Friday 17th october,2003 11341العدد الجمعة 21 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في ندوة «أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو» في ندوة «أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو»
الباحثون يطالبون الجامعات والمجامع الشرعية بتكريس بيان الوسطية للمسلمين ولغيرهم

* مكة المكرمة الجزيرة:
انطلاقاً من رسالة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في الدعوة إلى الله عز وجل وفق منهاج القرآن العظيم، وإدراكاً لأهمية موضوع الوسطية والاعتدال، الذي وصفت به الأمة المحمدية في كتابه الكريم، نظمت الوزارة في رحاب مكة المكرمة مؤخراً ندوة بعنوان: «أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو»، تركزت مناقشاتها على محاور الوسطية والاعتدال في القرآن والسنة، ودلالة القرآن على سماحة الإسلام ويسره، والغلو مظاهره وأسبابه، واستثمار تعليم القرآن الكريم في ترسيخ الوسطية ومعالجة الغلو
وبعد أربع جلسات علمية ناقشوا مجموعة من البحوث أصدر المشاركون في الندوة مجموعة من التوصيات رفضوا فيها التهم الجائرة التي تصف المملكة العربية السعودية بالغلو، واتهام مناهج التعليم فيها بالدعوة إلى الإرهاب، واستنكروا وجرموا ما يقوم به الغلاة من خروج على الدين وأحكامه، وعدوان على الخلق، وبخاصة الأحداث الآثمة التي استهدفت الآمنين والمستأمنين في المملكة، منوّهين بسلامة منهاج المملكة العربية السعودية من الغلو، وبجهودها في محاربته، والتحذير منه.
ودعوا المواطنين والمقيمين إلى القيام بواجبهم الشرعي في المحافظة على أمن هذا البلد الطاهر، والتعاون مع الجهات المسؤولة في ذلك، إذ انه من تحقيق مقاصد الشريعة ومن مقتضيات التوحيد والعقيدة الصحيحة.
كما دعا المشاركون في الندوة «الذين يمثلون نخبة من أهل العلم والاختصاص» إلى ما تضمنه القرآن العظيم من تقرير الوسطية والاعتدال، والأمر بهما، والحث عليهما، والنهي عن الجنوح إلى الغلو، والتحذير من وسائله ومظاهره ومسالكه، ودعوا المسلمين في أقطار الأرض إلى العناية بالقرآن العظيم تعلماً وفقهاً وعملاً، وحثهم على الاستمساك بما تضمنه من الوسطية والاعتدال في جوانب الحياة كلها، والتوكيد على أن الوسطية ممارسة وتطبيق مظهر حسن الإسلام وتميزه.
وشددوا على أهمية بيان ما جاء به الإسلام وحث عليه من اليسر والسماحة، وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من إيثار التيسير وتقديمه، ونهيه عن التعسير والتنطع والغلو، مؤكدين على براءة الإسلام من الغلو والتطرف وما عرف ب«الإرهاب» وبيان ان الإسلام دين الحق والعدل، وهو بريء من كل انحراف.
وأبرزوا ان العمل بما جاء في الكتاب والسنة وفق هدي السلف الصالح هو التزام بالحق وليس من الغلو في الدين، داعين إلى ضبط المفاهيم والألفاظ المتعلقة بالغلو، والرجوع إلى الكتاب والسنة في ذلك، وكذلك تحرير المفاهيم المعاصرة مثل «مفهوم الإرهاب» للاتفاق على مضامينها بين الأمم والحضارات، اتفاقاً عادلاً يحقق الرؤية الرشيدة، والمعالجة السديدة.
وحث المشاركون في الندوة مؤسسات الدعوة والتعليم والثقافة والإعلام على إبراز ما اشتمل عليه الإسلام من محاسن وعلى بيان مفهوم الوسطية والاعتدال، وإيضاح لوازمة ومقتضياته.
وأكدوا ضرورة ان يقوم العلماء ببيان خطر الخروج عن الوسطية والاعتدال، وعلى مخالفته للدين الحق، والتحذير من عواقبه الوخيمة وتبعاته السيئة حالاً ومآلاً، وفي نفس الوقت أهمية اعتبار العلماء، ووجوب الارتباط بهم، وحفظ حقوقهم، ورعاية منزلتهم، ودعوة الشباب خاصة إلى تلقي العلم عنهم.
ودعوا الجامعات والمجامع العلمية الشرعية إلى تكريس بيان الوسطية للمسلمين ولغيرهم، وإيضاح صور الخروج عنها، ونشر ما يساعد على هذا من مؤلفات ودراسات وحث المؤسسات الإسلامية التعليمية والدعوية على العناية بمنهاج السلف الصالح ووسطيته، تعلماً وتعليماً وعملاً وتطبيقاً ودعوة ونشراً.
كما دعوا المؤسسات الإسلامية ذات الصلة إلى عقد الندوات والمؤتمرات ودعم البحوث والمؤلفات التي تسهم في بيان منهاج القرآن العظيم في تقرير الوسطية ومحاربة الغلو، وطالبوا المعلمين والتربويين بترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال في نفوس الطلاب والناشئة.
بيان منهج القرآن الكريم
وفي السياق ذاته، ثمّنوا ما تقوم به جمعيات تحفيظ القرآن الكريم من جهود في تربية الناشئة على الفهم الصحيح لكتاب الله والعمل به، ويوصونها ببذل المزيد في بيان منهاج القرآن الكريم في الوسطية والاعتدال.
ودعوا المسلمين إلى تعلم ما اشتمل عليه الإسلام من منهاج كامل في التعايش مع مخالفيهم في الدين والتعامل معهم، والتوكيد على أن الإحسان إلى المسالمين من المخالفين في الدين وبرهم لا ينافي الثوابت، ولا يخرج عن الوسطية، بل هو من مقتضياتها، ولوازمها.
ورفع المشاركون في الندوة. في توصياتهم، الشكر إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، منوّهين بما تقوم به المملكة العربية السعودية من عناية بالقرآن العظيم وعلومه، واستمساك بمنهاج الإسلام، والتزام بالوسطية، واهتمام بشؤون المسلمين وأمورهم، ومقاومة للغلو والتنطع، ومدافعة للانحراف بأنواعه: العقدي، والفكري، والسلوكي.
وثمّنوا لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ما تضطلع به في هذا المجال، شاكرين لها عقد هذه الندوة، ومقدرين للجان المختصة ما بذلته من جهود متنوعة أسهمت في نجاح الندوة، سائلين الله تعالى ان يعز الإسلام وأهله، وان يوفق المسلمين للاستقامة على الإسلام، وأن يطهر مجتمعاتهم من الغلو ومظاهره وأسبابه، وأن يضاعف الأجر والمثوبة لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني.وحرصاً على اطلاع القارئ على ما تضمنته البحوث من موضوعات مهمة تتعلق بالغلو بكافة أبعاده، يسرنا ان نعرض بشكل موجز بعضاً مما جاء في ثنايا هذه البحوث من آراء لمعديها من أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ المختصين..
الجلسة الأولى
ففي الجلسة الأولى تمت مناقشة المحور الأول بعنوان: «الوسطية والاعتدال في القرآن الكريم والسنة» وفيه ثلاثة بحوث، الأول للدكتور ناصر بن عبدالكريم العقل عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعنوان: «الوسطية والاعتدال»، والثاني للدكتور محمد بازمول بعنوان: «أدلة الوسطية في القرآن والسنة»، والثالث للدكتور سليمان بن ابراهيم العايد عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بعنوان: «مظاهر الوسطية في الإسلام».
وفي هذا السياق أفرد الدكتور ناصر العقل مجموعة من الأدلة من القرآن والسنة التي تبين وسطية الإسلام واعتداله، مبيناً مفهوم الوسطية، ومعنى الوسطية في الشرع والاصطلاح.
وقال: إن للوسطية والاعتدال معنيان مترادفان في المفهوم اللغوي والشرعي الاصطلاحي، فهما: العدل والاستقامة والخيرية والاعتدال والقصد والفضل والجودة، فالاعتدال والوسطية منهج الحق ومنهج الأنبياء وأتباعهم، ويتمثل ذلك بالإسلام بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وبالسنة، ومنهج السلف بعد ظهور الأهواء والافتراق، فأهل السنة والجماعة هم العدول الأخيار في العقيدة والعبادة والأخلاق والمواقف.
أما الدكتور محمد بن عمر بازمول، فقد أورد في بحثه الذي استعرضه نيابة عنه الدكتور عبدالرحمن اللويحق أدلة الوسطية في القرآن والسنة، ومنها: قول الله تبارك وتعالى: {اهًدٌنّا الصٌَرّاطّ المٍسًتّقٌيمّ . صٌرّاطّ الذٌينّ أّّنًعّمًتّ عّلّيًهٌمً غّيًرٌ المّغًضٍوبٌ عّلّيًهٌمً وّلا الضَّالٌَينّ}، وقوله تعالى: {وّأّنَّ هّذّا صٌرّاطٌي مٍسًتّقٌيمْا فّاتَّبٌعٍوهٍ وّلا تّتَّبٌعٍوا السٍَبٍلّ فّتّفّرَّقّ بٌكٍمً عّن سّبٌيلٌهٌ ذّلٌكٍمً وّصَّاكٍم بٌهٌ لّعّلَّكٍمً تّتَّقٍونّ}، أما الأدلة من السنة، فقال الباحث: عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم: أما أنا فأني أصلي الليل أبداً، وقال الآخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الآخر: أنا اعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني.
وختم الباحث بحثه بإيضاح أن هذه الأدلة تقرر سماحة الدين ويسره ووسطيته، وانه دين ينافي الغلو والتشدد، بمعنى ان ما ثبت كونه من الدين فهذه صفته، لا بمعنى ان يأتي شخص ما بعقله وتفكيره فما رآه وسطا قال: هو الدين! فالوسطية في الدين، أي ما ثبت انه دين فهو يسر، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين»، فما ثبت انه من الدين فهو يسر، وهو الحنيفية السمحة، وهو الذي لا تشدد في أخذه، ولا غلو فيه، ولا عسر.
وقدم البحث الثالث الدكتور سليمان العايد استعرض فيه مظاهر الوسطية في الإسلام، وقال: إنها كثيرة، ومتغلغلة في جميع عقائده وفرائضه وشرائعه، مبرزاً بعضا منها في الجوانب الفردية والاجتماعية والتشريعية وشارحاً كل جانب على حدة.
* التوازن بين الأطراف المختلفة، بحيث لا يحصل حيف لطرف على طرف، ولا لجانب على جانب فتحقيق المقاصد الشرعية بحسب مرتبتها وأولويتها من ضروري، وحاجي، وتحسيني بحسب التمايز المتحقق، ولا تجوز التسوية بين هذه الدرجات إلا عند من لا فقه لديه، وحديثي العهد بالعلم، اتساع الصدور لاستيعاب المخالف فيما يسوغ فيه الخلاف، خاصة المجتهد، ومن يمكن التماس عذر له وضوح الأصول الاعتقادية، لتكون منطلقاً لغيرها من الأعمال.
الجلسة الثانية
وناقشت الجلسة الثانية، المحور الثاني للندوة الذي كان عنوانه: «دلالة القرآن على سماحة الإسلام ويسره»، من خلال ثلاثة بحوث، البحث الأول: عن مفهوم السماحة واليسر في الكتاب والسنة وأدلتها، والبحث الثاني: عن سماحة الإسلام في التعامل مع المخالف، والبحث الثالث: عن سماحة الشريعة في التعامل مع الواقع للدول والأفراد.
وبدأ الدكتور ناصر بن محمد الميمان بحثه قائلاً: ان التيسير صفة عامة للشريعة الإسلامية في أحكامها الأصلية، وكذا في أحكامها الطارئة عند الأعذار، فلا توجد فيها مشقة غير معتادة، لأن الشارع لم يقصد إلى التكليف بالشاق والإعنات فيه، ثم أورد الباحث أدلة اليسر والسماحة في الكتاب والسنة.
أما الدكتور حمزة بن حسين الفعر فقد استعرض في بحثه «سماحة الإسلام في التعامل مع المخالف» الركائز التي توضح بجلاء سماحة الدين الإسلامي مع كل أحد حتى مع المخالفين وهي «تكريم بني آدم، محبة الخير للناس، العدل والإنصاف، تحريم الظلم، الرحمة والتيسير، الالتزام بالخلق الحسن في معاملة المخالفين».
وختم بالقول: إن البشرية عادت في هذا الزمن إلى شريعة الغاب أو كادت: ظلم هنا، وقتل هناك، ودمار وهلاك، واستباحة للحرمات في ظل ضعف الاستمساك بالدين، وفي ظل غياب القيم الإنسانية بسبب عبادة المادة والتخبط في أوحال الشهوات والملاذ، وما أحوج البشرية وهي في هذا التيه إلى إظهار فضائل دين الله الذي ارتضاه لعباده، والتعريف به، وردّ عاديات الأدعياء المتقولين، والأعداء المتطاولين عليه.
وفي ذات المحور ألقى الدكتور عبدالرحمن بن زيد الزنيدي بحثاً بعنوان «سماحة الشريعة في التعامل مع الواقع للدول والأفراد» حيث قال: إن منهج الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم منهج متفرد في علاج هذه القضية إذ يجمع بين الارتقاء بالإنسان في وجوده الحضاري في مدارج الإنسانية الممكنة وبين اعتبار الواقع الذي يعيشه الإنسان في إمكاناته وضغوطه ونزعاته وأعرافه وسقفه الحضاري ونحوها فحقق للإنسان سعادته في ظل واقعه الذي يعيشه ويتعايش فيه مع من حوله في يسر ورفع حرج وسلام وتسديد ومقاربة وتكليفات لا تتجاوز حدود طاقته البشرية، وشريعة الإسلام لا تحصر هذا المنهج في المنتمين إليه فقط وإنما تعم برحمته العالمين كلهم: {وّمّا أّرًسّلًنّاكّ إلاَّ رّحًمّةْ لٌَلًعّالّمٌينّ} .
الجلسة الثالثة
وبالنسبة للمحور الثالث الذي كان عنوانه: «الغلو مظاهره وأسبابه»، فناقش ثلاثة أبحاث هي: مفهوم الغلو في الكتاب والسنة، والثاني: مظاهر الغلو في الاعتقاد والعمل والحكم على الناس، والثالث أسباب الغلو العلمية والمنهجية وعلاجها «الخوارج نموذجاً».
وكان أول المتحدثين في هذا المحور الدكتور صالح بن غانم السدلان، الذي تناول موضوع: «مفهوم الغلو في الكتاب والسنة» عرف في بداية المعنى اللغوي والاصطلاحي للغلو، ومفهوم الغلو، مورداً بعض الألفاظ ذات الصلة بالغلو مثل: التطرف، والتنطع، والتشدد، والعنف، وقال: إن هذه الألفاظ بمثابة أوصاف ومظاهر للغلو، وكلها ما عدا التطرف قد وردت في النصوص الشرعية في الكتاب والسنة.وخلص فضيلته من استعراضه لبعض التعريفات إلى القول: إن الغلو هو تجاوز الحد الشرعي في الزيادة، مؤكداً ان الغلو في الدين بدعة حرمها الإسلام، مبيناً بعضا من ملامح الغلو في ضوء النصوص الشرعية، وموفقاً بين التمسك بالنصوص الشرعية والالتزام بها، والغلو.
من جهته قدم الدكتور عبدالسلام بن برجس العبدالكريم البحث الثاني في هذا المحور بعنوان: «مظاهر الغلو في الاعتقاد والعمل والحكم على الناس» حيث قال: إن الغلو في الاعتقاد أخطر أنواع الغلو، ذلك بان الاعتقاد درجة عالية من جزم القلب بما فيه من رأي أو فكر أو شرع، فأصعب ما يكون انتزاعها، لأن صاحبها يدافع عنها كما يدافع عن دمه وماله وعرضه، ومعلوم ان الغالي إنما يعتقد ما يتوهم انه شرع الله وليس كذلك، بل انما يعتقد فكراً أو رأياً مصدره الهوى، واستعرض بعضاً من الأمثلة على هذا النوع من الغلو: غلو الخوارج، وغلو أهل الكتاب من النصارى في دينهم.وفي نفس المحور عرض الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق بحثاً تناول فيه أسباب الغلو العلمية والمنهجية وعلاجها، وقال: ان مشكلة الغلو ليست بدعاً من المشكلات، إذ هناك أسباب إيجادها، وأسباب لإمدادها، مضيفاً ان الأسباب هي العوامل المؤدية إلى الوقوع في الغلو سواء أكانت متعلقة بالجانب الذاتي أو الجماعية الغالية أم كانت متعلقة بالبيئة المحيطة به.
الجلسة الرابعة
وفي المحور الرابع والأخير جاء عنوانه: «استثمار تعليم القرآن في ترسيخ الوسطية ومعالجة الغلو»، فناقش ثلاثة مباحث: الأول بعنوان: «أثر القرآن في بناء الشخصية المعتدلة، والثاني بعنوان: «معالجة القرآن لظواهر الانحراف والغلو»، والثالث بعنوان: «أثر معلم القرآن في تربية طلابه على الاعتدال»، والرابع بعنوان: «مؤسسات تعليم القرآن الكريم وأثرها في نشر الوسطية».
وتحدث في هذا المحور الدكتور ابراهيم بن سعيد الدوسري حيث قدم من خلال بحثه لمحات عن منهج القرآن الكريم في البناء التربوي ومعالجته، وقال فضيلته: إن منهج التربية في القرآن الكريم ينبثق من كمال هذا الدين ومعجزة هذا الكتاب المجيد، فتربيته تسع كل المجالات، كما انها باقية وصالحة لكل عصر وجيل، حيث ان إعجاز القرآن الكريم لا ينحصر في ألفاظه ومبانيه، ولكنه يمتد إلى معانيه ومناهجه الحياتية والحيوية.وأوضح ان حقيقة التربية الأخلاقية في نظر الإسلام تنشئة الإنسان وتكوينه متكاملاً من الجانب الخلقي بحيث يصبح مفتاحاً للخير ومغلاقاً للشر في كل الظروف والأحوال.
كما قدم الدكتور عبدالله بن علي بصفر بحثاً بعنوان: «أثر معلم القرآن في تربية طلابه على الاعتدال»، حيث تحدث عن المعلم القدوة وأهميته المتمثلة في انه مثال حي يثير في نفس الطالب قدراً كبيراً من الإعجاب والاستحسان والتقدير والمحبة فيدعو إلى الخير.
كما انه القدوة الحية المتصفة بالوسطية والاعتدال تعطي الطلاب قناعة بان التوسط والاعتدال وعدم الغلو والإفراط أو الجفاء والتفريط كل ذلك من الأمور الممكنة التي هي في متناول القدرات الإنسانية.
وأكد ان التدرج في العلاج، وتقديم الحلول والبدائل، وإزالة الشبهات، وبيان محاذير وعيوب الغلو، ومنها: التقصير في حقوق أخرى، وأن الفطرة البشرية لا تطيق الاستمرار على هذا الغلو، والدعوة للاتعاظ بمن سبق من الأمم، والزجر عن سبيل الغلو والبراءة منه: «فمن رغب عن سنتي فليس مني». تصحيح المفاهيم وبيان السبيل القويم، والصراط المستقيم فالخشية والتقوى تحصل بالتوازن لا بالمبالغة في أمر وإهمال أمور.
كما ألقى الدكتور أحمد بن موسى السهلي بحثاً بعنوان:
«مؤسسات تعليم القرآن الكريم وأثرها في نشر الوسطية»، عرف في بدايته مؤسسات تعليم القرآن الكريم بأنها هي تلك المؤسسات القرآنية والمعاقل الإيمانية والصروح الإسلامية التي يلتقي فيها المؤمنون الصادقون لحفظ كلام الله تعالى وكتابه الفرقان سواء أكان اللقاء في المسجد أم في تلك الدور المخصصة لحفظ كتاب الله تعالى. كمدارس تحفيظ القرآن الكريم والمعاهد العلمية والكليات القرآنية.وأبان ان الغرض من هذه المؤسسات تحقيق الغاية التي من أجلها خلقت البشرية ألا وهي العبودية الحقة لله تعالى،
بعد ذلك تناول الباحث أثر مؤسسات التعليم في نشر الوسطية معارضاً في الوقت ذاته مظاهر الغلو.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved