* الرياض - صالح الفالح
نهى معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ د. صالح بن عبدالله بن حميد عن اتهام العلماء والمشايخ والتقليل من مكانتهم.
واعتبر إن الخطأ في اصدار الفتوى أمر وارد لافتاً في هذا السياق إلى أن وقوع العالم في خطأ إزاء فتوى معينه يجب أن لا يحط من قدره ولا يقلل من منزلته ومكانته ولا ينقص من حقه خصوصاً إذا تبين إن الخطأ لمجرد صغيرة .. قدر صدرت منه ولمجرد رأي واحد. مشدداً في ذات الاطار إلى أهمية وجود الدليل والبرهان والقناعة وتحري الصدق في مثل هذه الأمور.. مؤكداً ان من أسباب النجاة من الفتن هو سلامة القلب من اتهام أهل العلم بالخطأ.
واعترف الشيخ ابن حميد الذي كان يتحدث في حوار مفتوح حضرته «الجزيرة» ونظمه مكتب الدعوة والارشاد بشمال الرياض وأقيم في رحاب جامع الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله- بحي الغدير شمال الرياض مساء «الثلاثاء» اعترف بوجود خلل ومشكلة بين العلماء والمشايخ والشباب في الوقت الراهن.. وحمل رئيس مجلس الشورى المؤثرات الخارجية والمتغيرات التي طرأت في عصرنا الحاضر.. مسؤولية ظهور وبروز هذه المشكلة والفجوة فيما بين العلماء والشباب وطلبة العلم.
ووجه في هذا السياق أصابع الاتهام إلى (بعض) المنتديات وشبكة المعلومات والقنوات الفضائية في بثها لامور وسيل من موضوعات ذات تأثير مباشر على توجه الشباب وإرباكه والتغيير من مسلكهم الصحيح وتثبيت تفكيرهم.
ومثل ابن حميد بتأثير رسالة لكلمة أو معلومه تصدر عبر الجوال (أو الانترنت) قد تربك الكثير وتغير من المفاهيم وتحدث ضجة وتسبب بلبلة بين الناس خصوصاً بين أوساط الشباب. وهي في الأساس معلومة خاطئة ولا أساس لها من الصحة ولا وجود لها على الاطلاق .. لافتاً في ذات السياق إلى أن عملية الهدم سهل جداً بعكس البناء فهو صعب.وطالب رئيس مجلس الشورى طلبة العلم إلى التقرب للعلماء والمشايخ وأهل العلم والجلوس معهم والاستماع إليهم والتحدث معهم عن كثب وفتح قنوات إتصال فيما بينهم لسد هذه الفجوة ومعالجة هذا الخلل من خلال المصارحة.
وأوصى في نفس الوقت الشباب في إحسان الظن بالعلماء والمشايخ والثقة بهم وجعلهم نصب أعينهم.. مؤكداً في هذا الصدد إن هذا التقارب سوف يزيل كل الشكوك والغموض والغشاوة وبالتالي سوف يتعرف الشباب عن كثب بحجم الجهود التي تبذل من قبلهم كما سيجدون لديهم ما يثلج صدورهم ويطمئن النفوس.. مشدداً في البعد عن كل حكم صادر تجاه العلماء إلا عن دليل وقناعة وتحري الصدق في ذلك.
وعرج ابن حميد في حواره المفتوح إلى عملية التكفير معتبراً إنها قضية حساسة جداً ووصف إطلاق حكم على شخص بأنه كافر وتكفير الناس بغير علم بأنه خطير جداً.. موضحاً في هذا السياق ان هناك ضوابط معينه وشروطاً فيما يتعلق بأمور التكفير.
وسئل رئيس مجلس الشورى حول حكم التوقيع وإبرام الاتفاقيات مع الكفار فأجاب الشيخ ابن حميد إن توقيع الاتفاقيات هي معاهدات وطالما ان التوقيع فيه مصالح وفوائد وخدمة للمسلمين ليس فيه إشكال أو ضرر.
ورأى ابن حميد ان التقارب فيما بين الأديان أمر غير وارد ولا ينبغي له .. مؤكداً في هذا السياق أن أي شخص لا يمكن أن يتنازل عن دينه سواء مسلماً أو مسيحياً أو نصرانياً لافتاً إلى أن الحوار فيما بين الأديان والدعوة والمجادلة بالتي هي أحسن والنقاش والحوار أمر محمود وليس فيه إشكال وهو من الضروريات.
وأكد ابن حميد ان القرآن الكريم هو طريق هدي وهداية المسلمين إلى الطريق الصحيح.. داعياً المسلمين إلى التمسك به واتخاذه منهاجاً لاتفاً إلى أن القرآن هو سبيل النجاة وحتى من الفتن.. وجدد دعوته الشباب وطلاب العلم إلى التقرب من العلماء والمشايخ والجلوس معهم على طاولة واحدة للنقاش والحوار المفتوح الهادف البناء داعياً التوفيق والهداية للجميع.
|