Saturday 18th october,2003 11342العدد السبت 22 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إستراتيجية النقل في مدينة الرياض (2- 12) إستراتيجية النقل في مدينة الرياض (2- 12)
متابعة: تركي إبراهيم الماضي - عبدالله هزاع العتيبي
تطلب التطور السريع لمدينة الرياض تنفيذ مشاريع طرق على نطاق
واسع لتلبية الطلب على التنقل وربط المناطق الجديدة المطورة

ومع تطور وضع مدينة الرياض كعاصمة للمملكة ومع التدفق الهائل لعائدات النفط فيما بعد فقد ازداد عدد سكان المدينة بسرعة كبيرة وتم ادخال السيارة على نطاق واسع مع اعمال التخطيط الحديث. وبدأت شبكة الطرق في التوسع بسرعة واصبحت ملامح تصميم الطرق أكثر حداثة ومستقيمة وعريضة ومسفلتة ومشجرة..، وقد ربطت تلك الشوارع المدينة القديمة بالمطار الذي طور حديثاً وبمحطة سكة الحديد واحياء المدينة مثل الملز والناصرية والشميسي والبديعة ومنفوحة. كما تم ربط المدينة ايضا عن طريق شبكة طرق بالتجمعات السكانية المحيطة بها كالدرعية والخرج ومنطقة القصيم، وكذلك بالمنطقتين الشرقية والغربية لتصبح مركز الثقل بالمملكة.
هذا وقد شهد النمو السريع لمدينة الرياض توسعاً في جميع الاتجاهات وازدادت مساحة المدينة في ثلاثين سنة من 35 الى 600 كيلو متر مربع، وقد استلزم هذا التطور السريع تنفيذ مشاريع طرق على نطاق واسع لتلبية الطلب على التنقل وربط المناطق الجديدة المطورة وتوسعة وتحديث شبكة الطرق القائمة. ولقد تم تطوير شبكة الطرق بشكل كبير خلال فترة زمنية قصيرة حين تم تنفيذ 60% تقريبا من شبكة الطرق الحالية خلال العقد الأول من القرن الخامس عشر الهجري (الثمانينيات ميلادية)، كما شهدت تلك الفترة ايضا أعلى معدلات النمو من ناحية عدد السكان ومساحة المدينة.
إن الهيكل العمراني للمناطق الحضرية الجديدة يختلف عنه بالنسبة للمدينة القديمة حيث تم تصميم المخططات الجديدة بطريقة تستوعب معها وسائل النقل الآلية إلا أنها تميل الى تجاهل الاشكال التقليدية الاخرى للانتقال بغير السيارات التي كانت سائدة في السابق بمدينة الرياض.
هرمية الانتشار
اما من ناحية الهيكل العمراني الشامل واحتواء نمو مدينة الرياض فقد جرت اول محاولة في هذا السبيل في اواخر الثمانينيات الهجرية عن طريق المخطط الرئيسي الذي تم اعتماده عام 1393هـ وكانت الفكرة الضمنية للمخطط المذكور الابتعاد عن الشكل المركزي للمدينة لتخفيف الازدحام عن وسط المدينة عن طريق إدخال فكرة الاحياء والمركز الطولي وفصل حركة المرور ذات الطبيعة المتعارضة (مع حركة المرور المحلية وحركة المشاة) عن طريق تطبيق هرمية الانتشار.
أما من الناحية العمرانية فقد تم ادخال نظام شبكي يشتمل على هرمية واضحة للشوارع واعادة تطبيقه خارج منطقة وسط المدينة الحالية.
كما تم إدخال فكرة إنشاء طريق دائري واسع بست حارات وبطول 73 كيلومتراً لاحتواء النمو العمراني وتوفير طرق جانبية لحركة المرور على الطريق المذكور، وقد تم تعديل المسار الصحيح للطريق الدائري عدة مرات عن المسارات المقترحة سابقاً.
ولقد اثر المخطط بشكل مهم على تطوير شبكة الطرق بالمدينة.
والواقع ان شبكة الطرق كانت اهم ملامح أول مخطط رئيسي يتم إعداده. اما العناصر الحضرية الأخرى للمخطط فقد نفذت بصورة جزئية فقط لعدة اسباب. كما أن فكرة الامتداد الطولي لم تخفف الازدحام عن وسط المدينة.
مزيد من التطور
وفي اواخر التسعينيات الهجرية جرى تعديل المخطط الرئيسي الأصلي ووسع التعديل المخطط الرئيسي بشكل كبير في الوقت الذي أبقى فيه على مبادئه الرئيسية.
حيث تضمن المزيد من التطور باتجاه الشمال والشرق والغرب من المدينة إلا أنه ظل ضمن الشكل الشبكي مع إقامة مدينة صناعية جديدة الى الجنوب الشرقي (على طريق الخرج) والتي شملت ملامحها الرئيسة تنفيذ الطريق الدائري وبعض التغييرات في نمط استعمالات الأراضي.
لقد تم تحديد هرمية شبكة الطرق بمدينة الرياض بشكل جيد خصوصا شمالي المدينة. وإذا استخدمنا نماذج محاكاة حركة المرور الرياضياتية المطورة بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض (EMME 2) والتي تم بموجبها ترميز شبكة الطرق الرئيسية بحسب نوع الطريق، واجرينا بعض التعديلات التي تأخذ في الحسبان الشوارع المحلية فيمكن تقدير طول شبكة الطرق بمدينة الرياض ب 18540 كيلومتر مسار.
توفير الطرق
وتشغل الطرق المحلية النصيب الأكبر من الكيلومترات الطولية بالمدينة بسبب ارتفاع نسبة مساحة الارض المخصصة للطرق في النظام الذي يحكم تخطيط الأراضي، وفي الوقت نفسه فإن النسبة المئوية للطرق السريعة والطرق الشريانية الرئيسية مرتفعة بشكل معقول مما يدل على ارتفاع مستوى توفير الطرق بالمدينة.
وحسب مسح استعمالات الأراضي عام 1417هـ فإن الطرق تشغل مساحة قدرها 449 ،28 هكتارا من المنطقة الحضرية في حين كان اجمالي مساحة الأراضي المطورة 123,38 هكتارا على وجه التحديد وبذلك اذا تجاهلنا الأراضي الخالية فإن الطرق تحتل تقريبا نصف المساحة المطورة من المدينة، حتى بالنسبة لتخطيط المناطق الجديدة يستلزم الأمر تخصيص نسبة 33% من اجمالي المساحة للطرق.
لقدتم تصميم الشوارع المحلية عموماً لمنع انتقال الحركة من جانب الى آخر داخل الاحياء، كما ان معظمها قصير وواسع (بعضها بعرض 28 إلا أن معظمها بعرض 16 إلى 20 مترا).
وتأتي الطرق المجمعة تالياً في الهرمية وهي بوجه عام أطول وأكثر اتساعاً من الشوارع المحلية (بعرض يصل الى 30 مترا) وترتبط بالطرق الشريانية الرئيسية والثانوية، إلا أن توصيلاتها بشبكة الطرق الشريانية رديئة في كثير من الحالات نظرا لأنها تنتهي عند تقاطعات على شكل (T) او لانها غير مصممة بطريقة تخدم حركة المرور بشكل معقول.
اما الطرق الشريانية الثانوية فيتراوح عرضها من 20 الى 40 مترا (3 حارات في كل اتجاه) وتتميز بوجه عام باستعمالات الأراضي الكثيفة على كل جانب منها ولهذه الاستعمالات التي هي تجارية عموما تأثير مباشر على نوعية خدمة الشارع مثل مناورة حركة السيارات التي تصاحبها تعديات الوقوف في الشوارع على حارات المرور الرئيسية للشارع.
وبالنسبة للطرق الشريانية الرئيسية فإن عرضها يتراوح بين 40 و80 مترا وقد تكون لها طرق خدمة، وتعاني تلك الطرق الشريانية التي ليست لها طرق خدمة ايضا من تأثير استعمالات الاراضي الجانبية التي ورد ذكرها بالنسبة للطرق الشريانية الثانوية، وليس من النادر ان تجد في مدينة الرياض ممرات دخول خاصة تفتح مباشرة على الطرق الشريانية الرئيسية نظراً لأن الدخول اليها غير متحكم به مما يسبب احتكاكاً مع حركة المرور من جانب إلى آخر.
إن الطرق الشريانية الرئيسية تتجه الى تشكيل حدود بين الاحياء يصعب على المشاة قطعها (من حيث السلامة ومسافة المشي)، الأمر الذي يشجع على استخدام السيارة حتى عند الانتقال لمسافات قصيرة جداً.
شبكة مكتملة
لقد أصبحت شبكة الطرق الرئيسية بمدينة الرياض مكتملة بشكل اساسي. وإن الاجزاء الباقية من الطرق السريعة التي قيد الانشاء هي امتدادات مثل امتداد الجزء الجنوبي من الطريق الدائري الغربي الذي تم توصيله مؤخراً الى طريق جدة.
وقد بينت إحدى الدراسات المرورية التي قام بها مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في عام 1414هـ (1994م) بإن انشاء طريق دائري خارجي جديد قد لا يتحقق بحلول عام 2005م خاصة اذا اخذنا في الاعتبار تكلفته المحتملة، إلا أن الدراسة اوصت بضرورة الحفاظ على حرم ذلك الطريق. وكجزء من دراسة اقامة طريق موصل من الشرق إلى الغرب اجراها مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة العليا في عام 1413هـ (1993م) كانت هنالك توصية بتنفيذ طريق سريع مساند لطريق خريص/ مكة يصل من النسيم الى منطقة وسط المدينة ليربط بشارع الوشم.
وبالنسبة لبقية شبكة الطرق تخطط امانة مدينة الرياض لإنشاء وصلات طرق ثانوية تؤدي الى المنشآت الرئيسية.
كما قامت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بتخطيط وتصميم شبكة طرق شاملة في وادي حنيفة وحوله وذلك في ضوء إستراتيجية تطوير وادي حنيفة التي تم تبنيها.
إن الاستمرار في تخطيط الأراضي الواقعة حول المدينة حالياً ينطوي على ضم نسبة عالية من الأراضي لاقامة الشوارع المحلية والرئيسية المصممة في نمط شبكي ومد شبكة الطرق القائمة الى خارج المدينة.
عالية المستوى وجيدة
وتتمتع الرياض بوجه عام بشبكة طرق عالية المستوى وجيدة التطوير تلبي معظم الاحتياجات الحالية للمدينة، وتعتبر مستويات الازدحام متوسطة بحسب المقاييس العالمية باستثناء بعض عناصر الشبكة التي أصبحت تعاني من اختناقات مرورية متكررة يومياً.
إلا أن سجل سلامة الطرق يمثل سبباً للقلق الشديد، فمعدل الحوادث المرورية وما ينتج عنها من خسائر بشرية ومادية وما تخلفه من آثار اجتماعية تستوجب العمل الجاد لتحسين مستوى السلامة المرورية واذا استمرت الاتجاهات الحالية في زيادة عدد السكان وفي الامتداد العمراني للمدينة، مع ما يستتبع ذلك من زيادة الطلب على التنقل فإن مستوى الخدمة الذي توفره شبكة الطرق سيتدهور بسرعة ما لم يتم العمل على تطوير نظام النقل العام للمساهمة في تلبية الطلب المتوقع على النقل.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved