وصلتني نتيجة مباراة الأنصار والنجمة التي انتهت بهزيمة النجمة بثمانية أهداف وعايشتها وكأنني لم أفق من تلك الصدمة، فثمانية أهداف نتيجة قاسية لا يتخيل قساوتها إلا من عايش رحلة الكفاح الكبرى بداية من دهاليز الدرجة الثانية مروراً بالدرجة الأولى انتهاء بالممتاز.
نتيجة لا يتذوق مرارتها إلا من عاش أفراح المربع، وأثبتوا فيه جدارتهم وتغنوا به وتباهوا.. وبالغوا به وجادلوا.. إلى إن أصبح ما حدث أشبه برواية شرقية.. وقصة مروية.. وخطبة تلقى على كل من حاول تجاهل تاريخ نجمتهم ولم يصنفها مع الكبار.
ثمانية أهداف نتيجة قاسية لا تكمن قساوتها بكبر حجمها فقط بقدر ما هي مؤشر خطير لحال النجمة في هذه الفترة ومستقبل الأيام.
فلا اعتقد جازماً بأن فريقا يهزم بهذه النتيجة قادر على الصعود لدوري الدرجة الأولى، فما بالك بالعودة إلى الممتاز وهو الموقع الذي تربع به عشر سنوات ذاق خلالها نشوة النصر ومذاق الفرح مرارا وتكرارا ولا يساورني شك للحظة بأن مشكلة النجمة ليست بالناحية الفنية بقدر ما هي إدارية بحتة، فلا يمكن لسفينة فقدت ربانها أن تعبر بحراً فما بالك بالبحار والمحيطات، والطائرة حتى وإن كانت معدة تقنياً ومهيأة الكترونياً لا يمكن لها الإقلاع بدون طاقم فني قادر على التعامل مع برامجها بما يسير رحلتها، ويتمم مسيرتها.
والنجمة تعيش مرحلة صعبة وفراغا إداريا رهيبا امتدت آثاره على روح لاعبيها.. فلا يمكن لك أن تطالب شخصاً ما بالإنتاج دون أن يكون هناك مسؤول وحسيب يكافئه عند الحضور، ويقاضيه عند التقصير.
أخوف ما أخاف على النجمة منه أن يستمر جحود أبنائه، ومثلما بدؤوا رحلة الصعود وتكوين الذات.. وتثبيت الاسم بالدورة لفترة وجيزة وزمن قياسي يعودون بنفس السرعة والزمن لدوري الدرجة الثانية، فالحال جدا خطر والمسلك وعر، وبالنسبة لي شخصياً لا زلت أشعر بغضة عميقة كلما تذكرت مسلسل الهبوط المرير الذي توالت حلقاته مباراة تلو الأخرى إلى أعلن رسمياً.
ما دعاني لكتابة هذه الأسطر هو التعامل الباهت وغير المنطقي من قبل أبناء النجمة أصحاب السلطة والقرار تجاه ناديهم فلا هم لهم سوى الانسحاب وحب الابتعاد مريحين ومستريحين.. ولا هم من جانب المعمعة وتعامل بجدية مع أوضاع ناديه وما تتطلبه المرحلة القادمة لكنهم فضلوا البقاء للفرجة.. وسماع اسطوانات مشروخة تكرارها لا يُسمن ولا يغني من جوع.. فالماضي.. انتهى بأفراحه واتراحه وما تتطلبه المرحلة الحالية هو التكاتف، وتوحيد القلوب بالأهداف.. وقذف الياس وكل ما هو مخيب للآمال.. فالهدف عودة النجمة إلى ما كانت عليه لعلنا نعود لحساب سنوات بقائها بالممتاز على التوالي كما كنا نفعل ونردد كما كنا نردد «يانجمتنا يا حبيبة ما عندنا غيرك وتدومي منصورة».
* لم اكتب هذه الأسطر موجها ومرشداً.. ولكنني وجدت نفسي متعاطفا مع ما كتبه القلم المميز سالم الدبيبي لذا كان لزاماً عليّ أن يتجاوب واستثير الهمم لما فيه مصلحة الكرة السعودية من خلال نادي النجمة منذ صغري وهو النجمة.
اقتباس
لا عمل بلا صعاب.. ولا نهوض بلا تضيحات.. ولا إحساس بالسعادة إلا بعد المرور بمعنى التعاسة.. ولا راحة لا يسبقها تعب.. يا نجماويين قبل فوات الأوان أنتم تتميزون عن غيركم بثراء من التجربة المتراكمة لديكم كما انكم في ذات الوقت مطالبون بالتقارب بعد الفرقة وما تركه التشتت على مصائر الفرق الأخرى عندها لا تتحروا غيثاً من جفاف الدم..
عبدالله العودة - عنيزة
|