لوحة صغيرة وبخط بسيط كانت تحمل هذه العبارة في احد الدكاكين القديمة وضعها صاحب الدكان يعلق فيها انه لايريد البيع بالديْن او كما يقال حديثا البيع بالأجل، تذكرت هذه اللوحة وصاحبها وانا اسمع وأرى ظاهرة غير طيبة الا وهي كثرة «الديْن» وطلب السلفة في العمل وبين الزملاء والجيران بل ان الامر تعدى الى ان يوقفك احد الناس ممن لاتعرفهم ويطلب منك سلفه!!
والتعاون وقضاء حوائج الناس امر مرغوب ومحبب في شريعتنا الاسلامية ويثاب فاعله ولكن محترفي «السلفة والديْن» امتهنوا ذلك واحترفوا سؤال الناس فهم سباع عند الطلب ثعالب عند الوفاء لا يتقيدون بذمة ولا يفون بوعد ولا يلتزمون بسداد ما عليهم عند الحاجة وما اصعبهم عن الرد!!
وهؤلاء بصنيعهم السيء يثبطون اهل الخير عن تفريج الكرب وقضاء حوائج الناس واصبح الناس يصدون عند الطلب مخافة ان يقعوا فريسة لهؤلاء الذين لا يحفظون عهداً ولا ذمة، لم يخافوا الله ولم يلتزموا بالوفاء ضربوا بالدين والاخلاق كل جانب ونسوا او تناسوا ان الديْن امانة في ذمة المدين عليه اداؤه وعليه ان يراقب صاحبه فلا يخونه.
ان اطول آية في كتاب الله عز وجل هي آية الدين وقد امر الله سبحانه وتعالى بالكتابة والاشهاد على ذلك منعاً للنزاع والشقاق، واما المشكلة الكبرى في الدين وهو ما نراه ظاهراً في اعلانات الصحف «ابراء ذمة» وعدم قيام كثير من الناس بتسجيل وتوثيق ما لهم وما عليهم من حقوق وذمم حتى بين من يتعاطون التجارة والبيع والشراء وكثيراً ما ضاعت حقوق لهؤلاء او عليهم نتيجة عدم الكتابة والثقة المفرطة فالواجب الوفاء والالتزام بتوثيق الحقوق.
فالانسان لا يعلم متى واين نهايته وهذه البيانات الزم في كتابة الوصية اذ انها تتعلق بحقوق الخلق من غير الورثة او من الورثة انفسهم والقيد والكتابة يبرئ الذمة ويتم من خلاله تلافي المشاكل قبل وقوعها.
|