** ضحكتُ - لكنه ضحك كالبكاء - عندما قرأت ما نشرته «صحيفة المدينة» في صدر صفحتها الأولى حول ما ابتدعته إحدى الجهات الخاصة من أسلوب غريب ربما لم يحدث لا في الأولين ولا في الآخرين وذلك عند اختيار راغبي العمل لديها.
* هذه الجهة عملت أسلوباً عجيباً لاختيار واختبار المتقدمين إليها للعمل، هذا الأسلوب تمثل بأنها قامت بتغطية عيون المتقدمين للوظيفة ووضع «مصاصات» أمامهم ومن يحصل على الأكثر يفز بالوظيفة وهذا نص الخبر كما نشرته «صحيفة المدينة» بتاريخ 10/7/1424هـ: (وَضَع أحد الأسواق المركزية بجدة أغرب مسابقة للحصول على بعض الوظائف التي طرحها ويتنافس عليها مائة شاب سعودي سيتم اختيار أربعين منهم فقط لنيل الوظائف، حيث فوجئ المتسابقون بمن يقوم بوضع أربطة على عيونهم للقيام بشد الحبل وتجميع مصاصات علب العصائر على شكل هرم بشكلٍ أثار استغراب كافة الموجودين في قاعة الفندق الذي أجريت به المسابقة، وقال مدير التسويق بالمركز ان عدد المتقدمين للوظائف الشاغرة بلغ 100 شاب سيتم اختيار 40 منهم لوظائف حارس أمن وأمين صندوق ومشرف خضروات ومسؤول بقالة داخل متجر، مشيراً إلى أنه تم تقسيم المتسابقين إلى مجموعتين للتنافس على مدار 15 دقيقة لتوضيح إمكاناتهم وقدراتهم على مواجهة العمل الميداني، وعن سر قيامهم بشد الحبل وجمع المصاصات قال إن ذلك بهدف معرفة مدى حماسهم وقدرتهم على امتصاص حماس الزبون، وأعرب الشباب المتقدمون لهذه الوظائف عن استغرابهم من طريقة اختبارهم وقالوا إنها طريقة جديدة ومفاجئة).
** تُرى هل ما قرأناه يتم على أرض الواقع؟.
تُرى
هل أصبح توظيف المواطن «لعبة» تأخذ جانب السخرية أكثر من جانب الجد؟.
ما علاقة الحصول على الوظيفة في كسب أكبر عدد من المصاصات؟!.
الغريب أنه بعد نشر هذا الخبر لم نجد أي اعتراض أو تعقيب أو أي إجراء من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تجاه أسلوب هذه الجهة في التوظيف، أو حتى تصحيح من هذه الجهة التي طبقت هذا الأسلوب.
استشرف ألا تكون الوزارة تؤيد مثل هذا الأسلوب!.
والسؤال الأخير: أليس هناك أساليب جادة وليس هزلية أمام مثل هذه «المؤسسات الخاصة» لمعرفة قدرات المتقدمين للعمل لديها ومدى إمكاناتهم؟!.
* مرة أخرى
هل أصبح توظيف السعوديين لعبة؟.
***
إلا بنسبة 99%..!
** في واحد من آخر كتبه ولا أقول آخرها.. لأن هذا الرجل يفاجئك كل فترة بكتاب جديد.. إنه غازي القصيبي.
في آخر كتاب قرأته له «استراحة الخميس» وهو بالمناسبة من ألطف كتبه وأخفها دماً.
في هذا الكتاب الجميل الطريف قرأت هذه العبارة الصادقة التي حرّف فيها الحكمة العربية التليدة إلى:...
«اختلاف الود لا يفسد للود قضية إلا بنسبة 99%»
وقد صدق كثيراً
وبخاصة بالنسبة لسياسينا العرب ومثقفيهم..!
* ف : 014766464
|