القمة الإسلامية والواقع المأساوي

انتشت النفوس بسماع الخطب الحماسية والواقعية، في اليوم الأول للقمة الإسلامية، وهي خطب لم يخل بعضها من تشخيص دقيق وحصيف للمشاكل التي يعاني منها العالم الاسلامي.
ولقد اضفت ماليزيا أسلوبها في التشخيص والعلاج انطلاقا من تجربتها المميزة في البناء والنماء.
وحقيقة الأمر ان الدول الـ57 المنضوية تحت لواء منظمة المؤتمر الاسلامي يمكنها أن تفيد كثيرا من هذا التنوع الجغرافي والجغرافي السياسي لهذه المنظومة من الدول لكي تدفع الى الامام جهودها من أجل تعزيز التعاون. ومن الواضح ان حقائق عالم اليوم تدعم فقط فرص الدول الجادة في التعامل بطريقة مواكبة لعالم تتسارع خطاه، وهكذا فانه مطلوب من الدول الاسلامية ان ترتقي بوسائل وآليات عمليات البناء والنماء فيها وتأهيل الانسان لتضارع المقاييس الدولية، ومن ثم يتسنى لها ان تنهض معا وقد بلغت معظمها المستويات التي تتيح لها اطلاق مبادرات مشتركة لصالحها ولصالح الأعضاء الآخرين الذين ما زال يتعين عليهم النهوض من وهاد التخلف.
ان وجود مجموعة من الدول القوية تتضافر جهودها وخطاها يشكل ضمانة قوية لنيل واستعادة حقوقها وفي الذهن دائما فلسطين والعراق وقضايا التخلف والجوع والفقر في عالمنا الاسلامي. ومن المؤكد ان الاستغلال الأمثل للموارد والقوى البشرية فضلا عن تفعيل الارادة السياسية المشتركة سيعين كثيراً في تحقيق الأهداف المشتركة للدول الاسلامية.
اننا لا نتوقع ان يتحقق ذلك ما بين ليلة وضحاها لكننا لن نتذرع بالقول ان ذلك كان ينبغي له ان يحدث منذ زمن بعيد، على الرغم من صوابية ذلك، لكن علينا ان نعرف ان التحرك لامتلاك أسباب القوة خير من التباكي على الماضي. والأمثلة التي أمامنا لبضع دول اسلامية تفيد بامكانية احراز النتائج المرجوة طالما توافرت الارادة اللازمة لذلك، ولعل الحقائق المرة للواقع الاسلامي تحفز على ايجاد الحلول والخروج بتجربة رائدة تثري الوجود الانساني وتؤكد ان ديننا القويم سيظل على الدوام منقذاً للانسانية.