من المقاصد السيئة والمخططات اللعينة التي رسمتها مجموعات الشر الإرهابية وبدأت في تنفيذها فعلياً وتطبيقها حرفياً وتحاول جاهدة جر الجهات الأمنية إلى حبالها وشراكها التي نصبتها للوقوع في هذه المصائد، وهذه المقاصد لا أظن أنها تفوت على فطنة رجال الأمن الذين عرفوا بحس أمني راق يستطيع أن يفرق بين الحقيقة والخيال، ولطالما سعت مجموعات الشر إلى إحداث شرخ في المجتمع لاسيما بين رجال الدين الأوفياء الأنقياء من الغلو والتطرف الذي وسمت به هذه الجماعات المارقة وتدعي كذباً وباطلاً أنها تدافع عن حوزة الدين، والدين ونقاؤه من التطرف بعيد بعد المشرقين عن هذه الفئة الباغية.
حيث جاءت أحداث الرياض الأخيرة في حي السويدي لتفرز ما ذهبنا إليه وأكدناه من ذي قبل بأن المخطط أكبر مما يتصوره غالبية الناس، إذ تتطور في كل مرة أساليب الجريمة حيث تسعى الأفعى الإرهابية إلى الوقيعة بين رجال الأمن وبين أبناء مجتمعنا وتأكيد ذلك أن الإرهابيين بدأوه بتنفيذ جزء من المخطط الكبير ألا وهو اتخاذ المواطنين دروعاً بشرية والاحتماء بالسكن المخصص لطلاب العلم وحفظة القرآن والدور الملحقة بالمساجد بل تعدوا ذلك واحتلوا شققاً تقطنها أسر في مسعى منهم لإيقاع الفتنة بين أصحاب هذه المنازل والسلطات الأمنية التي تتأكد إليها المعلومات أن الإرهابيين دخلوا من هذه المنطقة أو ذاك الحي أو تلك العمارة.
لذلك فإننا نرجو وفي إطار تنفيذ ما وجهنا إليه قادة بلادنا الحكماء حيث نزلت كلمات سمو سيدي ولي العهد برداً وسلاماً على المواطنين وشفت صدور قوم مؤمنين ووقعت على الطرف الإرهابي سيفاً بتاراً، كذلك كلمات سمو سيدي وزير الداخلية التي أكد فيها أنه لا يؤخذ إنسان بجريرة أخيه ولا ابنه ولا قريبه، بل قام سموه بتكريم الذين سعوا مع رجال الأمن في تسليم أبنائهم الذين حادوا عن جادة الصواب وارتموا في أحضان الشر والأشرار.
ودرءاً لهذا الخطر وإفشالاً لهذا المخطط الكبير الذي تسعى لتنفيذه الجهات الحاقدة على وطننا وأمنه واستقراره وتريد أن تضربه وتقاتله بأبنائه، لذا فإنني أتوجه إلى أصحاب العقارات والاستراحات والرجال الخيرين الذين يشيدون الملاحق التابعة للمساجد ودور العلم بضرورة أن يتأكدوا تماماً من هوية أي فرد يريدون التأجير له أو إسكانه مجاناً بتلك الملاحق، حيث إن الإرهابي في بلادنا السمحة أصبح كالعضو الفاسد في الجسد إن لم نبتره منذ البداية فإن داءه سيعم باقي الجسد ويستشري في كل الأعضاء، وأحداث السويدي كشفت عن حقيقة ما تحدثنا عنه حيث استغل الإرهابيون سماحة الدين ونزاهة العلم واندسوا وسط طلبة القرآن الكريم وسكنوا معهم وخالطوهم بل ربما نشروا بعضا من أفكارهم الضالة على هؤلاء البسطاء صغار السن سعياً لكسب المزيد من المتعاطفين مع منهجهم الشرير، وبات يتضح لنا من ضرورة إبعاد هؤلاء وعدم إيوائهم والاجتهاد في معرفتهم مهما تسربلوا بثياب الوقار فإن إرهابهم ظاهر في سيماهم، ويبقى تكاتفنا جميعاً وتعاوننا مع رجال أمننا المخلصين ومع أصحاب الفضيلة العلماء هو الوسيلة الوحيدة لتطهير المجتمع من الجرثومة اللعينة الخطيرة وحمى الله البلاد والعباد من كل مكروه.
|