Saturday 18th october,2003 11342العدد السبت 22 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
ثمن المشاركة في القوة المتعددة الجنسيات في العراق
جاسر عبدالعزيز الجاسر

ما أرادته واشنطن من مجلس الأمن الدولي بتقنين احتلالها للعراق حصلت عليه، وبموجب القرار 1511 الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي بالإجماع كما حصلت أمريكا على «معونة» عسكرية تتمثل في الإذن بتشكيل قوة متعددة الجنسيات تكون تحت قيادة موحدة «أمريكية» لاتخاذ جميع التدابير اللازمة من أجل الإسهام في صون الأمن والاستقرار في العراق.. ويحث القرار الدول الأعضاء على تقديم مساعداتها للقوة المتعددة الجنسيات بما في ذلك توفير قوات عسكرية. وهذا بالتأكيد ما كانت تريده واشنطن من الأمم المتحدة وهو ارسال قوات عسكرية إلى العراق تحت القيادة الأمريكية وذلك من أجل تخفيف الضغط العسكري الميداني على القوات الأمريكية التي تفقد يومياً جنوداً قتلى، وكانت واشنطن تأمل أن يتيح القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي للدول الإسلامية والعربية، وأن تجد في الفقرات 13 و14 و15 التي عالجت تشكيل القوة المتعددة الجنسيات مدخلاً لإرسال قواتها إلى العراق وخصوصاً باكستان وتركيا ودولاً عربية ترغب واشنطن رؤية جنودها في العراق، إلا أن الرغبة الأمريكية شيء والمخاطر ورغبة العراقيين شيء آخر، وهذا ما عرفته ووعته تماماً مصر وباكستان. فمصر يؤكد الرئيس حسني مبارك: «لا نريد إرسال أولادنا للعراق لنا تجربة حين شارك المصريون متطوعين في الحرب العراقية الإيرانية فكان جزاؤهم القتل والعدوان وعادوا لأسرهم جثثاً.»
وباكستان وحسب قول ممثلها في مجلس الأمن الدولي فإن تحفظاتها أثناء المداخلات والمداولات التي سبقت إصدار القرار تمنع باكستان من إرسال قوات إلى العراق. وحدها تركيا متحمسة ومستعدة حكومة وجيشاً وبرلماناً لإرسال قوات للعراق حتى ان أنقرة سبقت قرار مجلس الأمن الدولي، حيث وافق برلمان تركيا وبأغلبية نواب الحزب الحاكم على طلب الحكومة بإرسال قوات إلى العراق، رغم أن الشارع التركي ضد هذا التوجه، فضلاً عن أن العراقيين عرباً وأكراداً لا يحبذون وجود قوات تركية على أراضيهم.
الرفض العراقي للوجود العسكري التركي سيزيد من التدهور الأمني في المناطق التي يوجد فيها الأتراك الذين رغم أن إرسالهم قوات للعراق يخدم مصالحهم الاستراتيجية، إلا أنه يتم بناء على رغبة أمريكية ملحة لاعتقاد الأمريكيين أن الأتراك خير من ينفذ أهدافهم في العراق التي لا تنحصر فقط في إقامة الديمقراطية وألا يمثل العراق تهديداً للشرق الأوسط.. «إسرائيل» والولايات المتحدة، يطمحان إلى أكثر من ذلك، فواشنطن لا يمكن أن ترفع يدها عن منجم العراق الذي يختزن مليارات براميل النفط وتتغنى بإقامة الديمقراطية والانتصار على الدكتاتورية.. فالمصالح والبترول وغيره يغري الأمريكيين بتمديد وجودهم في العراق سواء بوجود مجلس الحكم الحالي والحكومة التي شكَّلها.. أو بوجود مؤيدين لهم بعد وضع دستور تحت إشرافهم وإجراء انتخابات تحت مظلة القوات التي سيقودونها مع حلفائهم.. وبما أن خيرات العراق كثيرة، فالمشاركة متاحة للجميع والأتراك بعد أن عادوا يسمعون جيداً لما يصدر من واشنطن يستحقون أن ينالوا بعضاً من القسمة من هذه الخيرات!!.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved