كافة ارقام اللوحات للجميع بحيث يتم صرفها وفقا للتسلسل الزمني لتاريخ التقديم دون استثناءات في ذلك، نجد أن الادارات المرورية ومنذ زمن قد رسخت مبدأ التميز وجعلت الحصول على الارقام السهلة او المتميزة حكراً على من لديه واسطة او نفوذ او ان يكون قريباً لاحد منسوبي المرور «ويا بخت من أمه في الدار» وقد ادى استمرار هذا الوضع الى زيادة الضغوط على الادارات المرورية من اجل الحصول على تلك الارقام المميزة، مما ادى الى فتح المجال للتميز المزيف من خلال المتاجرة بتلك الارقام. في ظني انه كان احرى بالادارات المرورية ومن البداية ان تبتعد عن ترسيخ فكرة التميز المزيف من خلال بيع تلك الارقام، فمن المفترض ان يتميز الشخص بدينه وبعلمه وبثقافته وباخلاقه، وفي ظني ان التميز من خلال تلك الارقام لا يتجاوز كونه تميزا شكليا او سطحيا خاصة عندما يكون الشخص صاحب الرقم المميز بعيدا عن تميز المضمون.
في ذات يوم وخلال تصفحي لاحدى الصحف اليومية السعودية لاحظت في صفحة الاعلانات ان اغلب الارقام المميزة التي تم الاعلان عن بيعها وبأسعار خيالية تحتوي على ارقام الستات «666»، فتساءلت عن السبب الذي يميز هذا الرقم عن بقية الارقام الاخرى ليتم تسويقه بأسعار مبالغ فيها. فهل بلغ هوس البعض منا بالنساء الى الدرجة التي يحرص فيها هذا البعض ان تكون ارقام سيارته ارقام الستات وبأسعار خيالية.. لا أعلم.
إننا اذا كنا كسعوديين نخجل من بعض المكالمات التي يجريها البعض منا لبعض القنوات الفضائية والتي يتم من خلالها فضح ثقافة ومستوى تفكير هذا البعض ولكنها في نفس الوقت تسيء لنا جميعا كسعوديين امام المجتمعات الاخرى، فانني والله لأشعر بالخجل عندما تتصدر صفحات بعض الصحف لدينا اعلانات تسويقية لارقام مميزة للوحات السيارات بعشرات ان لم تكن مئات الآلاف من الريالات لمجرد ان هذا الرقم يتضمن ارقام الستات «666»، الا تعتقدون ان ذلك سيعطي غير السعودي الفرصة ليحكم على ضحالة ثقافة المجتمع السعودي «فالخير يخص والشر يعم»، عندما يتصحف الشخص المقيم او السائح وضيوف الدولة ماهو موجود على صدر صحفنا السعودية من اعلانات فضائحية حول تلك الارقام المميزة بأسعار خيالية، فانه لن يتردد في اخذ الانطباع الهش عن مجتمعنا واتهامه بالضحالة والسطحية وهو براء منها ان شاء الله، وبعد هذا كله، هل ما زلنا نحب الستات.. عفواً أقصد أرقام الستات؟
|