Friday 17th october,2003 11341العدد الجمعة 21 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من أحبكم إليّ من أحبكم إليّ
الأم
أحمد بن عبد الكريم الخضير(*)

سمعت في محاضرة - عبر الشريط - لاحد الدعاة الفضلاء، حينما كان يتحدث عن حقوق الوالدين، سمعته يذكر قصة لشاب كان هو وزوجته وامه في محل لبيع الذهب والمجوهرات فأشترى لامرأته حلياً كثيراً، فأعجبت امه بخاتم صغير في المحل فأخذته وطلبت من ابنها ان يشتريه لها، فغضب الابن واخذه من امه ورماه على البائع ورفض أن يشتريه لها.. الخ القصة.سمعتها وانا اردد في خاطري ان هذه القصة مبالغ فيها، لانني لم اكن اتوقع ان امرءاً مسلماً يصل إلى هذه الوقاحة بمعاملته لامه التي حملته في بطنها تسعة اشهر وتعبت عليه تعباً لا يعلمه الا الخالق - تبارك وتعالى - وقبل ذلك يسمع قول الله عز وجل {وّقّضّى" رّبٍَكّ أّلاَّ تّعًبٍدٍوا إلاَّ إيَّاهٍ وّبٌالًوّالٌدّيًنٌ إحًسّانا} ولا أدل على عظيم حق الوالدين وخاصة الام من قصة الصحابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم «من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله، قال: أمك قال ثم من: قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال ابوك».وللاسف الكبير بدأنا في الآونة الاخيرة نرى ونسمع بعض الاحداث والقصص في سوء التعامل مع الام، حتى ان بعضهم يعاملها في المنزل كالخادمة، وانها عبء كبير على عاتقه يتمنى زوالها في أسرع وقت.
أخي القارئ الكريم:
إن كانت امك على قيد الحياة فاعلم انها باب من ابواب الجنة مفتوح فاستثمره قبل أن يغلق» الزم رجليها فثم الجنة» اعطف عليها، واشعرها بالحب والحنان، والخوف عليها، اعطها من مالك فسوف يبارك الله عز وجل لك فيه.وإن كانت امك قد ماتت وفارقت هذه الحياة فأكثر من الدعاء لها، وتصدق عنها، وأحسن الى من تحبه امك من الناس واحرص على ما يرفع درجاتها عند الله سبحانه وتعالى.
أخيراً:
يتعلل كثير من الأبناء الذين عقّوا امهاتهم بأن امهاتهم لا تعينهم على البر، فمهما احسنوا اليهن فهن يقابلن، احسانهن بالاساءة وينكرن افعالهن الحميدة عند اي اساءة منهم، الى هؤلاء اقول ان هذا امتحان من الله سبحانه وتعالى ورفعة في الدرجات، فان الجنة حفت بالمكاره، فتوبوا الى عز وجل من هذا الذنب العظيم قبل ان يحل الندم ولات ساعة مندم.

(*) عضو الدعوة والإرشاد بالرياض

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved