وجهة نظر
النقد- وفن التعامل مع الآخرين
ناصر عبدالله البيشي

بداية لنتفق ان النقد الصحيح هو الذي نبحث من خلاله عن الإصلاح والارشاد.
وفي نظري المتواضع انه لابد ان يكون حوارنا بعيداً عن العبارات الفظة القاسية.
واذا اردنا ان ننقد فلاناً من الناس فلابد ان يكون ذلك بهدوء ودراية قريباً من الاقناع المبني على اساس من الفهم.. بعيداً عن استفزاز وخدش كرامة الآخرين.
ولكن مع الاسف الشديد ومع بداية الدوري الحالي نجد ان هناك بعضاً من الاخوان الكتاب الرياضيين ينقدون اخطاء الآخرين وبالذات حكام المباريات ناسين او متناسين انهم بشر مثلنا لهم اخطاؤهم والخطأ وارد في كل شيء.. «فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» والمؤسف ان كل هذه الكتابات تجد انها تحمل في طياتها جميع انواع الانفعالات والتعصب المكشوف للاندية التي ينتمي لها هؤلاء الكتاب من المؤكد ان لكل منا له ناديه الذي يشجعه.. ولكن ليس على حساب غيره..
وكلامي هذا لا ينطبق على كل الاخوة الكتاب الرياضيين الاعزاء فهناك منهم من نعتبره قدوة لنا في هذا المجال من الكتابة نستفيد من خبرتهم.. انما لكل قاعدة شواذ كما يقولون.
النقد له احكامه الشرعية
قديماً- قال أحد الحكماء..
ليس كل من امسك با القلم كاتباً..
اذاً، ومن هذا المنطلق اقول: ان النقد كلمة صغيرة في كتابتها ولكنها كبيرة في معناها.
النقد ليس بالسهولة التي قد يتصورها البعض.. لقد تبادر الى ذهني هذا السؤال؟ هل النقد هو التجريح والتشهير.. واستفزاز الآخرين؟
هل: النقد هو التعصب والميول والعاطفة والتسرع في إصدار الاحكام على الآخرين وخدش كرامتهم بعبارات بعيدة عن الروح الرياضية والاخلاق الحميدة التي حث عليها ديننا الحنيف؟؟
هل: النقد هو سلب الآخرين مكتسبات انديتهم وتهميش ما حصلو عليه من بطولات مدعين ان معظمها باطل.. عيني ان هذا هو قمة التعصب الاجوف.. وإن جاز التعبير سميته المرض الرياضي الاعمى.
سيظل التحكيم مشكلة قائمة
سبق ان قلت ذات يوم.
سيظل التحكيم بحد ذاته مشكلة قائمة ليس لدينا في الدوري السعودي فقط انما في دول العالم المتقدمة كروياً ليس في لعبة كرة القدم انما في الرياضة بصفة عامة.. ورغم ذلك نشاهدهم يتقبلون اخطاء الحكام بصدور رحبة وروح رياضية.. ايماناً منهم ان الاخطاء ورادة في كل شيء.. بدون شك هناك عقاب وجزاء.. ولكن بعيداً عن بعض العبارات الفظة أو النقد الجارح.
وانا أجزم انه لا يمكن بأي حال من الاحوال ان ينزل هذا الحكم او ذاك الى ساحة ميدان كرة القدم أو غيرها من الالعاب الأخرى وهو مبيت النية لهزيمة فريق على آخر ابداً.. حكام كرة القدم لدينا ابناء فطرة لديهم ضمائر ومخافة من الله عز وجل.
صحيح ربما يكون هذا الحكم له ميول في السابق، ولكن لا اظن انه سوف يعود إلى هذا الميول وهو الذي اتجه الى هذه المهنة بدافع الرغبة وإشباع هوايته وخدمة ابناء وطنه في هذا المجال الرياضي:
وكلامي هذا لا يعني السكوت على اخطائهم التحكيمية غير المقصودة طبعاً.
وكما قال العلماء.. ليكن امرك بالمعروف- وليكن نهيك عن المنكر بلا منكر.
أكرر القول انه من حق الجميع الدفاع عن انديتهم اذا لزم الامر سواء كانوا مسؤولين او حتى مشجعين لكن ان يصل بنا هذا الشيء إلى فقدان اعصابنا وعدم السيطرة عليها فهذا لا يقره العقل ولا المنطق اليس كذلك؟.. والله من وراء القصد.